تطالب مجموعة المناصرة اليهودية “مركز إسرائيل والشؤون اليهودية” (CIJA) بإجراء تحقيق رسمي في حلقة بودكاست نشرتها شرطة تورنتو (TPS)، حيث أشار ضابطا اتصال مسلمان إلى أن هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حماس أدت إلى زيادة اهتمام الناس بالإسلام ودفعهم إلى اعتناقه. وأكدت المجموعة أن اعتذار الشرطة عن الحادثة لا يكفي، بل يجب اتخاذ خطوات عملية لمحاسبة المسؤولين.
تطالب مجموعة المناصرة اليهودية “مركز إسرائيل والشؤون اليهودية” (CIJA) بإجراء تحقيق رسمي في حلقة بودكاست نشرتها شرطة تورنتو (TPS)، حيث أشار ضابطا اتصال مسلمان إلى أن هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حماس أدت إلى زيادة اهتمام الناس بالإسلام ودفعهم إلى اعتناقه. وأكدت المجموعة أن اعتذار الشرطة عن الحادثة لا يكفي، بل يجب اتخاذ خطوات عملية لمحاسبة المسؤولين.
تصريحات مثيرة للجدل تُشعل الجدل
كانت التصريحات قد وردت خلال حلقة من بودكاست “مشروع غصن الزيتون”، الذي تم حذفه لاحقًا، حيث ناقش الضابطان هارون صديقي وفرحان علي تداعيات الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر. وخلال النقاش، قال صديقي إن الأحداث أدت إلى زيادة اهتمام الناس بالإسلام، مما أسفر عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين اعتنقوه.
We appreciate @TPSMyronDemkiw apology for @TPS' deeply insensitive podcast that disregards our community's serious and legitimate concerns, particularly about how pro-Hamas rallies continue unabated on our streets and neighbourhoods.
But important questions remain about how this… https://t.co/0vLEwOeRgH pic.twitter.com/cSPOfrwJhC
— CIJA (@CIJAinfo) March 12, 2025
وقال صديقي، بينما كان زميله علي يُبدي موافقته:
“بعد 7 أكتوبر، بدأ الكثير من الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي في التعرف على الإسلام… وكان هناك الكثير من المرتدين الذين عادوا إلى الإسلام خلال هذه العملية برمتها. إن عدد الأشخاص الذين يعودون إلى الإسلام أمر لا يصدق.”
المثير للجدل أن الضابطين كانا يرتديان زيهما الرسمي أثناء تسجيل البودكاست، مما زاد من حدة الانتقادات التي تتهم شرطة تورنتو بالسماح بتمرير رسائل غير محايدة عبر منصتها الرسمية.
خلفية الهجوم وردود الفعل الرسمية
الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر استهدف مهرجانًا موسيقيًا في إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى اختطاف نحو 250 آخرين واحتجازهم كرهائن.
وبعد تصاعد الجدل حول تصريحات الضابطين، أصدر رئيس شرطة تورنتو، مايرون ديمكيو، بيانًا رسميًا مساء الثلاثاء، أعرب فيه عن أسفه العميق لما حدث.
وقال ديمكيو:
“ندرك الألم والمعاناة العميقة التي يشعر بها المجتمع اليهودي نتيجة أحداث 7 أكتوبر وما تلاها من تصاعد لمعاداة السامية. لقد تلقيت شخصيًا رسائل من أفراد المجتمع تعبر عن استيائهم من هذا البودكاست، وأنا آسفٌ للغاية. إن التزامنا بحماية مجتمعنا اليهودي يظل راسخًا.”
رد فعل الجالية اليهودية: الاعتذار ليس كافيًا
رغم الاعتذار الرسمي، اعتبرت ميشيل ستوك، نائبة رئيس CIJA في أونتاريو، أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد كلمات. وفي رسالة علنية نشرتها، أكدت أن إزالة البودكاست بعد نشره لا تعالج جوهر المشكلة، بل تثير تساؤلات جدية حول آلية الرقابة على المحتوى الرسمي للشرطة.
وقالت ستوك في رسالتها:
“إن إنتاج هذا البودكاست ونشره يثير تساؤلات خطيرة حول الرقابة وملاءمة المحتوى. كيف تم السماح ببث مثل هذه التصريحات على منصة رسمية تابعة لشرطة تورنتو، مع ظهور الضابطين بالزي الرسمي، دون مراجعة مناسبة لتأثيرها المحتمل؟”
وأشارت إلى أن موافقة شرطة تورنتو على نشر هذا المحتوى تعكس، ربما، توافقًا ضمنيًا مع الآراء الواردة فيه، مما قد يزيد من حدة التوتر بين المجتمعين اليهودي والمسلم في المدينة.
هل انتهك الضابطان قوانين الشرطة؟
استندت CIJA في طلبها للتحقيق إلى قانون سلامة المجتمع والشرطة، الذي ينص على أنه يجوز لضابط الشرطة الانخراط في أي نشاط سياسي فقط إذا كان خارج الخدمة ولا يرتدي الزي الرسمي. كما يمنع القانون الضباط من التعبير عن آراء تتعلق بوظيفتهم بشكل قد يُفسَّر على أنه يعكس موقف الشرطة الرسمية.
وأوضحت ستوك في رسالتها:
“الضابطان لم يكونا خارج الخدمة، وكانا يرتديان الزي الرسمي أثناء الإدلاء بهذه التصريحات، مما قد يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون. لذلك، نطالب بتحقيق رسمي في كيفية السماح بنشر هذا المحتوى، بالإضافة إلى تقييم سلوك الضابطين.”
شرطة تورنتو: مراجعة الإجراءات دون تحقيق رسمي
من جانبها، أعلنت شرطة تورنتو أنها ستراجع إجراءاتها الداخلية لضمان التزامها بالمشاركة المحايدة والشاملة، لكنها لم تعلن حتى الآن عن فتح تحقيق رسمي أو اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الضابطين.
وقالت الخدمة في بيانها:
“لقد أمر رئيس الشرطة بمراجعة عملياتنا ومحتوانا لضمان توافقها مع معاييرنا المهنية والحيادية. نحن ملتزمون بالحفاظ على الاحترام والشمولية في تواصلنا مع جميع أفراد المجتمع.”
ومع استمرار الجدل حول هذه القضية، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت شرطة تورنتو ستتخذ خطوات أكثر حزمًا استجابةً للضغوط المتزايدة من المجتمع اليهودي والمنظمات الحقوقية.
ماري جندي
المزيد
1