أصدرت كندا ودول أخرى تحذيرات للمسافرين في كوريا الجنوبية بعد أن فرضت البلاد الأحكام العرفية لفترة قصيرة ليل الثلاثاء، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات والفوضى السياسية في البلاد. وقد أثار هذا التطور حالة من القلق على المستوى الدولي، خاصة بعد التصعيد الحاد بين الحكومة والمعارضة، التي اتهمت الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، بتقويض الديمقراطية.
أصدرت كندا ودول أخرى تحذيرات للمسافرين في كوريا الجنوبية بعد أن فرضت البلاد الأحكام العرفية لفترة قصيرة ليل الثلاثاء، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات والفوضى السياسية في البلاد. وقد أثار هذا التطور حالة من القلق على المستوى الدولي، خاصة بعد التصعيد الحاد بين الحكومة والمعارضة، التي اتهمت الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، بتقويض الديمقراطية.
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية
في مساء الثلاثاء، أعلن الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد، مبررًا ذلك باتهامات ضد المعارضة البرلمانية بالتعاطف مع كوريا الشمالية الشيوعية. لم تمضِ ساعات طويلة حتى أقدمت القوات العسكرية على مهاجمة الجمعية الوطنية في العاصمة سيول، مما فجر موجة من الغضب بين المشرعين. سرعان ما رد المشرعون في البرلمان بالتصويت لإلغاء المرسوم، وفي صباح الأربعاء، رفعت الحكومة الأحكام العرفية بشكل رسمي، امتثالًا للقانون الكوري الجنوبي.
رغم رفع الأحكام العرفية، فإن الاحتجاجات على مستوى الشارع لم تتوقف. المتظاهرون في سيول طالبوا بإقالة الرئيس يون من منصبه واعتقاله، مما أثار مزيدًا من الاضطرابات في العاصمة والمناطق المحيطة.
تحذيرات السفر الدولية
مع تصاعد الوضع في كوريا الجنوبية، قامت كندا بتحديث نصائح السفر الخاصة بها في نفس اليوم، حيث دعت المسافرين إلى توخي الحذر، وتجنب المشاركة في المظاهرات والتجمعات الكبيرة، والبقاء على اطلاع دائم من خلال وسائل الإعلام المحلية. كما نصحت المسافرين بمتابعة تعليمات السلطات، بما في ذلك الالتزام بأوامر حظر التجول المحتملة. على الرغم من التوترات المستمرة، أكدت كندا أن مستوى المخاطر في البلاد لم يتغير، وأن المسافرين لا يزالون قادرين على اتخاذ التدابير الأمنية المعتادة.
من جانبه، أعرب هيونج جو لين، رئيس قسم الدراسات الآسيوية في جامعة كولومبيا البريطانية، عن توقعاته باستمرار الاحتجاجات بعد رفع الأحكام العرفية، مشيرًا إلى أن ذلك قد يسبب تحديات في التنقل والسفر في سيول. وقال في تصريح عبر البريد الإلكتروني: “من المرجح أن تؤثر الاحتجاجات في شارع سيجونج دايرو، وهو شارع حيوي في وسط المدينة، بشكل كبير على السياح، نظرًا لموقعه القريب من العديد من المعالم السياحية المهمة.”
تحذيرات دول أخرى
بالإضافة إلى كندا، أصدرت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحذيرات مماثلة لمواطنيها المسافرين إلى كوريا الجنوبية أو المتواجدين فيها. حيث نصحت هذه الدول بتجنب المناطق التي تشهد مظاهرات سياسية واتباع تعليمات السلطات المحلية بدقة. كما أوصت المسافرين بالحصول على تأمين سفر مناسب، خاصةً في حالة حدوث طوارئ أو اضطرابات.
وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية على موقع X، جاء تحذيرها بأن الوضع في كوريا الجنوبية يظل “متقلبًا”، مؤكدة أن المواطنين الأميركيين يجب أن يكونوا مستعدين لاحتمالية حدوث اضطرابات في البلاد. في خطوة إضافية، أعلنت الولايات المتحدة عن إلغاء مواعيد القنصلية الروتينية المقررة يوم الأربعاء للمواطنين الأميركيين وطالبي التأشيرات.
أما الدول الأوروبية، فقد انضمت هي الأخرى إلى هذه التحذيرات. فقد أصدرت بلغاريا ولاتفيا وأيرلندا إرشادات مماثلة للمسافرين، محذرة من الاقتراب من المناطق التي تشهد مظاهرات حاشدة أو تجمعات سياسية. وأكدت لاتفيا على أن الأشخاص الذين لا يلتزمون بالقوانين والقيود المفروضة قد يواجهون التوقيف والتفتيش أو حتى الاعتقال.
التأثيرات المحتملة على السياحة
من المتوقع أن تؤثر هذه التطورات بشكل كبير على السياحة في كوريا الجنوبية، حيث تواجه العاصمة سيول تحديات كبيرة من حيث التنقل والأمن بسبب الاحتجاجات المستمرة. من المرجح أن تزداد الصعوبة في الوصول إلى المناطق السياحية الرئيسية بالقرب من المكاتب الحكومية، مثل الجمعية الوطنية والمكتب الرئاسي، التي قد تكون محط أنظار المحتجين والمراقبين الدوليين.
الاحتجاجات في كوريا الجنوبية لم تقتصر على الشارع فقط، بل أصبح لها تأثيرات سياسية ودبلوماسية على المستوى العالمي، مع دعوات من المجتمع الدولي إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية.
ماري جندي
المزيد
1