في خطوة تهدف إلى حماية صحة المستهلكين، أعلنت وزارة الصحة الكندية عن استدعاء منتج غذائي مجمّد واسع الانتشار، وذلك بعد اكتشاف مفاجئ أثار القلق بين الأوساط الصحية والغذائية.

المنتج المعني هو طبق “أرز الروبيان المقلي” بحجم 600 غرام من علامة “سيول ماما” (Seoul Mama)، والذي تبين بعد إجراء اختبارات دقيقة أنه يحتوي على مادة مسببة للحساسية مصدرها الحليب، لم يتم التصريح بها أو ذكرها على الملصق الغذائي، في خرق واضح للوائح السلامة الغذائية المتبعة في كندا.

هذا الطبق كان يُباع في مقاطعتَي كولومبيا البريطانية وأونتاريو، ولكن هناك احتمال كبير بأنه تم توزيعه أيضًا في مقاطعات وأقاليم أخرى داخل كندا، ما يزيد من نطاق القلق حول المستهلكين المحتمل تعرضهم للخطر. ويحمل المنتج الرمز الشريطي (UPC) 8 357470 002204، مع تاريخ انتهاء صلاحية مدوّن هو 20 أكتوبر 2026.

ووفقًا لما أعلنته الوكالة الكندية لفحص الأغذية (CFIA)، فإن الاختبارات المخبرية أكدت بشكل قاطع وجود الحليب في هذا المنتج، بالرغم من عدم إدراجه ضمن قائمة المكونات. ويُعد هذا الإغفال خطيراً للغاية، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب، إذ يمكن أن يؤدي تناول كمية صغيرة جدًا منه إلى رد فعل تحسسي حاد قد يُهدد حياتهم.

حتى لحظة الإعلان، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات مرضية أو تفاعلات تحسسية متعلقة بالمنتج. ومع ذلك، فقد شددت الجهات الصحية على ضرورة التوقف الفوري عن استهلاك هذا الطبق من قبل أي شخص لديه حساسية تجاه الحليب. ونُصح المستهلكون إما بالتخلص من المنتج فورًا أو إعادته إلى المتجر الذي تم شراؤه منه من أجل استرداد قيمة الشراء.

أما تجار التجزئة، فقد طُلب منهم سحب جميع الكميات المتبقية من هذا المنتج على الفور من الأرفف، وذلك ضمن إطار الإجراءات الوقائية السريعة التي يتم اتخاذها للحد من المخاطر المحتملة على صحة العامة.

وأكدت وكالة CFIA أنها باشرت تحقيقًا موسعًا في القضية، مشيرةً إلى أن الاستدعاء قد لا يقتصر على هذا المنتج فقط، إذ إن هناك احتمالًا بأن تشمل قائمة المنتجات المسحوبة مواد غذائية أخرى إذا ما أظهرت نتائج الفحوصات أنها تشكّل خطراً مشابهاً.

يأتي هذا الاستدعاء ليُسلط الضوء مجددًا على أهمية الشفافية الكاملة في وضع ملصقات المنتجات الغذائية، خاصة تلك التي تحتوي على مسببات شائعة للحساسية مثل الحليب، البيض، الفول السوداني، والغلوتين. كما يُعد تذكيرًا بضرورة التزام الشركات بمعايير السلامة الصارمة المفروضة لضمان صحة وسلامة المستهلكين، خصوصاً في بلد ككندا، حيث يتمتع المواطنون والمقيمون بثقة عالية في جودة المنتجات الغذائية المعروضة في الأسواق.

ماري جندي