تعهد زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، بمواجهة سياسات الحماية الاقتصادية التي يعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تنفيذها. إذ قال بواليفير إنه سيتعامل مع هذه السياسات “بالنار” عبر مبادرات كندية تهدف إلى جذب الاستثمار ورفع الأجور المحلية، مما يضع كندا في موقع منافس قوي في مواجهة التحولات الاقتصادية القادمة.
تعهد زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، بمواجهة سياسات الحماية الاقتصادية التي يعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تنفيذها. إذ قال بواليفير إنه سيتعامل مع هذه السياسات “بالنار” عبر مبادرات كندية تهدف إلى جذب الاستثمار ورفع الأجور المحلية، مما يضع كندا في موقع منافس قوي في مواجهة التحولات الاقتصادية القادمة.
تصعيد المواجهة الاقتصادية
في حديثه مع جاس جوهال على محطة راديو كوروس CKNW في فانكوفر، أشار بواليفير إلى ضرورة تعزيز التعاون الأمني بين كندا والولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه قلل من المخاوف المرتبطة بعمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها ترامب، والتي قد تتسبب في تدفق مهاجرين غير شرعيين إلى كندا.
عند سؤاله عن خططه للتعامل مع التعريفات الجمركية التي يهدد ترامب بفرضها – بما في ذلك تعريفة شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات الأجنبية – صرّح بواليفير قائلاً:
“لا يمكن أن نكون جزءاً من هذه الإجراءات. إنه أمر لا يصدق أن رئيس الوزراء جاستن ترودو وافق على اتفاقية تجارية مع ترامب تسمح بمثل هذه السيناريوهات. لو كنتُ في مكانه، لما قبلت بذلك إطلاقاً”.
وأعلن بواليفير عزمه على إلغاء الرسوم الجمركية على الأخشاب اللينة وضمان إعفاء كندا من سياسات “شراء المنتجات الأمريكية” التي تعزز الحماية الاقتصادية لصالح الولايات المتحدة.
إستراتيجية اقتصادية جديدة
تطرق بواليفير إلى مشكلة هجرة الاستثمارات الكندية إلى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، قائلاً:
“شهدنا تراجعاً حاداً في الاستثمارات هنا لصالح الولايات المتحدة. أريد استعادة هذه الأموال، وسأفعل ذلك بإجراءات حاسمة”.
ومن بين التدابير التي اقترحها بواليفير، إلغاء ضريبة الكربون للمستهلكين وتخفيض ضرائب الدخل والضرائب المفروضة على الاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أن هذه السياسات ستضع حداً لخروج الشركات الكندية إلى السوق الأمريكية. وأكد:
“بينما يسعى ترامب لجذب وظائفنا، نجد أن ترودو يساعده في ذلك. عندما أكون رئيس الوزراء، سيتوقف هذا الأمر تماماً”.
التعامل مع الرسوم الجمركية على الأخشاب اللينة
انتقد بواليفير حكومة ترودو لفشلها في التفاوض على إعفاء كندا من الرسوم الجمركية الأمريكية في اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA) التي جاءت بديلاً لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA). واستشهد بالزيادة الأخيرة في الرسوم على الأخشاب اللينة الكندية – التي ارتفعت من 8.05% إلى 14.54% – والتي أثرت بشكل كبير على صناعة الغابات في كولومبيا البريطانية.
أمن الحدود والهجرة
حول ملف الهجرة، أعرب بواليفير عن استعداده لتشديد القوانين الحدودية وزيادة عدد ضباط الخطوط الأمامية لمنع استغلال النظام الكندي. وأكد أن التحديات المتعلقة بالهجرة غير النظامية لا ترتبط فقط بسياسات ترامب بل تعود إلى إخفاقات حكومة ترودو:
“ما نراه الآن هو نتيجة مباشرة لسياسات ترودو. يجب أن نتخذ تدابير تشريعية واضحة لضمان حماية نظامنا”.
وفيما يتعلق بالمخاوف من تدفق اللاجئين نتيجة لسياسات الترحيل التي ينوي ترامب تطبيقها، رفض بواليفير الفكرة قائلاً:
“من غير المعقول أن يكون أحدهم لاجئاً قادماً من الولايات المتحدة. إنها دولة نعتبرها وجهة سياحية، وليست مكاناً يهرب منه الناس”.
مستقبل العلاقات الكندية الأمريكية
أثار بواليفير جدلاً بتصريحاته حول التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة. فقد أشار إلى أن ترامب قد يفضل بقاء ترودو في السلطة لأنه يمثل شريكاً ضعيفاً يمكن استغلاله. وقال:
“ترامب سيستفيد من وجود ترودو لأنه يسمح له بالضغط وأخذ المزيد من الأموال من كندا. لكن هذا سيتغير عندما أصبح رئيساً للوزراء”.
ومع قرب الانتخابات الكندية المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في موعد أقصاه أكتوبر/تشرين الأول، بات واضحاً أن بواليفير يعتمد على نهج جريء يتحدى السياسات الأمريكية ويسعى لتعزيز استقلال كندا الاقتصادي والسياسي.
بهذه الاستراتيجيات، يبدو أن بواليفير يطمح إلى تقديم رؤية جديدة لكندا – رؤية توازن بين المصالح الاقتصادية والأمنية مع الحفاظ على موقف قوي أمام جارتها الجنوبية.
ماري جندي
المزيد
1