قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب قد ينسحب من جهود التوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام، ما لم تظهر مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وجاء تصريح روبيو من باريس، عقب لقائه بعدد من القادة الأوروبيين والأوكرانيين، حيث قال:
“لن نواصل هذا المسعى لأسابيع وأشهر متواصلة. علينا أن نحدد بسرعة كبيرة الآن، وأنا أتحدث عن مسألة أيام، ما إذا كان ذلك ممكنًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة أم لا. إذا لم يكن ذلك ممكنًا، وإذا كنا بعيدين جدًا عن بعضنا البعض بحيث لا يمكن أن يحدث هذا، فأعتقد أن الرئيس ربما وصل إلى نقطة حيث سيقول: حسنًا، لقد انتهينا.”

ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر دبلوماسية أوروبية أن تعليقات روبيو تعكس الإحباط المتزايد في البيت الأبيض من تعنّت موسكو في إنهاء الحرب، رغم بعض التقدم الذي أُحرز مؤخرًا في المحادثات بين واشنطن وكييف.

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن هناك تقدمًا في جهود التسوية السلمية، لكنه أقر بأن التواصل مع واشنطن ما زال صعبًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن موسكو منفتحة على الحوار وتسعى إلى حل النزاع بما يضمن مصالحها.

وفي تطور موازٍ، أعلن الرئيس ترامب أنه يتوقع توقيع صفقة معادن مع أوكرانيا الأسبوع المقبل، بعد فشل محاولة مماثلة في فبراير الماضي بسبب خلاف في المكتب البيضاوي بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونائب الرئيس جيه دي فانس.

من جهته، قال فانس، خلال زيارته إلى روما ولقائه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إنه “متفائل بإمكانية أن تساعد الولايات المتحدة في إنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية.”

وتُعد محادثات باريس التي عُقدت يوم الخميس أول لقاءات رفيعة المستوى وجهاً لوجه حول مبادرة ترامب للسلام، بمشاركة قوى أوروبية. وأوضح روبيو أن “إطار السلام الأمريكي” الذي تم تقديمه حظي “باستقبال مشجع”، بينما وصف مكتب زيلينسكي اللقاء بأنه “بناء وإيجابي”.

حتى الآن، لم تُصدر باريس أو لندن أو برلين أو كييف تعليقات رسمية على تصريحات روبيو، رغم أنها تعكس شعورًا متزايدًا بالإحباط داخل البيت الأبيض، وسط ما وصفه مراقبون بـ”قائمة متزايدة من التحديات الجيوسياسية”.

يُذكر أن ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية خلال أول 24 ساعة من توليه المنصب، إلا أنه خفف من لهجته لاحقًا واقترح التوصل إلى اتفاق بحلول أبريل أو مايو، في ظل تزايد العقبات.

المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: رامي بطرس