بالرغم من التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع التجزئة في كندا، والإفلاسات المتتالية التي طالت بعضاً من أكبر أسمائه، إلا أن الكنديين ما زالوا يتمسكون بشيء من الماضي: تجربة التسوق داخل المتاجر.
ففي استطلاع حديث أجرته شركة KPMG، كشف 61% من المشاركين أنهم يفضلون التسوق في المتاجر التقليدية على الرغم من الزخم المتزايد الذي يشهده التسوق عبر الإنترنت.
بالرغم من التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع التجزئة في كندا، والإفلاسات المتتالية التي طالت بعضاً من أكبر أسمائه، إلا أن الكنديين ما زالوا يتمسكون بشيء من الماضي: تجربة التسوق داخل المتاجر.
ففي استطلاع حديث أجرته شركة KPMG، كشف 61% من المشاركين أنهم يفضلون التسوق في المتاجر التقليدية على الرغم من الزخم المتزايد الذي يشهده التسوق عبر الإنترنت.
التسوق المادي لا يزال حيًّا رغم الإغلاق والإفلاس
يأتي هذا الاستطلاع في وقت حرج يشهده القطاع، حيث أعلنت مؤسسات كبرى مثل Hudson’s Bay (ذا باي) عن إغلاق عدد كبير من فروعها، بعد أن أثقلت كاهلها ديون ضخمة، مما دفعها لتقديم طلب حماية من الدائنين في مارس الماضي. وذكرت الشركة أنها تدرس بيع بعض أصولها القيمة في مزاد علني كجزء من محاولتها لإعادة ترتيب أوراقها.
ومع هذه الأجواء، قد يبدو مفاجئًا أن غالبية المستهلكين لا يزالون يفضلون السير بين الممرات، وتفحّص المنتجات بأيديهم، واتخاذ القرار بعد التجربة الفعلية، لا من خلال النقرات على الشاشات فقط.
ماذا يشتري الكنديون.. ومتى يختارون الإنترنت؟
الاستطلاع أشار إلى أن التسوق الإلكتروني يُستخدم بشكل أكبر عند شراء الإلكترونيات والملابس، وهي فئات يعرف عنها التنوع الكبير في الخيارات والأسعار عبر الإنترنت.
لكن حين يتعلق الأمر بـالبقالة، والمنتجات الصحية، وقطع غيار السيارات، يميل الكنديون لتجربة المتاجر الفعلية. واللافت أن فقط 10% من المشاركين قالوا إنهم يشترون البقالة عبر الإنترنت، مما يؤكد استمرار الثقة بتجربة التسوق التقليدي لهذه المنتجات الأساسية.
بعد الجائحة.. هل يعود “القديم” ليصبح جديدًا؟
كوستيا بولياكوف، الشريك والرئيس الوطني لقطاع المستهلكين والتجزئة في KPMG كندا، يرى أن ما يحدث هو إعادة توازن بعد الجائحة.
قال بولياكوف:
“بينما كنا نتوقع ازدهار التجارة الإلكترونية، بدأنا نلحظ أن العديد من الكنديين يعودون إلى أنماط التسوق التقليدية، حيث يبدو أن القديم يعود ليصبح جديدًا مرة أخرى”.
السعر أولًا.. ثم كل شيء آخر
أما ما يدفع الكندي لاتخاذ قرار الشراء، فقد كان الجواب واضحًا وصريحًا في أعين المشاركين: السعر هو الملك.
فقد أكد 85% منهم أن السعر هو العامل الأهم في عملية الشراء، بينما قال 57% إن العثور على تخفيضات أو عروض مغرية أكثر تأثيرًا عليهم من ولائهم للعلامة التجارية نفسها.
ولماذا يفضل الناس المتاجر؟
الاستطلاع كشف أيضًا عن الأسباب الجوهرية وراء تفضيل التسوق داخل المتاجر:
35% أشاروا إلى أهمية تجربة المنتج فعليًا قبل الشراء.
26% قالوا إن سرعة الحصول على المنتج تمثل عاملًا حاسمًا.
16% يحبون الإشباع الفوري الذي يشعرون به عند أخذ المنتج إلى المنزل مباشرة.
وفي المقابل، فإن تجارب التسوق الإلكتروني لم تكن خالية من التحديات، فقد ذكر المشاركون مشكلات مثل:
منتجات لا تتطابق مع الوصف.
عمليات إرجاع غير مريحة.
تأخر في الشحن.
البرامج والولاء.. وتحدي نفاد المخزون
من جهة أخرى، أظهر الاستطلاع أن 90% من الكنديين مسجلون في برامج ولاء تابعة لتجار التجزئة، وأن 92% منهم قالوا إن تلك البرامج تؤثر في قراراتهم بشأن الأماكن التي يتسوقون منها.
كما أبدى كثير من المستهلكين اهتمامًا كبيرًا بمسألة توفر المنتجات، حيث قال 79% إنهم يتوقعون من تجار التجزئة الاحتفاظ الدائم بالمخزون من السلع التي يشترونها باستمرار، فيما عبر 86% عن ميلهم للتعامل مع متاجر تظهر حرصًا على تجنب نفاد البضائع.
الاستطلاع الذي شمل 1522 كنديًا بين 27 ديسمبر 2024 و10 يناير 2025، يقدم لمحة دقيقة عن حالة المزاج الاستهلاكي في كندا اليوم.
رغم كل التقدم التكنولوجي، ورغم ما وفرته التجارة الإلكترونية من راحة وسهولة، لا تزال رغبة اللمس والتجربة حية، ولا يزال السعر هو البوصلة، والولاء يتراجع أمام الخصومات، في مشهد يتغير لكن لا ينقطع عن جذوره.
إذا كنت تاجر تجزئة في كندا.. فربما حان الوقت لمراجعة استراتيجيتك.
ماري جندي
المزيد
1