دعا زعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، الحكومة الكندية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الكندية. وأكد أن كندا يجب أن تركز على تعزيز التجارة الداخلية بين المقاطعات وخفض الضرائب من أجل تحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، وخصوصًا الولايات المتحدة.
دعا زعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، الحكومة الكندية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الكندية. وأكد أن كندا يجب أن تركز على تعزيز التجارة الداخلية بين المقاطعات وخفض الضرائب من أجل تحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، وخصوصًا الولايات المتحدة.
الاعتماد على الذات وتقليل المخاطر الاقتصادية
خلال حديثه إلى الصحفيين في أوتاوا يوم 2 فبراير/شباط، شدد بواليفير على ضرورة إعادة الإنتاج إلى داخل كندا وتعزيز قدرة البلاد على تحقيق الاكتفاء الذاتي. ولفت الانتباه إلى أن الاقتصاد الكندي يعتمد بشكل مفرط على الولايات المتحدة، حيث تبيع كندا ضعف ما تبيعه داخليًا للسوق الأمريكية، مما يجعلها عرضة لتقلبات السياسة التجارية الأمريكية.
وقال بواليفير:
“إن هذه الحواجز بين المقاطعات تدمر فرص العمل، وتزيد من تكاليف المعيشة على المواطنين، حيث يدفع متوسط الأسرة الكندية 6000 دولار سنويًا بسبب هذه العوائق. علينا العمل على إزالتها تمامًا، وتحقيق اقتصاد أكثر حرية ومرونة داخل البلاد.”
الرسوم الأمريكية والرد الكندي
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية بدءًا من 4 فبراير/شباط، بالإضافة إلى فرض ضريبة بنسبة 10% على صادرات النفط والغاز الكندية. وفي مواجهة هذا القرار، ردت الحكومة الليبرالية الكندية بقيادة جاستن ترودو بإعلان فرض رسوم انتقامية بقيمة 155 مليار دولار، مع رسوم أولية بقيمة 30 مليار دولار تدخل حيز التنفيذ فور بدء تطبيق التعريفات الأمريكية.
نهج بواليفير في الرد على الرسوم الجمركية
أكد بواليفير أن كندا يجب أن تتبع نهجًا محسوبًا في ردها على هذه الإجراءات التجارية الأمريكية، مشددًا على ضرورة أن تكون الرسوم الكندية “دولارًا مقابل دولار”. واقترح استهداف المنتجات الأمريكية التي لا تعتبر ضرورية لكندا أو يمكن استيرادها من دول أخرى، مع ذكر الصلب والألمنيوم كمثال على السلع التي يمكن أن تكون محورًا للرد الكندي.
كما دعا بواليفير إلى إعادة توزيع الإيرادات الناتجة عن هذه الرسوم مباشرة إلى الشركات والعمال الكنديين، بدلاً من تركها في خزائن الحكومة أو إنفاقها على مشاريع غير مرتبطة بهذه الأزمة الاقتصادية.
إصلاحات اقتصادية عاجلة
طالب زعيم المحافظين بضرورة استدعاء البرلمان فورًا لإقرار تخفيضات ضريبية تهدف إلى تخفيف الأعباء عن الكنديين، ومن ضمنها:
إلغاء ضريبة الكربون الفيدرالية التي يرى أنها تزيد من تكاليف المعيشة.
زيادة ضريبة مكاسب رأس المال كجزء من استراتيجية لدعم الشركات المحلية.
كما حثّ الحكومة على الاستثمار في مشاريع كبرى للموارد الطبيعية، بما في ذلك:
مصانع الغاز الطبيعي المسال لدعم صادرات الطاقة.
المناجم التي تساهم في توسيع الاقتصاد الصناعي الكندي.
بناء خطوط أنابيب جديدة لتعزيز القدرة على تصدير النفط والغاز.
توسعة الموانئ لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الكندية.
وقال بواليفير في هذا السياق:
“إغلاق صناعاتنا في وقت سابق كان قرارًا جنونيًا، أما الآن فقد أصبح خطأً كارثيًا. يجب أن نصحح هذا المسار فورًا.”
تعزيز الأمن العسكري والحدودي
وفي إطار خطته الشاملة، شدد بواليفير على أهمية زيادة الإنفاق العسكري لحماية المصالح الوطنية الكندية، بالإضافة إلى تعزيز أمن الحدود لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة ومنع الهجرة غير الشرعية.
وقد جاءت تصريحات بواليفير ردًا على تحذيرات ترامب، الذي قال إن الرسوم الجمركية قد تُفرض على كندا إذا لم تبذل جهودًا كافية في تأمين الحدود المشتركة لمنع تدفق المخدرات غير الشرعية والهجرة. وردّت الحكومة الكندية بإعلان خطة أمن حدودية بقيمة 1.3 مليار دولار لتعزيز المراقبة والإجراءات الأمنية.
رسالة بواليفير إلى الأمريكيين
وفي خطوة لافتة، وجه بواليفير رسالة مباشرة إلى الأمريكيين خلال مؤتمره الصحفي، مشككًا في عدالة القرار الأمريكي، حيث قال:
“حتى لو كنت تؤمن بفكرة الرسوم الجمركية، كيف تفرض الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 25% على كندا، بينما تفرض 10% فقط على الصين؟”
وأكد أن السبب الحقيقي وراء فرض هذه الرسوم يجب أن يكون مكافحة تدفق الفنتانيل، وهو مخدر قوي يقتل آلاف الأشخاص سنويًا في أمريكا وكندا. وأوضح أن الحل الأفضل لهذه الأزمة هو التعاون المشترك بين البلدين لاستهداف الصين، التي تعتبر المصدر الرئيسي لهذه المادة القاتلة.
وأضاف بواليفير:
“الفنتانيل قادم من الصين، وهو يقتل شعبنا أيضًا. علينا أن نبذل جهدًا أكبر لوقفه، وسنكون أكثر فاعلية عندما نعمل معًا.”
التطورات الأخيرة في المفاوضات مع ترامب
في 3 فبراير/شباط، أعلن ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء جاستن ترودو صباح ذلك اليوم، وأنه يخطط لإجراء محادثة أخرى لاحقًا لبحث سبل تخفيف التوتر التجاري. كما كشف ترامب أنه تحدث مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، حيث تم الاتفاق على تعليق الرسوم الجمركية على المكسيك لمدة شهر بعد أن التزمت الحكومة المكسيكية بنشر 10,000 جندي لتعزيز الأمن على الحدود الأمريكية.
وقال ترامب:
“اتفقنا على وقف الرسوم الجمركية المتوقعة على الفور لمدة شهر، وسنواصل العمل على التوصل إلى صفقة بين البلدين.”
لكن في المقابل، لم يقدم ترامب أي تحديث مماثل بشأن كندا، مما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من المفاوضات والتوترات المحتملة.
الخلاصة:
يواصل بيير بواليفير الضغط على الحكومة الليبرالية لاتخاذ خطوات حاسمة في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية، مع التركيز على تحفيز التجارة الداخلية، خفض الضرائب، دعم الصناعات المحلية، وتعزيز الأمن القومي. وبينما تظل المفاوضات جارية بين كندا والولايات المتحدة، يبقى السؤال الرئيسي: هل ستتمكن أوتاوا من الوصول إلى اتفاق عادل أم أن كندا ستجد نفسها في مواجهة طويلة مع واشنطن؟
ماري جندي
المزيد
1