في خطاب يحمل طابع الدبلوماسية الممزوجة بالحنكة السياسية، أعلنت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، أنها اختارت أن تكون “الشرطي الطيب” في مفاوضاتها مع المسؤولين الأمريكيين بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على كندا. هذا الدور، كما وصفته، ليس مجرد مجاملة سياسية، بل استراتيجية مدروسة لتغيير المواقف داخل الإدارة الأمريكية من خلال الحوار والانفتاح لا التصعيد والمواجهة.
جاء حديث سميث خلال مشاركتها في مؤتمر “القوة والحرية” الذي عُقد في أوتاوا بتاريخ 10 أبريل، حيث أكدت أنها ترى أهمية كبرى في اللقاءات المباشرة والحوار الصريح، وقالت: “أرى أنه من الضروري أن نقابل الناس حيث هم، وأن نكون منفتحين على الدبلوماسية… هناك دائماً توازن بين الشرطي الطيب والشرطي السيئ، أما أنا فأُفضّل أن أكون الطيب”.
في خطاب يحمل طابع الدبلوماسية الممزوجة بالحنكة السياسية، أعلنت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، أنها اختارت أن تكون “الشرطي الطيب” في مفاوضاتها مع المسؤولين الأمريكيين بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على كندا. هذا الدور، كما وصفته، ليس مجرد مجاملة سياسية، بل استراتيجية مدروسة لتغيير المواقف داخل الإدارة الأمريكية من خلال الحوار والانفتاح لا التصعيد والمواجهة.
جاء حديث سميث خلال مشاركتها في مؤتمر “القوة والحرية” الذي عُقد في أوتاوا بتاريخ 10 أبريل، حيث أكدت أنها ترى أهمية كبرى في اللقاءات المباشرة والحوار الصريح، وقالت: “أرى أنه من الضروري أن نقابل الناس حيث هم، وأن نكون منفتحين على الدبلوماسية… هناك دائماً توازن بين الشرطي الطيب والشرطي السيئ، أما أنا فأُفضّل أن أكون الطيب”.
أهمية الحفاظ على جسور التواصل
وأشارت سميث إلى أن العلاقة بين كندا والولايات المتحدة ليست علاقة عابرة أو مؤقتة، بل علاقة تاريخية متشابكة وعميقة، مما يستدعي العمل على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بشكل دائم. وقالت: “إذا لم نحافظ على هذا التواصل، فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة. ما أسعى إليه هو ضمان وجود علاقة مستقرة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة”.
ورغم هذه المقاربة الودية، لم تسلم سميث من الانتقادات، خاصة من الحزب الديمقراطي الجديد في ألبرتا، الذي اتهمها بالتساهل في الدفاع عن مصالح كندا، لا سيما في ملف الرسوم الجمركية.
خلاف مع الحكومة الفيدرالية
ولعل أبرز محطات الخلاف بين سميث والحكومة الفيدرالية تجلّت في 15 يناير، عندما رفضت سميث التوقيع على بيان مشترك مع الحكومة ورؤساء الوزراء الإقليميين بشأن الرد على الرسوم الأمريكية. ورغم رفضها لبعض السياسات الفيدرالية، عبّرت عن استيائها من فرض إدارة ترامب لرسوم جمركية على كندا، وأيدت في المقابل فرض رسوم مضادة لحماية المصالح الكندية.
بن شابيرو: حليف غير متوقع
ومن اللافت أن سميث وجدت صدى لرسالتها في شخص المؤثر الأمريكي الشهير بن شابيرو. خلال فعالية نظمتها جامعة براغر في 27 مارس، تحدثت سميث إلى شابيرو حول ضرورة إبقاء العلاقة التجارية الكندية-الأمريكية خالية من القيود الجمركية، وما إن انتهى اللقاء حتى تحدث شابيرو لمتابعيه عن الضرر الذي قد تُلحقه هذه الرسوم بالمستهلك الأمريكي نفسه.
وعن هذه الواقعة قالت سميث: “رسالته كانت قوية للغاية، وأنا أفعل هذا لأن حلفاءنا في الولايات المتحدة يمكنهم التأثير على الرأي العام هناك بطريقة لا يمكننا نحن أن نفعلها. نأمل أن نتمكن من تغيير آراء وعقول المسؤولين في واشنطن من خلال هؤلاء الحلفاء”.
تحذير انتخابي للإدارة الأمريكية
وفي خطوة تعكس إدراكها لحساسية الوضع السياسي في الولايات المتحدة، لم تتردد سميث في تقديم تحذير مبطن لأعضاء الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أن الرسوم الجمركية قد تنقلب عليهم انتخابيًا. واستشهدت سميث بما حدث في عام 1892 عندما خسر الحزب الجمهوري الأمريكي آنذاك 96 مقعدًا في مجلس النواب بعد فرض قانون الرسوم الجمركية لعام 1890، وهو ما أدى إلى انقلاب سياسي كبير لصالح الديمقراطيين. وقالت: “أردت أن أنبّههم إلى ضرورة دراسة النتائج السياسية لمثل هذه القرارات”.
دعوة لبناء الوطن
ولم يكن حديث سميث مقتصرًا على السياسة الخارجية، بل اغتنمت المناسبة لتوجيه رسالة داخلية حازمة بشأن ضرورة “بناء الوطن”. وأشارت إلى استطلاع أجرته مؤسسة نانوس أظهر أن 77% من الكنديين يؤيدون مشروع خط أنابيب نفطي يمتد من الساحل إلى الساحل، ما يعكس رغبة شعبية واضحة في تطوير البنية التحتية للطاقة في البلاد.
كما دعت إلى استغلال الإمكانات الكندية الضخمة في مجال المعادن الحيوية، خاصة في منطقة “حلقة النار” في شمال أونتاريو، التي تزخر بموارد يمكن أن تجعل من كندا لاعبًا عالميًا في تصدير المعادن. وأضافت أن هناك حاجة ماسة إلى إنشاء موانئ جديدة ومراكز لوجستية وخطوط أنابيب، إلى جانب إزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات، والتي وصفتها بأنها “خنقت اقتصادنا وأهدرت فرصًا لا تُعدّ ولا تُحصى”.
توسيع الشراكات الدولية
وفي مسعى لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية، كشفت سميث عن خطط لزيارة اليابان وكوريا الجنوبية في نهاية أبريل. الهدف من هذه الزيارات هو تقديم “قضية الصادرات الكندية” وتعزيز حضور المنتجات الكندية في أسواق آسيا. وقالت: “سواء تعلق الأمر بلحوم البقر أو الخنزير أو زيت الكانولا أو الحبوب، أعتقد أن الوقت قد حان لتوسيع هذه الشراكات. العالم يريد المزيد من المنتجات الكندية”.
رسالة للناخبين: لا وعود كاذبة
واختتمت سميث حديثها بنداء مباشر للناخبين، حاثةً إياهم على محاسبة الأحزاب السياسية على وعودها الانتخابية. وأشارت إلى أنه لا يجب التساهل مع السياسيين الذين يطلقون الوعود فقط للفوز، ثم يتراجعون عنها لاحقًا. وقالت: “يجب أن نتأكد من أنهم يعلمون أن هذه الانتخابات مصيرية بحق”.
وعندما سُئلت عن الشخصية التي ترى أنها تمتلك المصداقية الكافية لقيادة كندا في هذه المرحلة الحساسة، لم تتردد في القول: “بصراحة، أعتقد أن بيير بواليفير هو ذلك الشخص”.
ماري جندي
1