في أحدث مؤلفاته، ناقش “لورين كروجيل” قرار رئيس الوزراء مارك كارني بإلغاء ضريبة الكربون على المستهلكين، والذي كان أحد أول القرارات التي اتخذها فور توليه منصبه في وقت مبكر من هذا الشهر. وكأثر مباشر لهذا القرار، أصبح من المقرر أن يتم تحديد السعر اليومي الذي سيدفعه الكنديون مقابل انبعاثات الكربون عند صفر دولار اعتبارًا من يوم الثلاثاء الماضي.

ولكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: كيف سيؤثر هذا التغيير على الأسعار التي يدفعها الكنديون، وما هي الفترات الزمنية التي يمكنهم خلالها ملاحظة التأثيرات؟

أسعار البنزين: تراجع ملحوظ في الأسعار

يعد البنزين من أولى القطاعات التي ستشهد تأثيرًا ملموسًا من هذا القرار. يقول باتريك دي هان، رئيس تحليل البترول في GasBuddy.com، إن الكنديين سيلاحظون “تراجعًا كبيرًا” في أسعار البنزين خلال 24 ساعة من رفع رسوم الكربون المفروضة على البيع بالتجزئة. بالنسبة للبنزين، وبالنظر إلى ضريبة الكربون التي كانت تضاف إلى السعر، من المتوقع أن يكون الانخفاض في الأسعار مماثلاً للمقدار الذي تم رفعه سنويًا منذ أن بدأ تطبيق الضريبة في عام 2019.

وتجدر الإشارة إلى أن السعر الحالي لضريبة الكربون على البنزين يصل إلى 17.6 سنتًا لكل لتر. ومع ذلك، كما يوضح “لورين كروجيل”، هناك العديد من العوامل التي تؤثر في تحديد السعر النهائي البنزين، مثل تكلفة النفط الخام، الرسوم الجمركية الأمريكية، التقلبات الموسمية مع الانتقال إلى البنزين الصيفي، والصيانة الدورية للمصافي. هذه العوامل تعني أن المستهلكين قد لا يتمكنون من الاستفادة الكاملة من انخفاض الأسعار بسبب السوق العالمية للطاقة.

على الرغم من ذلك، يتفق الخبراء على أن الكنديين سيلاحظون انخفاضًا كبيرًا في أسعار البنزين، حتى لو كانت هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على حجم هذا التوفير.

فواتير المرافق: انخفاض محدود ولكنه مهم

بالنسبة للمرافق مثل الكهرباء والغاز الطبيعي، فإن تأثير رفع ضريبة الكربون سيكون أقل وضوحًا في البداية. من المهم أن نعرف أن ضريبة الوقود لا تشمل فواتير الكهرباء، ولكنها تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الغاز الطبيعي. على سبيل المثال، الغاز الطبيعي يُكلف حوالي 4 دولارات لكل جيجاجول، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض قدره 40 دولارًا في فواتير المرافق الشهرية لمنزل متوسط في ألبرتا يستهلك حوالي 10 جيجاجولات من الغاز شهريًا، وفقًا لخبير الاقتصاد بليك شافر من جامعة كالجاري.

ومع ذلك، يُتوقع أن يكون هذا التأثير أكبر في الشتاء، حينما يزداد استخدام الغاز الطبيعي بشكل ملحوظ، بينما سيكون من الصعب ملاحظته في أشهر الصيف حيث يقل الطلب على التدفئة. من جانبها، أعلنت شركة Enmax، المزود الرئيس لخدمات المرافق في كالجاري، أنها ستتوقف عن تطبيق ضريبة الكربون على الغاز الطبيعي ابتداءً من 1 أبريل، ولكن الفواتير التي سيتم إصدارها حتى نهاية مارس ستشمل الرسوم السابقة.

أسعار الطعام: التأثير قد يستغرق وقتًا أطول

أما في قطاع الغذاء، فإن تأثير إلغاء ضريبة الكربون على الأسعار لن يكون فوريًا. يقول كيفن جرير، محلل أسواق الماشية واللحوم والبقالة في جيلف، أونتاريو، إن التأثيرات لن تكون ملحوظة بسرعة على رفوف المتاجر لأن العديد من المنتجات الغذائية قد تم شراؤها مسبقًا وتم تحديد أسعارها في العقود السابقة. وأوضح جرير أن الشركات الكبرى مثل سوبيز، مترو، ولوبلاوز قد تبدأ في التفاوض مع مورديها بناءً على إلغاء ضريبة الكربون، مما قد يؤدي إلى خفض الأسعار في المستقبل.

على الرغم من أنه من غير الواضح متى سيبدأ المستهلكون في ملاحظة هذا التغيير، يؤكد جرير أن “كل شيء سيتم تمريره في النهاية” في سوق تنافسية مثل سوق السلع الاستهلاكية، حيث ستسعى الشركات الكبرى إلى نقل أي وفورات للمستهلكين في النهاية.

الخصم الضريبي: ماذا يعني للمستهلكين؟

عندما تم تطبيق ضريبة الكربون لأول مرة، كان هناك خصم ضريبي ربع سنوي يُقدّم للأسر للمساعدة في تعويض التكلفة. سيتم دفع الخصم الضريبي الكندي النهائي اعتبارًا من 22 أبريل لأولئك الذين يقدمون إقراراتهم الضريبية لعام 2024 قبل 2 أبريل. أما لأولئك الذين يقدمون بعد هذا التاريخ، فسيتم إرسال الخصم بعد تقييم إقراراتهم الضريبية.

تختلف قيمة هذه الخصومات حسب المقاطعة، حيث وصل أعلى خصم إلى 456 دولارًا لكل ربع سنة لأسرة مكونة من أربعة أفراد في ألبرتا. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخصومات ستنتهي اعتبارًا من العام المالي 2024-2025 بالنسبة للشركات الصغيرة التي كانت تستفيد منها لرسوم البنزين، وكذلك المزارعين الذين كانوا يتلقون ائتمانًا ضريبيًا لتعويض تكلفة التلوث.

في النهاية، على الرغم من أن الكنديين سيشعرون بتأثيرات رفع ضريبة الكربون على العديد من القطاعات، فإن السرعة التي سيشعرون بها بهذا التغيير تعتمد بشكل كبير على نوع الاستهلاك والقطاع المعني. الأسعار ستنخفض بشكل ملحوظ في بعض الحالات، بينما قد تتطلب بعض القطاعات وقتًا أطول لتحقيق التوفير المنشود.

ماري جندي