بلبل حيران يعانى من مشكلةٍ
لكنها من أعجب العجبِ
بين دوح الأدب العربى والفرنسي
قد إحتار فى الترحال بين الكتبِ
فلا يجد إجابة وافية
هل يميل إلى دوح العجم أم العرب ِ
وما لحيرته علاجا يداوى به
غليل النفس وترنح القلب ِ
فإن شدا بالأولى
تخرج من فيه سلاسلُ الذهب ِ
وإن غرد بالثانية
يترنم كما فى بستانٍ خصب ِ
حتى يكاد يشدو بهما فى آن واحد
لكن هل يمكن أن يمزج العقيقُ بالذهب ِ؟!
هذا سهلٌ فسيح ٌ
وذاك كالروض ِالرحب ِ
لقد سئم من الترحال
متسائلا أين الراحة ومن أى صوب ِ
يرتاح تارة ً فى دوحة هذه
فيجد السحرَ وعذب َالطرب ِ
وإذا ما حل في تلك فإنه
يجد السرورَ كعطرٍ منسكب ِ
فلا تهدأ غلة نفسه بإحديهما
إلا بعطش ٍ كمن يوجد بين النار واللهب ِ
لكنه بلبلٌ رقيقٌ يحب الصدح
فى الهدوء ليس بالركض والوثب ِ
قلبه هنا وعقله هناك
وهو بين الإثنين كالعاشق ِالملتهب ِ
حبهما يتنازعان فى قلبه
وبين الحشا كالمتحبب الصب ِ
فيتوه بين جمال كليهما
كالحيرة بين حلاوة التمر وطراوة العنب ِ
كل الطيور تعشش على شجرة ٍ
أما هو فقد تعب من الترحال ِ بين السحب ِ
يحاول الوصول الى أختى الجوزاء
ولكن الإثنتان عاليتان مثل الشهب ِ
فالأولى قهوةٌ صفراءٌ فى قدح ٍ
والأخرى تتلألأ منها حمرة ُ الحبب ِ
فلو شرب من إحديهما
تاقت نفسه للاخرى بلا سبب ِ
كالثمل ِحينما يسكر فلا
يعد يعرف أن يشرب فى أى نخب ِ
خارت قواه وجاز فى نفسه ِ
حزن ٌ كالسيف الماضى القشب ِ
فهل من أحدٍ يساعده لئلا
بعد تغريده يصير كالمنتحب ِ
فما عساه الآن سوى الصبر والسلوان
وقوله : هذا قدرى فحسبى!!!
المزيد
1