في تحذير شديد اللهجة، أبدت الدكتورة تيريزا تام، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في كندا، قلقها البالغ من التفشي المتزايد لمرض الحصبة في العديد من المقاطعات الكندية، وخاصة في أونتاريو وكيبيك. وقد أشار البيان الذي أصدرته في 29 يناير/كانون الثاني إلى أن السبب الرئيسي في انتشار المرض كان السفر الدولي، ولكن في الوقت نفسه، أكدت الدكتورة تام أن معظم الحالات التي تم الإبلاغ عنها حديثًا هي نتيجة تعرض مباشر للفيروس داخل كندا نفسها.
في تحذير شديد اللهجة، أبدت الدكتورة تيريزا تام، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في كندا، قلقها البالغ من التفشي المتزايد لمرض الحصبة في العديد من المقاطعات الكندية، وخاصة في أونتاريو وكيبيك. وقد أشار البيان الذي أصدرته في 29 يناير/كانون الثاني إلى أن السبب الرئيسي في انتشار المرض كان السفر الدولي، ولكن في الوقت نفسه، أكدت الدكتورة تام أن معظم الحالات التي تم الإبلاغ عنها حديثًا هي نتيجة تعرض مباشر للفيروس داخل كندا نفسها.
وأوضحت تام قائلة: “إن مرض الحصبة ينتشر بسرعة فائقة – حيث يمكن أن يصاب 90% من الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم أو لم يتعرضوا للفيروس من قبل إذا كانوا في مكان قريب من شخص مصاب”. هذا التوضيح يعكس حجم خطورة هذا المرض شديد العدوى، مما يعزز أهمية اتخاذ التدابير الوقائية العاجلة.
كانت الحصبة في الفترة الأخيرة قد أدت إلى إصابات متعددة، وتسببت في قلق متزايد بين المسؤولين في كندا، خصوصًا مع الإبلاغ عن إصابات جديدة في أماكن كانت قد نجحت سابقًا في تقليل انتشار هذا الفيروس. في الواقع، العديد من الحالات التي تم تسجيلها كانت بين الأطفال والرضع دون سن العام الواحد، الذين كانوا في الغالب غير مطعمين ضد الحصبة.
وفحصت وزارة الصحة الكندية تقريرًا حديثًا في يناير/كانون الثاني، حيث تم تسجيل ثماني حالات إصابة بالحصبة حتى 11 يناير، لكن مع مرور الوقت وتحديث البيانات من قبل وحدات الصحة العامة المحلية، ارتفع عدد الحالات بشكل ملحوظ. في أونتاريو، على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن 38 حالة إصابة بالحصبة، شملت 12 حالة مؤكدة و26 حالة محتملة، وكان السفر من نيو برونزويك هو المصدر المحتمل لانتشار المرض. وتوزعت الحالات على أطفال ومراهقين بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى عدد من الحالات بين البالغين.
وأوضحت الصحة العامة أن معظم الأشخاص الذين تم تأكيد إصابتهم لم يتلقوا اللقاح، مع بعض الاستثناءات التي أظهرت أن بعض الأفراد قد تلقوا جرعة أو اثنتين من لقاح الحصبة، لكن لم يكن ذلك كافيًا للوقاية التامة. في هذا السياق، تم نقل أحد الأطفال المصابين إلى المستشفى جراء المضاعفات المرتبطة بالحصبة.
في كيبيك، أكدت السلطات الصحية حدوث 16 حالة إصابة بالحصبة حتى 28 يناير، مع توزيع الحالات على مناطق لورينتيدس ومونتريال ولافال. يشير هذا إلى تزايد مقلق في الحالات في هذه المقاطعة أيضًا.
الأعراض والمخاطر المرتبطة بالحصبة
يعتبر مرض الحصبة أحد أكثر الأمراض المعدية خطورة، إذ ينتقل بسهولة عبر الهواء ويشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الأفراد. ورغم أن المضاعفات الخطيرة مثل فشل الجهاز التنفسي أو التهاب الدماغ أو حتى الوفاة تعتبر نادرة، إلا أن الحصبة تظل تهديدًا صحيًا كبيرًا. وتتمثل الأعراض الأولية للمرض في الحمى الشديدة، السعال المستمر، سيلان الأنف، واحمرار العينين مع الدموع، إلى جانب الطفح الجلدي الذي يظهر عادةً على شكل بقع حمراء تبدأ من الوجه وتنتشر تدريجيًا إلى باقي الجسم.
وقد شددت الدكتورة تام على أهمية أن يلتزم أي شخص تظهر عليه أعراض الحصبة بالعزل في المنزل فورًا، والاتصال بمقدمي الرعاية الصحية للحصول على المشورة بشأن الاختبار والعزل. كما أكدت أنه يجب على الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالحصبة أن يتصلوا بمرافق الرعاية الصحية قبل زيارتها لتجنب انتشار المرض إلى آخرين.
التحديات التي تواجه حملة التطعيم ضد الحصبة
تكشف الدراسات والأبحاث الحديثة عن انخفاض ملحوظ في معدلات التطعيم ضد الحصبة، خاصة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وسبعة أعوام، وذلك قبل وأثناء وبعد جائحة كوفيد-19. هذه النتائج تعكس تحديًا إضافيًا أمام السلطات الصحية في كندا لضمان الوصول إلى برامج التطعيم بشكل فعال، وحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية مثل الحصبة.
في ضوء هذا الوضع، دعا مسؤولو الصحة في كندا جميع المواطنين، وخاصة الآباء والأمهات، إلى التأكد من أن أطفالهم قد حصلوا على التطعيمات اللازمة في الوقت المناسب، وتوعيتهم بخطورة المرض وطرق الوقاية منه.
ماري جندي
المزيد
1