في خطوة جديدة قد تُحدث تغييرًا جوهريًا في نظام التوقيت بالمقاطعة، قدم زعيم حزب المحافظين في بريتش كولومبيا، جون روستاد، مشروع قانون يهدف إلى إلغاء نظام تغيير التوقيت الصيفي، والذي يُلزم السكان بتعديل ساعاتهم مرتين سنويًا.
في خطوة جديدة قد تُحدث تغييرًا جوهريًا في نظام التوقيت بالمقاطعة، قدم زعيم حزب المحافظين في بريتش كولومبيا، جون روستاد، مشروع قانون يهدف إلى إلغاء نظام تغيير التوقيت الصيفي، والذي يُلزم السكان بتعديل ساعاتهم مرتين سنويًا.
نظام التوقيت الحالي في بريتش كولومبيا
تعتمد معظم مناطق بريتش كولومبيا نظام التوقيت الصيفي، حيث يتم تقديم الساعة بمقدار ساعة واحدة في فصل الربيع، ثم يتم إرجاعها ساعة واحدة في فصل الخريف. هذا التغيير، الذي أصبح تقليدًا سنويًا، يهدف في الأصل إلى توفير الطاقة وتعزيز الاستفادة من ضوء النهار، إلا أنه يواجه انتقادات متزايدة من قبل السكان والخبراء على حد سواء.
مشروع القانون الجديد والتبريرات المقدمة
في 13 مارس، خضع مشروع القانون M206، المعروف باسم “قانون تعديل التفسير (توقيت المحيط الهادئ الصيفي)”، للقراءة الأولى داخل المجلس التشريعي في بريتش كولومبيا. وأكد روستاد عند تقديم المشروع أن الغالبية العظمى من سكان المقاطعة أصبحوا يشعرون بالإرهاق بسبب التعديلات المستمرة في التوقيت، والتي يرى أنها تتسبب في آثار سلبية ملموسة على الصحة العامة والسلامة اليومية.
وقال روستاد أثناء خطابه داخل المجلس:
“التغيير المستمر للساعة يؤدي إلى الحرمان من النوم، والذي بدوره يرتبط بمشكلات صحية خطيرة، وزيادة في معدلات الحوادث المرورية، والعديد من التداعيات الأخرى. لقد سئم سكان بريتش كولومبيا من هذا النظام غير الفعّال، وحان الوقت لإجراء تغيير جذري.”
كما أشار إلى أن حكومة الحزب الديمقراطي الجديد كانت قد أقرّت تشريعًا مشابهًا في عام 2019 يهدف إلى إلغاء تغيير التوقيت، لكنها لم تنفذه حتى الآن.
وأضاف منتقدًا موقف الحكومة الحالية:
“من المثير للاهتمام أن نرى كيف برّرت الحكومة عدم تفعيل القانون. عندما سُئلوا عن السبب، كانت إجابتهم أنهم ينتظرون الولايات المتحدة لتتخذ المبادرة أولًا. نحن في بريتش كولومبيا لا يجب أن ننتظر أحدًا، بل علينا اتخاذ قرارات تخدم سكاننا دون الاعتماد على خطوات الأمريكيين.”
موقف الحكومة الحالية
على الرغم من الزخم الذي يحظى به هذا الملف، إلا أن رئيس الوزراء ديفيد إيبي أبدى تحفظًا على إعطاء الأولوية لهذه القضية في الوقت الراهن. ففي مؤتمر صحفي عُقد في 12 مارس، أعرب إيبي عن تفهمه للمشكلات التي يسببها تغيير التوقيت، لكنه شدد على أن حكومته تركز حاليًا على قضايا أكثر إلحاحًا.
وقال إيبي:
“أنا متعاطف تمامًا مع الأسر التي تعاني من اضطراب نوم أطفالها بسبب تغيير التوقيت، ومع أصحاب الحيوانات الأليفة الذين يجدون صعوبة في التأقلم مع هذا التغيير، وحتى مع الأشخاص الذين يستيقظون وهم يشعرون وكأنهم متأخرون بساعة كاملة. لكن بصراحة، في الوقت الحالي، هذه ليست الأولوية الأولى للحكومة.”
استطلاع رأي السكان حول التوقيت الصيفي
يُذكر أن حكومة بريتش كولومبيا أجرت في عام 2019 استطلاعًا عامًا عبر الإنترنت لمعرفة رأي المواطنين حول إمكانية الانتقال إلى التوقيت الصيفي الدائم. وشارك في الاستطلاع أكثر من 220 ألف شخص، أبدى 93% منهم تأييدهم لإلغاء تغيير الساعة مرتين في السنة لصالح نظام توقيت موحد على مدار العام.
وأظهرت النتائج أن 54% من المشاركين يرون أن من “المهم” أو “المهم للغاية” أن تنسّق المقاطعة قرارها بشأن التوقيت مع الولايات والمقاطعات المجاورة. أما من أيّدوا الانتقال إلى التوقيت الصيفي الدائم، فقد استندت مبررات 75% منهم إلى مخاوف تتعلق بالصحة العامة والرفاهية.
لماذا لم تُنفّذ التغييرات حتى الآن؟
رغم الإجماع الشعبي الكبير، لا تزال الحكومة مترددة في اتخاذ خطوة نهائية، حيث تشير إلى أن المقاطعة تنتظر تحركًا مماثلًا من بعض الولايات الأمريكية قبل تنفيذ أي تعديل رسمي. وجاء في بيان رسمي نُشر على الموقع الإلكتروني للحكومة:
“في 31 أكتوبر 2019، قدمت الحكومة تعديلات تشريعية تسمح بإجراء الانتقال إلى التوقيت الصيفي الدائم مستقبلًا. لكن هذا التغيير لن يدخل حيز التنفيذ إلا إذا تمكنت بريتش كولومبيا من تنسيق قرارها مع ولايات واشنطن وأوريجون وكاليفورنيا، بالإضافة إلى إقليم يوكون، حيث تعمل جميع هذه المناطق حاليًا على سن تشريعات مماثلة.”
ما التالي؟
بينما يواصل حزب المحافظين الضغط من أجل إنهاء تغيير التوقيت نهائيًا، تبقى الكرة في ملعب الحكومة لتحديد ما إذا كانت ستتخذ خطوة فعلية أم ستظل تنتظر تحركات جيرانها الأمريكيين. ومع الدعم الشعبي القوي لهذه المبادرة، من المتوقع أن يستمر الجدل حول التوقيت الصيفي في بريتش كولومبيا خلال الفترة المقبلة، وقد تكون هذه القضية أحد العوامل المؤثرة في الانتخابات القادمة.
ماري جندي
المزيد
1