لطالما تمتع ضباط الجمارك وحماية الحدود في الولايات المتحدة بسلطة مطالبة المسافرين بتوفير إمكانية الوصول إلى أجهزتهم الإلكترونية. إلا أن ما يبحثون عنه يبدو أنه قد تغير في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

حادثة رفض سفر عالم فرنسي

مؤخرًا، تم منع عالم فرنسي من دخول الولايات المتحدة أثناء توجهه لحضور مؤتمر في هيوستن، بعد أن عثر ضباط الجمارك على ما وصفوه بـ”رسائل كراهية” على هاتفه المحمول.

في هذا السياق، صرّحت سيندي سويتزر، المحامية المتخصصة في قضايا الهجرة والمقيمة في فانكوفر، أن هيئة حماية الحدود والجمارك الأمريكية لديها سلطة تفتيش أجهزة أي مسافر عبر الحدود، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين والكنديين.

تغير الأولويات في عمليات التفتيش

أوضحت سويتزر، في مقابلة مع قناة CTV News، أن هذه السلطة كانت تُستخدم سابقًا بشكل رئيسي للبحث عن أدلة على جرائم مثل الاتجار بالمخدرات أو حيازة مواد إباحية للأطفال.

لكن بعض الحالات الأخيرة تشير إلى أن الحراس قد يمنعون دخول مواطنين أجانب استنادًا إلى محتوى وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة، إذا تبين أنها تتعارض مع سياسات إدارة ترامب.

وفي تعليق على حادثة العالم الفرنسي، صرّح وزير التعليم العالي الفرنسي، فيليب بابتيست، لوكالة فرانس برس: “اتخذت السلطات الأمريكية هذا الإجراء لأن هاتف الباحث كان يحتوي على مراسلات مع زملائه وأصدقائه عبر فيها عن رأيه السياسي في سياسات إدارة ترامب المتعلقة بالبحث العلمي”.

سلطة تقديرية واسعة لضباط الحدود

بحسب سويتزر، يتمتع وكلاء الجمارك بسلطة واسعة في اتخاذ قراراتهم بشأن السماح بدخول المسافرين.

وقالت: “المشكلة هي أن ضباط الحدود لديهم السلطة الكاملة لمنح شخص ما القبول أو رفضه لأي سبب”.

نصائح لحماية الخصوصية عند السفر

من جانبه، قدّم مايك أجريبو، خبير المعيشة الرقمية ومقدم بودكاست Get Connected، بعض النصائح لحماية خصوصية المسافرين أثناء عبور الحدود:

استخدام هاتف مختلف: ينصح باستخدام هاتف قديم مُعاد ضبطه على إعدادات المصنع، دون تحميل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني عليه.

تنظيف الجهاز من البيانات غير الضرورية: يمكن لمن لا يمتلكون هاتفًا احتياطيًا إجراء فحص شامل لأجهزتهم وحذف أي محتوى غير ضروري.

الحذف الآمن للبيانات: عند حذف أي ملفات، يجب التأكد من إزالتها نهائيًا من سلة المحذوفات.

التحقق من إعدادات الخصوصية: يُنصح المسافرون بمراجعة إعدادات الخصوصية في حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، للتأكد مما إذا كانت منشوراتهم العامة قد تؤثر على قرارات ضباط الحدود.

يبدو أن تفتيش الأجهزة الإلكترونية أصبح أكثر تعقيدًا من ذي قبل، مما يفرض على المسافرين توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف