أوتاوا – في خطوة تحمل رسائل سياسية قوية وتلقي بظلالها على المشهد السياسي الكندي، دعت الكتلة الليبرالية الأطلسية رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى التنحي عن منصبه كزعيم للحزب الليبرالي. الرسالة، التي وصفت الوضع الحالي بأنه يثير “قلقًا عميقًا” بشأن مستقبل الحكومة، تأتي في وقت حساس على الساحة السياسية.
أوتاوا – في خطوة تحمل رسائل سياسية قوية وتلقي بظلالها على المشهد السياسي الكندي، دعت الكتلة الليبرالية الأطلسية رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى التنحي عن منصبه كزعيم للحزب الليبرالي. الرسالة، التي وصفت الوضع الحالي بأنه يثير “قلقًا عميقًا” بشأن مستقبل الحكومة، تأتي في وقت حساس على الساحة السياسية.
رسالة مفتوحة: دعوة إلى التغيير
نُشرت الرسالة، المؤرخة بتاريخ 23 ديسمبر، يوم الأحد عبر عضو البرلمان عن نيو برونزويك، واين لونغ، الذي كان قد أعرب سابقًا، منذ الخريف، عن رأيه بضرورة استقالة ترودو. لونغ، المعروف بصراحته، نشر الرسالة على حسابه الشخصي في “فيسبوك”، موضحًا أن ذلك يأتي من منطلق “الانفتاح والشفافية”.
وأشار لونغ في منشوره إلى أن الحزب بحاجة ماسة إلى “قيادة جديدة برؤية جديدة” إذا أراد النجاح في الانتخابات المقبلة وتجنب تشكيل حكومة بقيادة المحافظ بيير بواليفير.
رسالة حازمة من الكتلة الأطلسية
الرسالة التي صاغها كودي بلويس، رئيس الكتلة الأطلسية وعضو البرلمان عن نوفا سكوشا، جاءت بمضمون واضح وصريح. بلويس أكد أن استمرار ترودو في قيادة الحزب لم يعد خيارًا “مقبولًا”، معتبرًا أن البلاد تمر بفترة من “عدم الاستقرار” مع تصاعد التهديدات الاقتصادية من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، واستعداد أحزاب المعارضة لإعلان عدم الثقة بالحكومة في أول فرصة.
إرث ترودو: امتنان وتحذير
في الرسالة، أُعرب عن الامتنان لترودو على فترة خدمته الممتدة لتسع سنوات كرئيس للوزراء، مُشيدًا بإرثه الإيجابي وتأثيره البارز. ومع ذلك، حذرت الرسالة من أن استمرار ترودو في منصبه قد يعرض هذا الإرث للخطر، خاصة في ظل التحديات السياسية المتزايدة.
استقالات وخسائر داخلية
تأتي هذه الدعوة بعد فترة قصيرة من استقالة كريستيا فريلاند من منصبها كوزيرة للمالية ونائبة لرئيس الوزراء، مما أثار تساؤلات حول تماسك الحكومة وقدرتها على مواجهة التحديات.
وفي رسالته إلى ترودو، أشار بلويس إلى مشاعر الزملاء في الكتلة الليبرالية، الذين عبروا عن “اعتزازهم” بالعمل كفريق، ولكنهم أبدوا أيضًا “قلقًا عميقًا” من أن التقدم الذي تحقق في عهد ترودو قد يتبدد إذا لم يتم إجراء تغيير قيادي.
الدعوة لاجتماع حاسم
اختتمت الرسالة بدعوة لعقد اجتماع للكتلة الوطنية في أوائل يناير لمناقشة الخطوات التالية. هذه الدعوة تعكس رغبة متزايدة بين أعضاء الحزب في مراجعة مستقبل القيادة واتخاذ قرارات حاسمة بشأن المرحلة القادمة.
مستقبل غامض وترقب سياسي
في الوقت نفسه، يُقال إن ترودو يقضي فترة العطلة للتفكير في مستقبله السياسي، بينما تتزايد الضغوط من الداخل والخارج. على الجانب الآخر، أعلن النائب المحافظ جون ويليامسون يوم الجمعة عزمه تقديم اقتراح بحجب الثقة في اجتماع لجنة الحسابات العامة المقرر في 7 يناير.
إذا حصل هذا الاقتراح على الدعم اللازم، فسيُحال إلى مجلس العموم للتصويت عليه في 30 يناير. في حال تمرير الاقتراح، قد يتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة، مما يضع الحزب الليبرالي في موقف حساس للغاية.
التحالفات تتغير
رغم نجاح الليبراليين في تجاوز اقتراحات بحجب الثقة خلال الجلسة الخريفية بدعم من الحزب الديمقراطي الجديد، يبدو أن هذا الدعم يتلاشى. زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاجميت سينغ، صرح بأن حزبه فقد الثقة في الحكومة ويعتزم تقديم اقتراح بحجب الثقة في العام الجديد، بغض النظر عن هوية زعيم الحزب الليبرالي.
خاتمة: أيام حاسمة قادمة
تتجه الأنظار الآن إلى اجتماع الكتلة الليبرالية الأطلسية وموقف ترودو خلال الأسابيع القادمة. هل سيستجيب لدعوات التغيير؟ أم أن الحزب سيواجه مزيدًا من الانقسامات الداخلية التي قد تهدد استقراره وقدرته على المنافسة؟ الأيام المقبلة تحمل في طياتها إجابات قد تعيد تشكيل المشهد السياسي الكندي.
ماري جندي
المزيد
1