في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت جامعة ماكجيل الكندية إنهاء عقدها مع اتحاد طلاب الجامعة (SSMU)، وذلك على خلفية احتجاجات مؤيدة لفلسطين شهدها الحرم الجامعي الأسبوع الماضي، ووصفتها الإدارة بأنها خرجت عن السيطرة وأسفرت عن حالة من الفوضى والانقسام في أوساط مجتمع الجامعة.
جاء هذا القرار الصارم في أعقاب إضراب طلابي استمر ثلاثة أيام، من 2 إلى 4 أبريل/نيسان، نُظّم تحت شعار “إضراب في جامعة ماكجيل دعمًا لتحرير فلسطين”. وبحسب الجامعة، فقد تسبب الإضراب في تعطيل عشرات المحاضرات، ومنع المدرسين والطلاب من أداء مهامهم التعليمية، فيما سادت أجواء من التوتر والشعور بالتهديد بين الحاضرين في الحرم.
وقالت البروفسورة أنجيلا كامبل، نائبة رئيس الجامعة المؤقتة لشؤون الطلاب والتعلم، في رسالة بعثت بها إلى هيئة الطلاب – وقد حصلت صحيفة The Epoch Times على نسخة منها – إن “جمعية طلاب جامعة ماكجيل سمحت ضمناً وساندت فعلياً هذا الإضراب الذي زاد من حالة الانقسام داخل الحرم الجامعي، والذي يعاني أصلاً من توترات شديدة”.
في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت جامعة ماكجيل الكندية إنهاء عقدها مع اتحاد طلاب الجامعة (SSMU)، وذلك على خلفية احتجاجات مؤيدة لفلسطين شهدها الحرم الجامعي الأسبوع الماضي، ووصفتها الإدارة بأنها خرجت عن السيطرة وأسفرت عن حالة من الفوضى والانقسام في أوساط مجتمع الجامعة.
جاء هذا القرار الصارم في أعقاب إضراب طلابي استمر ثلاثة أيام، من 2 إلى 4 أبريل/نيسان، نُظّم تحت شعار “إضراب في جامعة ماكجيل دعمًا لتحرير فلسطين”. وبحسب الجامعة، فقد تسبب الإضراب في تعطيل عشرات المحاضرات، ومنع المدرسين والطلاب من أداء مهامهم التعليمية، فيما سادت أجواء من التوتر والشعور بالتهديد بين الحاضرين في الحرم.
وقالت البروفسورة أنجيلا كامبل، نائبة رئيس الجامعة المؤقتة لشؤون الطلاب والتعلم، في رسالة بعثت بها إلى هيئة الطلاب – وقد حصلت صحيفة The Epoch Times على نسخة منها – إن “جمعية طلاب جامعة ماكجيل سمحت ضمناً وساندت فعلياً هذا الإضراب الذي زاد من حالة الانقسام داخل الحرم الجامعي، والذي يعاني أصلاً من توترات شديدة”.
وأضافت كامبل أن اتحاد الطلاب كان ينبغي عليه التصويت ضد هذا الإضراب أو على الأقل التحفظ عليه، لكنه لم يفعل، بل ساهم في الترويج له عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أن ما حدث تجاوز حدود حرية التعبير، وتسبب في انتهاك مباشر لحق التعليم داخل أسوار الجامعة.
أحداث عنف تثير القلق
لم تتوقف تداعيات الإضراب عند مجرد الاحتجاجات، فقد شهد الحرم الجامعي حادثة عنف مثيرة للجدل عندما قام أحد الأفراد بتحطيم باب زجاجي لمكتب داخل الحرم باستخدام صنبور إطفاء مملوء بطلاء أحمر. وانتشر الطلاء داخل المكتب بينما كان الموظفون موجودين، ما أدى إلى إصابة أحدهم إصابة مباشرة، وهو ما وصفته الإدارة بأنه تصرف خطير وغير مقبول.
وقالت كامبل إن هذه التصرفات دفعت إدارة الجامعة إلى إعادة النظر في علاقتها التعاقدية مع اتحاد الطلاب، واعتبرت سلوك المتظاهرين خلال الإضراب تصعيداً غير مبرر يتناقض مع الأهداف التعليمية والأكاديمية التي يفترض أن تسود بيئة الجامعة.
وبحسب شروط الاتفاق الموقع بين الطرفين، فإن كلاً من الجامعة وSSMU يملكان حق إنهاء التعاقد دون تحميل الطرف الآخر أي مسؤولية قانونية، إلا أن كامبل أكدت أن هناك بنداً في العقد ينص على ضرورة المرور بمرحلة وساطة بين الطرفين قبل أي انفصال نهائي.
ردود متباينة من اتحاد الطلاب
من جانبه، أعرب رئيس اتحاد طلاب جامعة ماكجيل، ديمتري تايلور، عن خيبة أمله من قرار الجامعة، قائلاً إن الاتحاد دعم منذ البداية الاحتجاجات السلمية، لكنه لا يمتلك آليات قانونية أو تنفيذية لمنع الطلاب من تعطيل الفصول الدراسية.
وقال تايلور في مقابلة مع The Epoch Times: “الأمر لا يقع على عاتقنا وحدنا، بل على إدارة الجامعة والسلطات المختصة التي تملك القدرة على التدخل عند اللزوم”. وأشار إلى أن قرار الجامعة من شأنه أن “يُعقّد” العلاقة بين الطرفين، لكنه أكد في الوقت نفسه أن العلاقة بين الجامعة والاتحاد ستستمر رغم التحديات.
محاولات لتخفيف التوتر.. وبدء الوساطة قريباً
في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت الجامعة عن نيتها الدخول في عملية وساطة مع اتحاد الطلاب، ومن المتوقع أن تبدأ هذه المحادثات خلال أسبوعين وتستمر حتى يونيو/حزيران المقبل. وقد أبدت إدارة الجامعة استعدادها لخوض هذا المسار “بروح الحل”، وفقاً لما جاء في بيان كامبل.
من جهتها، أكدت SSMU عبر بيان رسمي على موقعها الإلكتروني بتاريخ 7 أبريل، أن جميع خدماتها وعملياتها ستستمر بشكل طبيعي، بما في ذلك الأندية، والخدمات الطلابية، والتوظيف، وحجوزات مركز الجامعة، والتأمين. وأضافت: “نحن ملتزمون بالدفاع عن مصالح طلابنا وبذل كل ما في وسعنا لضمان استمرارية خدماتنا دون انقطاع”.
ورغم اعتراف اتحاد الطلاب بأن بعض التصرفات خلال الإضراب خرجت عن الطابع السلمي المنشود، إلا أنه شدد على أن هذه الأعمال لا تعكس روحه ولا تتماشى مع سياساته ولوائحه الداخلية. ونشر الاتحاد بياناً على إنستغرام قال فيه: “نحن نؤمن بمسؤولية كل فرد في ضمان أن يكون الحرم الجامعي مساحة آمنة للتعلم والتعبير، ومن الواضح أن هذه المسؤولية لم تُحترم بالشكل الكافي”.
ما بين حرية التعبير والحفاظ على النظام
تسلّط هذه القضية الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها الجامعات الكندية، حيث تسعى الموازنة بين احترام حرية التعبير لدى الطلاب من جهة، والحفاظ على بيئة تعليمية مستقرة وآمنة من جهة أخرى. وتثير التطورات الأخيرة في جامعة ماكجيل تساؤلات جدية حول حدود النشاط الطلابي السياسي داخل المؤسسات التعليمية، ومدى قدرة هذه المؤسسات على إدارة النزاعات المتصاعدة داخل أروقتها.
وفي خضم هذه التوترات، يبقى السؤال الأكبر: هل تستطيع الجامعة واتحاد الطلاب تجاوز هذه المرحلة الحرجة وإعادة بناء الثقة بين الطرفين؟ أم أن الأزمة الحالية ستترك ندوباً طويلة الأمد على علاقة يُفترض أن تقوم على التعاون لخدمة مصلحة الطلاب أولاً وأخيرًا؟
ماري جندي
1