كشف تقرير جديد ومترقب حول الإزالة المحتملة لمسارات الدراجات في تورنتو أن تكلفة إزالة هذه المسارات قد تصل إلى 48 مليون دولار. وهو مبلغ ضخم يتجاوز التكلفة التي تحملتها المدينة لإنشاء هذه المسارات في البداية، والتي بلغت 27 مليون دولار. هذا يسلط الضوء على التداعيات المالية الكبيرة التي ستترتب على الإزالة المقترحة، في وقت تواصل فيه المدينة تعزيز بنيتها التحتية الخاصة بالدراجات بشكل ملحوظ.

الجدل حول الإزالة جاء بعد تقديم الحكومة المحافظة التقدمية مشروع قانون يتطلب من البلديات الحصول على إذن من المقاطعة قبل إجراء أي تغييرات على مسارات الدراجات، خصوصًا عندما ترغب في إزالة حارة من حركة المركبات. بشكل خاص، تشير التقارير إلى أن مسارات الدراجات على شارع بلور، شارع يونغ، وشارع الجامعة في تورنتو ستكون ضمن المواقع المستهدفة للإزالة.

رئيسة بلدية تورنتو، أوليفيا تشاو، وصفت هذا المشروع بأنه تدخل غير مبرر من جانب رئيس الوزراء دوج فورد والمقاطعة، مشيرة إلى أنه يتجاوز صلاحيات المدينة. ولكن يبقى السؤال الأبرز هو ما الذي يمكن أن تفعله المدينة للتصدي لهذا التوجه، بخلاف محاولات الإقناع الرسمية.

في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن تكاليف الإزالة لن تقتصر فقط على المبلغ المحدد، بل ستشمل أيضًا نفقات غير معروفة تتعلق بتحديد وتصميم وإنشاء مسارات بديلة للدراجات، فضلاً عن تخصيص موارد إضافية للموظفين، وتكاليف إعادة تصميم البنية التحتية لتوفير مساحة أكبر للسيارات. هذه التكاليف، التي لا يمكن تحديدها بشكل دقيق في الوقت الحالي، ستكون عبئًا إضافيًا على الميزانية العامة للمدينة.

أيسلين كلانسي، نائبة زعيم حزب الخضر في أونتاريو وعضو البرلمان الإقليمي عن منطقة كيتشنر سنتر، انتقدت بشدة هذه الخطوة، قائلة: “كيف لا تستطيع هذه الحكومة بناء منازل أو توفير نظام رعاية صحية فعال، ولكن يبدو أن لديها موارد لا حدود لها لإزالة مسارات الدراجات في وسط مدينة تورنتو؟” وأكدت أن هذا ليس استخدامًا مناسبًا لأموال دافعي الضرائب، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق مثل هانتسفيل وسارنيا وكيتشنر وثاندر باي هم من يدفعون ثمن هذه السياسة، رغم أنهم ليسوا المستفيدين المباشرين.

تضمن التقرير أيضًا بيانات مفصلة حول استخدام مسارات الدراجات منذ إنشائها. على سبيل المثال، أظهر أن منطقة بلور شهدت زيادة في استخدام المسارات تراوحت بين 30% إلى أكثر من 650% في بعض المواقع. وعلى طول شارع يونغ، تراوحت الزيادة بين 221% إلى 600%، بينما شهد شارع الجامعة زيادة تتراوح بين 71% إلى 256%. كما أشار التقرير إلى أن استخدام خدمة “Bike Share” في تورنتو قد تضاعف بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت الرحلات من 2.9 مليون رحلة في عام 2020 إلى 5.7 مليون رحلة في عام 2023، مما يبرز النمو الكبير في الاعتماد على الدراجات كوسيلة نقل.

بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن مشاريع النقل الإقليمية الكبرى والتطوير الخاص المستمر، بما في ذلك إعادة بناء طريق جاردينر السريع، هي من العوامل الأساسية التي تساهم في تفاقم الازدحام في المدينة. هذه الأعمال، بالإضافة إلى النمو السريع لعدد السكان، أدت إلى زيادة الضغط على شبكة النقل العام. وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أن مسارات الدراجات قد تكون مفيدة حتى بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على السيارات، حيث تساهم في تقليل الازدحام عندما يختار عدد كافٍ من الأشخاص ترك سياراتهم في المنزل.

من جهة أخرى، إذا تم إزالة مسارات الدراجات كما هو مقترح، فإن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم أوقات السفر، حيث إن عملية إعادة بناء الطرق ستستغرق شهورًا عديدة. وهذا يشير إلى أن التأثير السلبي على حركة المرور لن يقتصر فقط على إزالة المسارات، بل سيمتد إلى تغييرات كبيرة في البنية التحتية.

أما بالنسبة للخطوات المستقبلية التي ستتخذها المدينة في هذا الصدد، فقد تم توجيه الموظفين إلى مواصلة مراجعة وتحليل تأثيرات مشروع القانون 212 المقترح، بالإضافة إلى إعداد عرض للجنة الدائمة للتراث والبنية التحتية والسياسة الثقافية. كما ستواصل المدينة متابعة تقدم مشروع القانون خلال مروره عبر العملية التشريعية.

وفي الوقت نفسه، تُنفذ في المدينة مشروعان يتضمنان إضافة مسارات للدراجات، مما قد يتطلب إزالة بعض مسارات المركبات. المشروعان هما تحسين طريق Parkside Drive بين محطة مترو Keele وMartin Goodman Trail، وتحسين شارع Danforth Avenue بين Victoria Park Avenue وKingston Avenue. كلا المشروعين لا يزال بحاجة إلى موافقة مجلس المدينة قبل تنفيذ أي تغييرات، مما يضيف بعدًا إضافيًا للجدل حول كيفية التعامل مع هذه القضايا في المستقبل.

إجمالاً، يُظهر هذا التقرير صورة واضحة حول التحديات والفرص المتعلقة بإزالة مسارات الدراجات في تورنتو. في حين أن إزالة هذه المسارات قد تخفف من الازدحام بالنسبة للمركبات، فإن تأثيرات هذه القرارات على التنقل البيئي، وتكاليف الإزالة، والموافقة الشعبية تشكل جوانب حساسة تتطلب الكثير من التفكير والتخطيط.

ماري جندي