تصاعدت التوترات بشكل غير مسبوق على الحدود بين كندا والولايات المتحدة، حيث يشعر سكان بلدة سانت ستيفن، نيو برونزويك، بالقلق العميق إزاء التداعيات المتزايدة للحرب التجارية بين البلدين.
تصاعدت التوترات بشكل غير مسبوق على الحدود بين كندا والولايات المتحدة، حيث يشعر سكان بلدة سانت ستيفن، نيو برونزويك، بالقلق العميق إزاء التداعيات المتزايدة للحرب التجارية بين البلدين.
“لم أشهد مثل هذا التوتر من قبل”
يقول إريك هيجينز، أحد سكان سانت ستيفن، إن الوضع الحالي لم يكن بهذا السوء من قبل، حيث انعكست الأزمة التجارية على الحياة اليومية بشكل لم يكن متوقعًا. وأضاف:
“أشعر أن التوترات على الحدود وصلت إلى أعلى مستوى رأيته في حياتي. أتذكر كيف كان جدي يقود سيارته ببساطة عبر الشارع ويلوح للرجل على الجانب الآخر.. لم يكن هناك أي حواجز معنوية بيننا، كنا مجتمعًا واحدًا.”
لكن المشهد الآن مختلف تمامًا، فمع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على معظم الواردات الكندية، تفاقمت الأزمة بشكل متسارع، مما أدى إلى رد فعل قوي من كندا التي فرضت بدورها رسومًا انتقامية على بضائع أمريكية بقيمة 30 مليار دولار، مع إضافة تعريفات جديدة على بضائع أخرى بقيمة 125 مليار دولار بعد ثلاثة أسابيع فقط.
“مجتمعات متحدة لعقود.. والانقسام يهددها”
رئيس بلدية سانت ستيفن، آلان ماكياتشيرن، يشعر بقلق بالغ حيال التحولات العميقة التي طرأت على العلاقة بين المجتمعات الحدودية التي لطالما كانت مترابطة. ويعلق على ذلك قائلًا:
“على مر السنين، لم نكن مجرد بلدتين متجاورتين، بل كنا مجتمعًا واحدًا. اليوم، يبدو أن هذه الوحدة مهددة، وهو أمر مقلق للغاية.”
المخاوف لا تتوقف عند الجانب الاجتماعي فقط، بل امتدت إلى الاقتصاد المحلي، حيث بدأت الشركات في التراجع عن استثماراتها بسبب عدم اليقين الذي يحيط بالمستقبل. وأوضح ماكياتشيرن أن أحد المشاريع التطويرية الكبرى في المنطقة كان في مراحله الأولى، لكن المستثمرين قرروا فجأة التخلي عنه بسبب التصعيد التجاري.
مواطنون يتجنبون عبور الحدود
جيل كانينغهام، وهي من سكان بوكابيك في نيو برونزويك، تقول إنها كانت تعبر إلى الولايات المتحدة بشكل أسبوعي لقضاء احتياجاتها، لكنها توقفت عن ذلك بسبب الأجواء المشحونة.
“أشعر أن الشخص المسؤول هناك يحاول تدمير العلاقة بين مجتمعات مثل سانت أندروز وسانت ستيفن وكاليه، التي كانت دائمًا على وفاق تام.”
أما عن تصريح ترامب الذي ألمح فيه إلى إمكانية جعل كندا “الولاية الأمريكية رقم 51″، فقد أثار استياء واسعًا بين السكان المحليين. ترد كانينغهام على ذلك بحدة قائلة:
“هذا كلام فارغ! إنه مجرد لعب سياسي.”
من جهته، عبر ماكياتشيرن عن انزعاجه من الطريقة التي يتحدث بها ترامب عن الكنديين، خاصة بعد عقود من التحالف الوثيق بين البلدين. لكنه في الوقت ذاته يوجه رسالة واضحة للكنديين بضرورة التركيز على الوحدة بدلًا من الانشغال بالتوترات السياسية.
“لا تدعوا هذه القضايا تفرقكم، ابقوا متحدين كمقاطعات وكدولة واحدة.”
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى السؤال مطروحًا: إلى أين ستتجه العلاقات بين كندا والولايات المتحدة؟ وهل ستتمكن المجتمعات الحدودية من استعادة وحدتها أم أن الانقسام سيستمر في التعمق؟
ماري جندي
المزيد
1