يُظهر تقرير 2024 صورة قاتمة للواقع الاجتماعي في كندا، حيث أصبح الحراك الاجتماعي أمرًا نادرًا بشكل مقلق. الأجيال الجديدة في كندا تجد نفسها عالقة في وضع ثابت، حيث أصبح من الصعب للغاية تحسين وضعها الاجتماعي أو الاقتصادي مقارنة بالجيل السابق. على الرغم من أن كندا كانت تُعتبر لفترة طويلة أرض الفرص، إلا أن هذه الفرص أصبحت اليوم شحيحة للغاية، خاصة في ظل تزايد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين الطبقات المختلفة. الشباب الكندي، الذي كان يُفترض أن يكون في قلب الحراك الاجتماعي، يعاني بشكل متزايد من تراجع الفرص في مجالات التعليم والعمل، مما يعمق من إحساسهم باليأس والإحباط.
يُظهر تقرير 2024 صورة قاتمة للواقع الاجتماعي في كندا، حيث أصبح الحراك الاجتماعي أمرًا نادرًا بشكل مقلق. الأجيال الجديدة في كندا تجد نفسها عالقة في وضع ثابت، حيث أصبح من الصعب للغاية تحسين وضعها الاجتماعي أو الاقتصادي مقارنة بالجيل السابق. على الرغم من أن كندا كانت تُعتبر لفترة طويلة أرض الفرص، إلا أن هذه الفرص أصبحت اليوم شحيحة للغاية، خاصة في ظل تزايد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين الطبقات المختلفة. الشباب الكندي، الذي كان يُفترض أن يكون في قلب الحراك الاجتماعي، يعاني بشكل متزايد من تراجع الفرص في مجالات التعليم والعمل، مما يعمق من إحساسهم باليأس والإحباط.
مما يزيد من تعقيد الوضع هو تزايد الشعور بالظلم الاجتماعي في المجتمع الكندي، حيث يعاني الكثيرون من تفاوتات صارخة في الفرص. فالفجوات الاقتصادية أصبحت أكثر وضوحًا بين الطبقات الاجتماعية، ما يجعل من الصعب على الأفراد من الطبقات المتوسطة والفقيرة تحسين وضعهم الاجتماعي. في الوقت الذي يزداد فيه الثراء في صفوف النخبة، لا يبدو أن هناك أية فرص حقيقية أمام الأجيال الجديدة لتحقيق التقدم الاجتماعي أو الاقتصادي. من جهة أخرى، فإن الطبقات الدنيا تشهد تراجعًا مستمرًا في فرص العمل والوصول إلى الخدمات الأساسية، الأمر الذي يزيد من تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي لأفراد هذه الطبقات.
إضافة إلى ذلك، تزايد التوترات الاجتماعية بسبب هذه الفجوات الاقتصادية يعكس تراجعًا في الثقة بالمؤسسات التي كانت تُعتبر في الماضي ركيزة للتقدم الاجتماعي في كندا. التعليم، الذي كان يُعتبر سابقًا بوابة لتحقيق الحلم الكندي، يعاني الآن من مشاكل كبيرة تتراوح من قلة الجودة إلى غلاء تكاليفه، مما يجعل الحصول على التعليم العالي وتحقيق الحراك الاجتماعي أمرًا بالغ الصعوبة. الشباب اليوم يجدون أنفسهم في بيئة تنافسية ومتطلبة بشكل متزايد، لكن الفرص الاقتصادية تبقى محدودة، مما يعمق إحساسهم بالعجز وفقدان الأمل.
تراجع الثقة في المؤسسات: كندا تواجه خطر الانهيار الاجتماعي
إلى جانب هذه التحديات الاقتصادية، يعكس تقرير 2024 تراجعًا واضحًا في الثقة بالمؤسسات الحكومية والاقتصادية التي كانت تُعتبر ركيزة الاستقرار الاجتماعي في كندا. العديد من المواطنين، وخاصة من الجيل الجديد، يشعرون أن المؤسسات لا تعمل لصالحهم ولا تلبي احتياجاتهم المتزايدة. هذا الشعور بالإحباط تجاه المؤسسات يعزز من حالة من اليأس بين الشباب، الذين أصبحوا غير قادرين على إيجاد فرص عمل مجزية أو الحصول على تعليم جيد، مما يزيد من تعميق الفجوات الاجتماعية.
أدى هذا التراجع في الثقة إلى تنامي الانقسام الاجتماعي بشكل ملحوظ، حيث تزداد التوترات بين الأجيال، وبين الطبقات الاجتماعية المختلفة. في ظل غياب سياسات فعّالة لتحفيز الحراك الاجتماعي، يُنظر إلى كندا بشكل متزايد كدولة حيث يصبح الصعود الاجتماعي أمرًا شبه مستحيل، مما يترك الكثير من المواطنين في حالة من الإحباط المستمر.
الشباب الكندي، الذي كان يملأه الأمل في الحصول على حياة أفضل من حياة والديه، أصبح اليوم يرى نفسه عالقًا في حلقة من الفقر والفرص المحدودة. من ناحية أخرى، تستمر النخبة في الاستفادة من النمو الاقتصادي، مما يعزز من شعور الشباب بأنهم مهملون من قبل النظام الاجتماعي والاقتصادي. هذا الوضع يؤدي إلى زيادة الضغط الاجتماعي، ويعزز من شعور العديد من الكنديين بعدم الرضا تجاه السياسة الحالية والطبقات الحاكمة.
إن انقسام المجتمع الكندي أصبح أكثر وضوحًا في ظل هذه الظروف، حيث يُصبح من الصعب الحديث عن مجتمع موحد يسعى الجميع فيه إلى تحسين أوضاعهم. فقد أصبح الحلم الكندي الذي يروج له الكثيرون مجرد وهم يبتعد أكثر فأكثر عن متناول الأجيال الجديدة. بدون إصلاحات حقيقية وتغييرات في السياسات الاجتماعية والاقتصادية، يبدو أن كندا قد تكون على حافة مواجهة خطر الانهيار الاجتماعي، حيث تزداد اللامساواة وتترسخ الفجوات بين مختلف الطبقات والأجيال.
1