لم يعتقد جاستن ترودو أن القواعد تنطبق عليه، واستغرقت كندا أكثر من تسع سنوات حتى تستوعب هذه الحقيقة الصارخة. والآن، يسير زعيم الليبراليين، مارك كارني، على النهج نفسه.
لم يعتقد جاستن ترودو أن القواعد تنطبق عليه، واستغرقت كندا أكثر من تسع سنوات حتى تستوعب هذه الحقيقة الصارخة. والآن، يسير زعيم الليبراليين، مارك كارني، على النهج نفسه.
يحتاج كارني إلى مقعد آمن للترشح، وكما لو كان ذلك بفعل السحر، ظهر مقعد آمن في أوتاوا نيبيان. كان ذلك يعني إقصاء النائب الليبرالي تشاندرا أريا، الذي شغل هذا المنصب لما يقرب من عقد. وهو النائب نفسه الذي استُبعد من المنافسة على قيادة الحزب الليبرالي، مما ألقى بظلاله على كارني.
قالت أريا في تغريدة بعد استبعادها: “يثير هذا القرار تساؤلات كبيرة حول شرعية سباق القيادة، وبالتالي شرعية رئيس وزراء كندا المقبل”.
كارني ينفي التدخل.. ولكن!
يدعي كارني أن قرار الحزب الليبرالي بإقصاء تشاندرا من الترشح لا علاقة له به. وقال في هاليفاكس يوم الثلاثاء إن معلوماتٍ عن تشاندرا قد كُشفت، مما أدى إلى منعه من الترشح.
وأضاف: “أنا لست مطلعا على المعلومات الدقيقة”.
لكن إذا لم يكن رئيس الوزراء وزعيم الحزب الليبرالي على علم بهذه التفاصيل، فمن يعلم؟ من الصعب تصديق أن كارني لم يكن على دراية بالأمر، خاصةً بعد أن كشفت صحيفة “جلوب آند ميل” أن السبب يعود إلى رحلة تشاندرا إلى الهند.
إقصاء آخر لمصلحة الوزير السابق
لم يقتصر الأمر على تشاندرا، فقد تم أيضًا استبعاد المحامي غراهام موراي من الترشح عن الحزب الليبرالي في نوفا سكوشا، بعد ساعات قليلة من إطلاق حملته، لصالح الوزير السابق شون فريزر.
في ديسمبر/كانون الأول، أعلن فريزر استقالته من السياسة باكيًا، قائلاً: “أطفالي لن يصبحوا أصغر سناً، وسوف يحتاجون إلى والدهم”.
ولكن الآن – بعد أربعة أشهر فقط – عاد فريزر إلى الساحة السياسية، بعد أن أقنعه كارني بالعودة. ربما يعود ذلك إلى أن الليبراليين، الذين كانوا يواجهون انهيارًا في استطلاعات الرأي، شهدوا تحسنًا في حظوظهم مؤخرًا.
أزمة قيادة في مواجهة أزمة اقتصادية
يبدو أن كارني يحاول إثبات قوته السياسية بإقصاء بعض الشخصيات داخل حزبه، لكن هناك مهارات أخرى يحتاج إلى تطويرها، أهمها كيفية مخاطبة الكنديين بوضوح وثقة.
عندما رد على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على قطاع السيارات، ظهر كارني مترددًا وضعيفًا أمام الكاميرات. بدا متكبرا، مكتئبًا، وغير مرتاح، وكأنه يبحث عن الطمأنينة من لانا باين، رئيسة نقابة يونيفور، التي وقفت بجانبه.
قال كارني عن التعريفات الجمركية: “هذا هجوم مباشر”، لكنه لم يبدُ وكأنه مقتنع بما يقول.
بواليفير أكثر ثقة.. وأكثر إقناعًا
على النقيض، ظهر زعيم المحافظين بيير بواليفير أكثر حزمًا وجدية في تعليقه على الأزمة.
قال بواليفير: “الآن ليس وقت الضعف. الآن ليس وقت الإخفاقات التي أوصلتنا إلى هذا الوضع. الآن هو وقت استعادة زمام الأمور وإعادة إطلاق اقتصادنا لمواجهة تهديدات الرئيس ترامب”.
بواليفير لم يكتفِ بالكلام، بل وضع خطة واضحة لمساعدة العمال والشركات المتضررة من الرسوم الجمركية، كما دعا إلى “بناء حصن اقتصادي في كندا” لحماية الصناعة الوطنية.
من الرجل المناسب لرئاسة الوزراء؟
من الواضح أن كارني لا يزال يواجه تحديات في إقناع الكنديين بأنه قادر على قيادة البلاد. في المقابل، كان بواليفير يوم الأربعاء أكثر استعدادًا وقوة.
يوم الأزمة، ظهر شخص واحد فقط بمظهر رئيس الوزراء – ولم يكن الرجل الذي يسعى لهذا المنصب حاليًا.
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف
المزيد
1