كشفت صحيفة “ناشيونال بوست”، عبر الصحفية كاثرين ليفاسك، عن حالات انتحال واضحة في أطروحة الدكتوراه التي قدّمها مارك كارني عام 1995 في كلية نوفيلد بجامعة أكسفورد.
كشفت صحيفة “ناشيونال بوست”، عبر الصحفية كاثرين ليفاسك، عن حالات انتحال واضحة في أطروحة الدكتوراه التي قدّمها مارك كارني عام 1995 في كلية نوفيلد بجامعة أكسفورد.
هذا الكشف يفتح نافذة مثيرة على شخصية المرشح المحتمل لرئاسة الوزراء، ليس فقط بسبب الانتحال ذاته، ولكن بسبب ردّ فعله المبالغ فيه تجاه الاتهامات.
الانتحال: خطأ أكاديمي أم إهمال؟
لا جدال في أن التهمة الموجهة إلى كارني صحيحة، إذ إنه في عدة مواضع لم يُشر إلى أعمال الآخرين التي نقل منها بدقة أو حتى حرفيًا. ومع ذلك، يبقى من الصعب أحيانًا التمييز بين الانتحال المتعمد والإهمال الأكاديمي. ورغم أن الإهمال ليس صفة محمودة في الأكاديميين أو المصرفيين المركزيين أو حتى رؤساء الوزراء، إلا أنه لا يصل إلى مستوى الجريمة.
على سبيل المقارنة، إذا قام كاتب بإدراج فقرة من كتاب دون وضع علامات اقتباس، فهذا انتحال واضح، لكنه يختلف كثيرًا عن كاتب آخر يقتبس أطروحة كاملة وينسبها إلى نفسه. خطايا كارني تبدو أقرب إلى النوع الأول، حيث تضمنت أطروحته بعض الجمل المنسوخة من مصادر ذُكرت لاحقًا في البحث.
هل يؤثر هذا على مستقبله السياسي؟
بغض النظر عن مدى إحراج هذه الاتهامات، يبقى السؤال الأهم: هل كان مارك كارني كفؤًا في عمله في بنك كندا وبنك إنجلترا؟ وهل سيكون كفؤًا كرئيس وزراء؟ قليل من الناخبين سيهتمون بأطروحة الدكتوراه الخاصة به، ولن تسحب منه أكسفورد شهادته، حتى لو أثار الأمر بعض الجدل.
لكن ما يلفت الانتباه هو رد فعل كارني، الذي جاء حادًا وعنيفًا. فقد أصدر بيانًا انتخابيًا شديد اللهجة، قال فيه:
“الدكتورة مارغريت ماير، المشرفة على أطروحتي للدكتوراه، أكدت بشكل قاطع أنه لا يوجد دليل على الانتحال. ومع ذلك، تجاهلت صحيفة ناشيونال بوست الأمريكية هذه الحقيقة ونشرت قصة تستند إلى ‘تحليل’ أحد المتبرعين والناشطين المحافظين.”
الهجوم على الناقد بدلًا من الرد على الاتهام
من المثير للسخرية أن الاقتباس الذي استند إليه كارني في دفاعه مأخوذ مباشرة من تقرير ليفاسك نفسه! إضافة إلى ذلك، قام بمهاجمة جيفري سيجاليت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بريتش كولومبيا ، ووصفه بأنه “ناشط محافظ”. لكن مراجعة قاعدة بيانات التبرعات الانتخابية في كندا كشفت أنه تبرّع بمبلغ 288 دولارًا فقط في 2022، منها 144 دولارًا لحزب المحافظين و144 دولارًا لحملة ليزلين لويس القيادية للحزب.
يُذكر أن سيجاليت عضو في اللجنة الاستشارية لرئيس جامعة بريتش كولومبيا لشؤون الانضباط الطلابي، وهو بالتالي مؤهل للتعليق على قضايا الانتحال الأكاديمي. لكن بالنسبة لكارني، من الأسهل تشويه سمعته بدلاً من مواجهة الاتهام مباشرةً.
في النهاية، هذه الحادثة كانت فرصة لكارني لإظهار كيف يتعامل مع ادعاءاتٍ قد تكون خطيرة.
لكنه اختار أسلوب “الأرض المحروقة” في الرد، وهو ما قد يثير تساؤلات حول كيفية تعامله مع الأزمات المستقبلية. فبدلاً من معالجة المشكلة بشفافية، لجأ إلى الهجوم الشخصي، وهي استراتيجية قد تكون أقل فعالية مما يعتقد.
المصدر:اوكسيجن كندا نيوز
المحرر :داليا يوسف
المزيد
1