عندما يكون هناك شيء مكسور منذ عقود وأنت مصمم على إصلاحه، ما الذي يجب أن تفعله؟ هل تستمر في المحاولة حتى تجد حلاً؟ أم أن الحل يكمن في اتباع خطوات أخرى جربها من سبقوك؟ هذا هو النهج الذي قررت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، تطبيقه في نظام الرعاية الصحية، مُحدثةً تغييرًا جذريًا يهدف إلى تحسين النظام الصحي في المقاطعة.
عندما يكون هناك شيء مكسور منذ عقود وأنت مصمم على إصلاحه، ما الذي يجب أن تفعله؟ هل تستمر في المحاولة حتى تجد حلاً؟ أم أن الحل يكمن في اتباع خطوات أخرى جربها من سبقوك؟ هذا هو النهج الذي قررت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، تطبيقه في نظام الرعاية الصحية، مُحدثةً تغييرًا جذريًا يهدف إلى تحسين النظام الصحي في المقاطعة.
التمويل المرتكز على المريض: خطوة مبتكرة
أعلنت سميث مؤخرًا عن سياسة جديدة تتمثل في “التمويل المرتكز على المريض” أو ما يُعرف بالتمويل القائم على النشاط. في هذه السياسة الجديدة، لن تتلقى المستشفيات التمويل كما كان في السابق، أي من خلال شيك كبير يُعطى لها في بداية العام، بل ستحصل على تمويل مقابل كل مريض يتم تقديم الرعاية له.
هذا التغيير يساهم في تحويل طريقة التفكير في النظام الصحي. فبدلاً من النظر إلى المرضى كعبء أو التزام، أصبحوا الآن فرصة لزيادة التمويل. المستشفيات، والمؤسسات غير الربحية، والعيادات الخاصة ستتنافس لتقديم أفضل رعاية للمريض، مما يعزز الابتكار في تقديم الخدمات الصحية. ورغم هذا التغيير، يظل العلاج في المستشفيات مجانيًا للمرضى.
التجارب الدولية وتطبيقها في ألبرتا
هذا النظام ليس جديدًا على المستوى الدولي. العديد من الدول مثل أستراليا، السويد، وفرنسا، وكذلك مقاطعة كيبيك في كندا، قد طبقت هذا النموذج بنجاح منذ سنوات.
تشير سميث إلى أن هذه الدول قد استفادت بشكل كبير من هذا النظام في تحسين الرعاية الصحية وتقليل أوقات الانتظار.
النموذج الأوروبي كمصدر إلهام
ولكن سميث لا تقتصر على تطبيق هذا النموذج فحسب؛ فهي تطمح إلى توسيع آفاق هذا التغيير. ففي الاتحاد الأوروبي، يُسمح للمرضى بالسفر إلى دول أخرى لتلقي العلاج ودفع تكاليفه، ثم استرداد المبالغ المدفوعة من حكوماتهم المحلية. هذا النظام يسمح بتقليل أوقات الانتظار داخل الدولة الأصلية ويعزز الرعاية الصحية بشكل عام.
الخطوة التالية لبقية كندا
بالنسبة لبقية مقاطعات كندا، فإن خطوة سميث هي نموذج يُحتذى به. يتعين على مقاطعات مثل ساسكاتشوان وبريتش كولومبيا أن تتبع نفس النهج وتبدأ في تطبيق التمويل القائم على النشاط. هذا سيساهم في تقليل أوقات الانتظار وتحسين جودة الرعاية الصحية.
التحديات التي تواجه النظام الصحي الكندي
من المؤكد أن ضخ المزيد من الأموال في النظام الصحي الكندي لم يؤدِ إلى تحسن ملحوظ. على الرغم من الإنفاق المتزايد منذ عام 1993، شهدت الرعاية الصحية في كندا تدهورًا في العديد من المجالات. ازدادت أوقات انتظار العمليات الجراحية بشكل ملحوظ، ويموت المزيد من المرضى على قوائم الانتظار، بالإضافة إلى نقص في أطباء العائلة.
نحيي سميث على هذه الخطوة الجريئة التي اتخذتها. لكن لا يزال الطريق طويلًا، ويجب أن يستمر الضغط على الحكومات الإقليمية لتبني هذا النظام، مما سيحسن حياة سكان ألبرتا ويساهم في تحفيز باقي المقاطعات لتطبيق نفس السياسات.
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف
المزيد
1