رغم أن كندا تمكنت من تجنب الرسوم الجمركية الأميركية، إلا أن القصة تميزت بسلسلة من المظالم المتغيرة لإدارة ترامب ضد كندا، والتي تتراوح من مشاكل الحدود إلى حصص الألبان والتنظيم المصرفي.
رغم أن كندا تمكنت من تجنب الرسوم الجمركية الأميركية، إلا أن القصة تميزت بسلسلة من المظالم المتغيرة لإدارة ترامب ضد كندا، والتي تتراوح من مشاكل الحدود إلى حصص الألبان والتنظيم المصرفي.
وبحسب استطلاع رأي جديد في الولايات المتحدة، فإن الأميركيين أنفسهم لم يفهموا أبدا سبب هذا النزاع.
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف ونشر يوم الاثنين أن 21 في المائة فقط من المشاركين في الولايات المتحدة يعتقدون أن رئيسهم يهدد بحرب تجارية مع كندا “لوقف الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات” – وهو السبب الذي يذكره ترامب في كثير من الأحيان.
وقال آخرون إن الرسوم الجمركية كانت محاولة لجمع المزيد من أموال الضرائب (ثمانية في المائة)، أو لعبة حمائية لزيادة التصنيع الأمريكي (14 في المائة)، أو استراتيجية لتقليص العجز التجاري الأمريكي مع كندا (سبعة في المائة)، أو الطلقات الأولى للتحرك لضم كندا (ستة في المائة). كما يعتقد عدد قليل (ثلاثة في المائة) أن فرض ضرائب شاملة على الواردات الكندية كان بهدف “خفض الأسعار بالنسبة للأمريكيين”.
ولكن المجموعة الأكبر، على الإطلاق، لم تكن لديها أي فكرة واضحة عن سبب التهديد بفرض التعريفات الجمركية. فقد قال أغلبية بلغت 42% إنهم إما “غير متأكدين” من سبب اندلاع معركة التعريفات الجمركية، أو أن “سبباً آخر” يكمن وراء ذلك.
كان الارتباك مستشريا حتى بين أنصار ترامب. إذ اعتقد 38% فقط من الناخبين الجمهوريين أن الحرب التجارية المهددة كانت لانتزاع تنازلات أمنية حدودية من أوتاوا، بينما اعتقد 41% أن لها دوافع اقتصادية مثل نقل التصنيع الأميركي إلى الداخل أو الحد من الواردات الكندية.
كانت كندا من بين مجموعة كبيرة من دول نصف الكرة الغربي التي تعرضت لتهديدات بفرض عقوبات أو عواقب من جانب الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
في الأسبوع الماضي، تعرضت كولومبيا لتهديد بفرض رسوم جمركية فورية بنسبة 25% بعد رفضها قبول رحلات ترحيل المواطنين الكولومبيين.
وتلقت بنما تهديدات بعواقب غير محددة إذا رفضت “تقليص نفوذ الصين” على قناة بنما.
كما تم الاستشهاد بالمكسيك في أمر تنفيذي مزدوج يهدد بفرض تعريفات جمركية على كندا. وقد طُلب من البلدين وقف “الهجرة غير الشرعية” و”الفنتانيل السام” من دخول الولايات المتحدة، أو مواجهة التعريفات الجمركية. وفي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهم ترامب أيضًا كلا البلدين بالحفاظ على “الحدود المفتوحة” مع الولايات المتحدة.
ولكن في حين ظلت رسائل البيت الأبيض متسقة نسبيا بشأن حاجة المكسيك إلى الحد من التهريب على حدودها الشمالية، فإن خطاب إدارة ترامب ضرب كندا بسلسلة من المطالب المتغيرة، بما في ذلك التهديدات المتكررة بالضم.
قال ترامب عدة مرات إن الولايات المتحدة “تدعم” كندا بنحو 200 مليار دولار سنويا. وربما يكون هذا إشارة إلى العجز التجاري الأميركي مع كندا، والذي يرجع إلى المشتريات الضخمة من نفط ألبرتا ــ وحتى في هذه الحالة فإن العجز لا يتجاوز 41 مليار دولار أميركي.
وفيما يتعلق بتأكيد ترامب على أن الولايات المتحدة تدعم كندا بما يصل إلى 200 مليار دولار أميركي سنويا، فمن غير الواضح من أين جاء هذا الرقم”، هذا ما جاء في أحد تحليلات بنك تي دي لهذا الادعاء.
وفي مكالمة هاتفية أجراها صباح يوم الاثنين مع رئيس الوزراء جاستن ترودو، بدا أن ترامب يطالب بزيادة إمكانية وصول البنوك الأمريكية إلى كندا.
“لا تسمح كندا حتى للبنوك الأمريكية بفتح أو ممارسة الأعمال التجارية هناك. ما الأمر؟” كتب ترامب في منشور على موقع Truth Social.
هذا الادعاء ليس صحيحًا تمامًا؛ فبينما تهيمن البنوك الستة الكبرى مثل Royal Bank أو TD على القطاع المصرفي الكندي، فإن معظم البنوك الأمريكية الكبرى لديها نوع من الوجود الكندي .
وفي اليوم نفسه، بدا أن نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يقول إن الرسوم الجمركية كانت بمثابة محاولة “لإعادة التوازن” إلى التجارة الأميركية مع كندا.
وقال فانس في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو: “هل يدرك الأميركيون أن الكنديين يفرضون رسوما جمركية ضخمة على المنتجات الأميركية التي تدخل كندا؟”.
ومن المرجح أن يكون التعليق إشارة إلى الضوابط التي تفرضها كندا على واردات الألبان الأميركية. وتخضع واردات الألبان لحصص صارمة، وتخضع أي واردات خارج الحصص لرسوم جمركية تصل إلى 300%.
المصدر:اوكسيجن كندا نيوز
المحرر: رامي بطرس
المزيد
1