الانتخابات الفيدرالية الكندية الخامسة والأربعون على المحك. هذا ما لم يكن يتوقعه أحد قبل شهرين، ولكن اليوم، وبعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق الحملة، تُظهر استطلاعات الرأي تقدم الحزب الليبرالي بما يصل إلى سبع نقاط. جميع المكاسب التي حققها المحافظون في العامين الماضيين ذابت كذوبان الثلج في الربيع.
الانتخابات الفيدرالية الكندية الخامسة والأربعون على المحك. هذا ما لم يكن يتوقعه أحد قبل شهرين، ولكن اليوم، وبعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق الحملة، تُظهر استطلاعات الرأي تقدم الحزب الليبرالي بما يصل إلى سبع نقاط. جميع المكاسب التي حققها المحافظون في العامين الماضيين ذابت كذوبان الثلج في الربيع.
عودة الليبراليين إلى الساحة
فجأةً، قرر مرشحو الحزب الليبرالي السابقون، ومنهم الوزيران أنيتا أناند وشون فريزر، أن قضاء وقت أطول مع عائلاتهم أقل إغراءً من البقاء في مناصبهم ضمن حكومة أغلبية محتملة. ويدّعي الليبراليون أن أكثر من 100 مرشح محتمل قد سعوا للانضمام إليهم، وربما يكون ذلك صحيحًا، حيث إن رائحة السلطة والمقاعد المضمونة في العديد من المناطق الحضرية لا تزال مغرية.
تقاطع البرامج الانتخابية بين الليبراليين والمحافظين
لكن مع صعود الليبراليين، عليهم الآن الحفاظ على زخمهم، ويبدو أن أسهل طريقة لذلك هي تبني بعض سياسات المحافظين، خاصة فيما يتعلق بالضرائب. فقد وعد زعيم الليبراليين الجديد، مارك كارني، بإلغاء جزء من ضريبة الكربون، وخفض ضرائب الدخل بنسبة 1% على الشريحة الضريبية الأدنى، وإلغاء ضريبة المبيعات على المنازل الجديدة.
في المقابل، لم يتأخر زعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، في الإعلان عن إلغاء كامل للضرائب الصناعية وضريبة الكربون الاستهلاكية، مع خفض أكبر للضرائب بنسبة 2.25%، إضافةً إلى إلغاء ضريبة المبيعات على المنازل الجديدة. ورغم هذه الاختلافات، قد يبدو للكنديين غير المتابعين للسياسة أن الفارق بين الحزبين أصبح ضئيلًا.
استراتيجية الليبراليين: مخاطبة الناخبين المتوجسين من ترامب
يعتمد الليبراليون على استقطاب الناخبين الوسطيين الذين يخشون سيطرة دونالد ترامب على بلادهم، بالإضافة إلى ناخبي الحزب الديمقراطي الجديد القلقين من حكومة يقودها بواليفير. وقد نجحت هذه الاستراتيجية، إذ انخفضت نسبة أصوات المحافظين، بينما انهارت أصوات الحزب الديمقراطي الجديد إلى 7% فقط.
وهنا تكمن مشكلة المحافظين، فهم بحاجة إلى حزب ديمقراطي جديد قوي لاستقطاب الأصوات من الليبراليين، كما حدث عام 2011، عندما حصل المحافظون على أغلبية برلمانية رغم تحقيق أقل من 40% من الأصوات. والسبب في ذلك هو أن الأصوات المحافظة متركزة في غرب كندا والمناطق الريفية، بينما يتطلب النجاح في أونتاريو وكيبيك عددًا أقل من الأصوات بسبب توزيع المقاعد الانتخابية.
هل أصبح الليبراليون “محافظين مُخففين”؟
يبدو الليبراليون أقرب إلى المحافظين في عدة قضايا، مثل الحديث عن تحويل كندا إلى قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة والتقليدية، وشراء كاسحات جليد للدفاع عن القطب الشمالي. كما ركّز كارني على العدالة بين الأجيال، داعيًا إلى ضمان فرص متساوية للشباب كما كانت متاحة في السابق.
التحدي الحقيقي لبواليفير: صورته كنسخة كندية من ترامب
رغم محاولات المحافظين التركيز على قضايا اقتصادية، إلا أن صورة بواليفير كنسخة كندية من ترامب تُشكل أكبر عقبة أمامه. المحافظون يدعمون مناهضة الوعي، وقطع المساعدات الخارجية، والهجوم على النخب، وإلغاء هيئة الإذاعة الكندية، وهي مواقف قد تحظى بدعم بعض الكنديين، ولكنها تُثير القلق في ظل صعود العداء لأمريكا وسيطرة إيلون ماسك على المشهد السياسي الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، جاءت عناوين الأخبار الأخيرة غير مفيدة للمحافظين، مثل:
تصريح رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، بأن بواليفير سيكون “أكثر توافقًا” مع ترامب.
دعوة رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، أعضاء البرلمان للابتعاد عن الحملات الانتخابية الفيدرالية.
اتهامات بالتدخل الأجنبي في حملة بواليفير القيادية.
المعركة لم تُحسم بعد
رغم البداية المتعثرة، لا يزال أمام المحافظين 33 يومًا لتغيير مسار حملتهم. فهل سيتمكنون من استعادة الزخم، أم أن الليبراليين سيثبتون تفوقهم في السباق الانتخابي؟
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: داليا يوسف
المزيد
1