كشفت دراسة جديدة أجراها معهد فريزر أن متوسط فترة الانتظار بين إحالة من طبيب عام وتلقي العلاج بلغ رقمًا قياسيًا وصل إلى 30 أسبوعًا على المستوى الوطني. وبالمقارنة، أظهرت الدراسة نفسها أن الكنديين انتظروا 27.7 أسبوعًا في المتوسط العام الماضي.
اليوم، ينتظر الكنديون فترات أطول بنسبة 222% مقارنة بمتوسط فترة الانتظار البالغ 9.3 أسابيع المسجل في عام 1993.
تعتمد الدراسة على استطلاع سنوي يجريه معهد فريزر لأكثر من 30 عامًا، حيث يتم استقصاء آراء متخصصين عبر 12 تخصصًا في 10 مقاطعات حول فترات الانتظار التي يواجهها مرضاهم.
وقال ماكينزي موير، أحد المشاركين في إعداد الدراسة، في مقابلة مع موقع “True North”: “نظام الرعاية الصحية في كندا يكافح لتقديم الرعاية في الوقت المناسب”. وأضاف: “التأخيرات الطويلة في الحصول على الرعاية قد تؤدي إلى معاناة متزايدة وممتدة للمرضى، بالإضافة إلى تدهور جودة الحياة”.
وأشار موير إلى أن فترات الانتظار الطويلة للرعاية الطبية قد تؤدي أيضًا إلى فقدان الإنتاجية، وفي أسوأ الحالات، إلى العجز أو الوفاة.
وأظهرت دراسة أخرى لمعهد فريزر في مايو أن فترات الانتظار الطويلة للجراحات والعلاجات الطبية كلفت 1.2 مليون كندي ينتظرون العلاج الضروري طبيًا ما معدله 2871 دولارًا من الوقت الذي كان يمكنهم قضاؤه في العمل.
الدراسة الأخيرة حللت مقياسين: الفترة بين استشارة طبيب عام ومتخصص، والفترة بين استشارة المتخصص وتلقي العلاج، والتي بلغت أيضًا متوسطًا قدره 15 أسبوعًا.
وكشفت الدراسة أن فترة الانتظار بين الإحالة من طبيب عام واستشارة متخصص ارتفعت من 14.6 أسبوعًا في 2023 إلى 15 أسبوعًا في 2024، وهي فترة أطول بأكثر من أربع مرات مقارنة بـ3.7 أسابيع المسجلة في 1993.
أما فترة الانتظار بين استشارة متخصص وتلقي العلاج، فقد زادت من 13.1 أسبوعًا إلى 15 أسبوعًا خلال العام الماضي، وهي أطول بنسبة 167% مقارنة بعام 1993، وبزيادة قدرها 6.3 أسابيع عن متوسط فترة الانتظار البالغة 8.6 أسابيع التي يعتبرها الأطباء “معقولة سريريًا”.
وكانت مقاطعات الأطلسي الأكثر تأثرًا بفترات الانتظار الأطول، وسجلت أغلبها زيادات كبيرة مقارنة بالعام الماضي.
وسجلت جزيرة الأمير إدوارد، التي أظهرت الدراسة أن عدد المشاركين فيها كان منخفضًا، زيادة قدرها 22.2 أسبوعًا في متوسط فترات الانتظار مقارنة بالعام الماضي. وارتفعت من 55.2 أسبوعًا في 2023 إلى 77.4 أسبوعًا في 2024. ويُذكر أن متوسط فترة الانتظار المسجلة في 1993 كان 17.1 أسبوعًا فقط.
أما نوفا سكوشا، فقد سجلت أدنى فترات انتظار بين مقاطعات الأطلسي، لكنها لا تزال أعلى من باقي المقاطعات. وكانت المقاطعة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في إجمالي فترة الانتظار، حيث أبلغ الممارسون في نوفا سكوشا عن متوسط انتظار قدره 39.1 أسبوعًا في 2024، بانخفاض قدره 17.6 أسبوعًا مقارنة بـ56.7 أسبوعًا في 2023.
وسجلت أونتاريو أقصر فترة انتظار إجمالية بلغت 23.6 أسبوعًا في 2024، لكنها زادت بمقدار أسبوعين مقارنة بـ2023، وبفارق كبير عن متوسط فترة الانتظار البالغة 9.1 أسابيع المسجلة في 1993.
كما قارنت الدراسة فترات الانتظار لأنواع مختلفة من الإحالات والتخصصات.
وواجه الكنديون الذين ينتظرون جراحات العظام أطول فترات الانتظار، بمتوسط 57.5 أسبوعًا. بينما بلغ متوسط فترة الانتظار لجراحات الأعصاب 46.2 أسبوعًا عبر المقاطعات. أما أقصر فترات الانتظار، فكانت لعلاجات الأورام الإشعاعية والطبية بمتوسط 4.5 و4.7 أسابيع على التوالي.
أما بالنسبة للخدمات الطبية التي تتطلب تقنيات تشخيصية، فقد اختلفت فترات الانتظار. وأفاد متخصصون بأن متوسط فترة الانتظار للأشعة المقطعية كان 8.1 أسبوعًا، بينما بلغت متوسط فترة الانتظار لفحوصات الرنين المغناطيسي 16.2 أسبوعًا، وانتظر الكنديون 5.2 أسبوعًا في المتوسط لإجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية.
يأتي ذلك بعد استطلاع رأي أجري في نوفمبر، أظهر أن ما يقرب من نصف الكنديين تجنبوا زيارة مقدمي الرعاية الصحية بسبب فترات الانتظار الطويلة.
ورغم أن الدراسة لم تبحث في العوامل المؤدية إلى تسجيل فترات الانتظار القياسية في كندا، قال موير لموقع “True North” إن الحكومات يمكنها اتخاذ إجراءات قصيرة الأجل لمعالجة المشكلة. واقترح أن تستعين الحكومات بالعيادات الخاصة لإجراء العمليات المتخصصة، كما نجحت ساسكاتشوان في تقليل فترات الانتظار.
المصدر:اكسجين كندا نيوز
المحرر:هناء فهمي
المزيد
1