“تعرف على الرئيس الجديد، كما كان الرئيس السابق”، هذه الجملة الخالدة من أغنية لن أُخدع مجددًا لفرقة ذا هو، استُخدمت بطرق مختلفة لأكثر من 50 عامًا. ومع تولي مارك كارني، الزعيم الليبرالي المنتخب حديثًا، منصب رئيس الوزراء خلفًا لجاستن ترودو، يمكننا إعادة استخدام هذه المقولة في النقاش السياسي.
“تعرف على الرئيس الجديد، كما كان الرئيس السابق”، هذه الجملة الخالدة من أغنية لن أُخدع مجددًا لفرقة ذا هو، استُخدمت بطرق مختلفة لأكثر من 50 عامًا. ومع تولي مارك كارني، الزعيم الليبرالي المنتخب حديثًا، منصب رئيس الوزراء خلفًا لجاستن ترودو، يمكننا إعادة استخدام هذه المقولة في النقاش السياسي.
إذا كنت تعتقد أن محافظ بنك إنجلترا وبنك كندا السابق سيكون مختلفًا جذريًا عن سلفه، فأنت تخدع نفسك. صحيح أن كارني أكثر ذكاءً وكفاءةً من ترودو، لكن هذا ليس إنجازًا كبيرًا، فالحد الأدنى للمقارنة لم يكن مرتفعًا أصلاً.
تشابه في السياسات والرؤية
عند النظر إلى أفكارهما السياسية وآرائهما الشخصية، نجد أن كارني وترودو متشابهان بشكل ملحوظ:
النهج اليساري: يؤيدان التدخل الحكومي، ويشكان في الخصخصة والأسواق الحرة.
إعادة توزيع الثروة: كلاهما يرى أن التفاوت في الدخل مشكلة يجب معالجتها.
التركيز على البيئة: يدعمان سياسات بيئية صارمة، بما في ذلك الحياد الكربوني.
الصوابية السياسية: يؤيدان أيديولوجيات “اليقظة” والتضامن الاجتماعي.
السياسات البيئية.. استمرار النهج نفسه
كارني معروف بدعمه الشديد لسياسات المناخ. في عام 2021، صرّح بأن “تغير المناخ تهديد وجودي، وهناك إلحاح متزايد بشأنه”. كما شغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل المناخي، وترأس مؤتمر الأطراف COP26، وأسس تحالفًا ماليًا لتحقيق الحياد الكربوني.
ترودو أيضًا جعل البيئة أولوية رئيسية، حيث أنفق أكثر من 100 مليار دولار على سياسات تغير المناخ، وركز على تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.
الاقتصاد وإعادة توزيع الثروة
كارني يرى أن العولمة أدت إلى “انخفاض الأجور وانعدام الاستقرار الوظيفي”، ودعا إلى إعادة توزيع الثروة وكبح جماح الشركات الكبرى. في عام 2011، أيّد احتجاجات “احتلوا وول ستريت”، واصفًا إياها بأنها “بناءة تمامًا”.
أما ترودو، فقد هاجم التفاوت في الثروة منذ 2017، وفرض ضرائب جديدة على أصحاب الدخل المرتفع. كما تعهد في 2020 بتمويل برامج حكومية من خلال فرض ضرائب على “التفاوت الهائل في الثروة”.
ضريبة الكربون.. تغيير في الأسلوب لا في الهدف
رغم أن كارني تعهد بإلغاء ضريبة الكربون التي فرضها ترودو، إلا أنه لم يغير موقفه الفعلي، بل يخطط لاستبدالها بنظام حوافز بيئية. أي أن الفارق هنا ليس في الجوهر، بل فقط في الطريقة.
إنفاق حكومي ضخم.. نفس المسار الاقتصادي
كارني وعد بإلغاء زيادة ترودو على ضريبة أرباح رأس المال، لكنه في الوقت نفسه يدعم الإنفاق الحكومي الضخم، بما في ذلك إدارة عجز في الميزانية، وفرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة، ومضاعفة مشاريع الإسكان.
هل هناك اختلاف جوهري؟
الأدلة واضحة: كارني وترودو يشتركان في نفس التوجهات السياسية والاقتصادية، مع اختلافات طفيفة. الفرق الأساسي هو أن كارني أذكى وأكثر كفاءة، ما قد يجعله أكثر قدرة على تنفيذ سياسات قد تضر بالبيئة السياسية والاقتصادية الكندية. وهذا أمر ينبغي أن يقلق جميع الكنديين.
المصدر: أوكسيجن كندا نيوز
المحرر: رامي بطرس
المزيد
1