في تطور مقلق، تشهد ولاية تكساس تفشيًا لمرض الحصبة في أكثر من 20 مقاطعة، وسط تحذيرات متزايدة من مسؤولي الصحة من أن هذا الانتشار الخطير يرتبط مباشرةً بركود طويل في تمويل برامج التحصين، وتراجع الثقة العامة في اللقاحات.
المرض، الذي أعلنت الولايات المتحدة القضاء عليه رسميًا عام 2000، عاد للظهور مؤخرًا بشكل لافت، حيث تم تسجيل أكثر من 540 حالة في تكساس هذا العام، من بين 700 حالة على مستوى البلاد. وتوفي حتى الآن طفلان من مقاطعة غينز، حيث يُعتقد أن التفشي بدأ داخل مجتمعات “المينونايت” التي تُعرف بترددها تجاه التطعيم ورفضها لتدخل الحكومة.
في تطور مقلق، تشهد ولاية تكساس تفشيًا لمرض الحصبة في أكثر من 20 مقاطعة، وسط تحذيرات متزايدة من مسؤولي الصحة من أن هذا الانتشار الخطير يرتبط مباشرةً بركود طويل في تمويل برامج التحصين، وتراجع الثقة العامة في اللقاحات.
المرض، الذي أعلنت الولايات المتحدة القضاء عليه رسميًا عام 2000، عاد للظهور مؤخرًا بشكل لافت، حيث تم تسجيل أكثر من 540 حالة في تكساس هذا العام، من بين 700 حالة على مستوى البلاد. وتوفي حتى الآن طفلان من مقاطعة غينز، حيث يُعتقد أن التفشي بدأ داخل مجتمعات “المينونايت” التي تُعرف بترددها تجاه التطعيم ورفضها لتدخل الحكومة.
وتقول كاثرين ويلز، مديرة الصحة في مدينة لوبوك: “لم يكن لدينا برنامج تطعيم قوي منذ سنوات… لم نكن نملك الموارد للقيام بحملات توعية أو عمل ميداني فعّال”. وتشير إلى أن ميزانية التطعيم السنوية للمدينة، والبالغة 254 ألف دولار، لم تتغير منذ 15 عامًا رغم زيادة عدد السكان وتكاليف التشغيل، ما أجبرهم على تقليص الطاقم والخدمات بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، فرضت تخفيضات تمويلية فدرالية جديدة، أشرفت عليها وزارة الصحة تحت قيادة روبرت كينيدي الابن، مزيدًا من الضغط على إدارات الصحة المحلية، حيث فقدت تكساس وحدها 125 مليون دولار من تمويل التطعيم في خضم تفشي المرض. هذه التخفيضات، التي أثارت جدلًا واسعًا، جاءت رغم تحذيرات متكررة من مسؤولي الصحة العامة حول أهمية الحفاظ على تمويل برامج التحصين الأساسية.
وقال الدكتور فيليب هوانغ، مدير الصحة في مقاطعة دالاس، إن المقاطعة اضطرت لإلغاء أكثر من 50 عيادة تطعيم، رغم أن بعضها كان مخصصًا لمدارس ذات معدلات تطعيم منخفضة.
وفي حين أن معدلات التطعيم في بعض المقاطعات مثل أندروز ما زالت فوق عتبة الوقاية (95%)، فقد انخفضت بشكل ملحوظ في مناطق أخرى، إذ لم يتلقَّ سوى 82% من أطفال رياض الأطفال في مقاطعة غينز التطعيمات الثلاثية ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، مما يجعلهم عرضة كبيرة للإصابة.
من جهة أخرى، يسود قلق واسع من أن هذا التفشي قد يكون بمثابة إنذار مبكر لأزمة وطنية، حيث تعاني إدارات الصحة في الولايات الأخرى من تخفيضات مشابهة. ففي ولاية واشنطن، تم إلغاء أكثر من 100 عيادة تطعيم، بينما حذرت كونيتيكت من احتمال خسارة 26 مليون دولار إذا استمرت التخفيضات.
ويحذر خبراء الصحة من أن استمرار هذه التوجهات سيؤدي إلى مزيد من حالات الإصابة، خاصةً في المجتمعات الفقيرة أو الريفية التي تعاني من ضعف الوصول إلى الخدمات الطبية، كما أن تفشي الأمراض المعدية لا يعترف بحدود جغرافية أو إدارية.
وقال الدكتور بيتر هوتيز، من مركز تطوير اللقاحات بمستشفى تكساس للأطفال: “يشبه الأمر إعصارًا فوق مياه دافئة… ما دامت هناك نسبة كبيرة من الأطفال غير الملقحين، فإن المرض سيستمر في الانتشار والتفاقم”.
في خضم هذا الواقع، يؤكد مسؤولو الصحة أن الحل لا يكمن فقط في التمويل، بل في التوعية المستمرة، وبناء الثقة العامة باللقاحات، وتوفير الدعم اللازم لإدارات الصحة المحلية لتأدية دورها في حماية المجتمع.
ماري جندي
1