572 حالة مؤكدة ومشتبه بها منذ أكتوبر.. فما الأسباب والتداعيات؟
تشهد مقاطعة أونتاريو تصاعدًا خطيرًا في عدد الإصابات بمرض الحصبة، وسط تحذيرات من تفشيه على نطاق أوسع إذا لم تُتخذ تدابير صارمة للسيطرة عليه. فقد أعلنت هيئة الصحة العامة في أونتاريو مؤخرًا عن تسجيل أكثر من 100 حالة جديدة خلال الأسبوع الماضي وحده، لترتفع الحصيلة الإجمالية للحالات المؤكدة والمشتبه بها إلى 572 حالة منذ بدء التفشي في أكتوبر الماضي. هذا الارتفاع السريع أثار مخاوف كبيرة بين الأطباء والمسؤولين الصحيين، خاصة مع تزايد عدد الأطفال غير الملقحين، مما يجعل المرض أكثر انتشارًا وخطورة.
572 حالة مؤكدة ومشتبه بها منذ أكتوبر.. فما الأسباب والتداعيات؟
تشهد مقاطعة أونتاريو تصاعدًا خطيرًا في عدد الإصابات بمرض الحصبة، وسط تحذيرات من تفشيه على نطاق أوسع إذا لم تُتخذ تدابير صارمة للسيطرة عليه. فقد أعلنت هيئة الصحة العامة في أونتاريو مؤخرًا عن تسجيل أكثر من 100 حالة جديدة خلال الأسبوع الماضي وحده، لترتفع الحصيلة الإجمالية للحالات المؤكدة والمشتبه بها إلى 572 حالة منذ بدء التفشي في أكتوبر الماضي. هذا الارتفاع السريع أثار مخاوف كبيرة بين الأطباء والمسؤولين الصحيين، خاصة مع تزايد عدد الأطفال غير الملقحين، مما يجعل المرض أكثر انتشارًا وخطورة.
ما هي الحصبة؟ وكيف تنتشر بسرعة؟
الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يُصيب الجهاز التنفسي وينتقل عبر الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. يتميز بأعراض حادة تشمل الحمى المرتفعة، والسعال، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، وطفح جلدي مميز يظهر على الجسم بالكامل. ويعد هذا المرض من أخطر الأمراض الفيروسية، نظرًا لمضاعفاته التي قد تؤدي إلى التهاب الرئة، والتهاب الدماغ، وحتى الوفاة في بعض الحالات، خاصة لدى الأطفال والرضّع وكبار السن.
ما يجعل الحصبة أكثر خطورة هو قدرتها العالية على الانتشار، حيث يُقدر أن الشخص المصاب يمكنه نقل العدوى إلى 90% من الأشخاص غير المحصنين الذين يخالطونه. وهذا ما يفسر الزيادة الكبيرة في أعداد الحالات بأونتاريو، إذ أن أي انخفاض في معدلات التطعيم يجعل من السهل على الفيروس الانتشار بسرعة فائقة.
لماذا يرتفع عدد الحالات بهذا الشكل في أونتاريو؟
يعود الارتفاع الحاد في حالات الحصبة في المقاطعة إلى عدة عوامل، أبرزها:
انخفاض معدلات التطعيم:
مع تزايد المشاعر المناهضة للتطعيم في بعض الفئات المجتمعية، أصبحت هناك فجوة في المناعة الجماعية، مما سمح بعودة الحصبة بعد أن كانت شبه مختفية في العقود الماضية.
السفر الدولي:
نظرًا لأن الحصبة لا تزال منتشرة في بعض الدول، فإن المسافرين القادمين إلى كندا أو العائدين منها قد يكونون حاملين للفيروس، مما يساهم في نشره داخل المجتمعات المحلية.
التجمعات الكبيرة:
مع عودة الفعاليات الاجتماعية والمدارس والجامعات للعمل بكامل طاقتها بعد فترة الجائحة، زادت فرص الاحتكاك بين الأشخاص غير المحصنين، مما أدى إلى تفشي المرض بسهولة.
ضعف إجراءات الفحص المبكر:
في بعض الحالات، يتم تشخيص الحصبة متأخرًا، مما يعني أن المصاب قد يكون نقل العدوى بالفعل لعشرات الأشخاص قبل عزله.
ماذا تفعل السلطات للحد من تفشي المرض؟
أمام هذا الوضع المقلق، أطلقت السلطات الصحية في أونتاريو عدة إجراءات لاحتواء تفشي المرض، من بينها:
تكثيف حملات التطعيم، خصوصًا للأطفال في المدارس والمراكز الصحية.
متابعة المخالطين للحالات المصابة، وإخضاعهم للفحوصات الطبية اللازمة.
إجراءات توعوية مكثفة عبر وسائل الإعلام لتشجيع السكان على الحصول على اللقاح.
فرض قيود صحية في بعض المؤسسات لمنع تفشي المرض بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.
هل يمكن أن يتحول هذا التفشي إلى أزمة صحية كبرى؟
يشعر العديد من خبراء الصحة بالقلق من أن استمرار ارتفاع حالات الحصبة قد يؤدي إلى أزمة صحية خطيرة، خاصة إذا لم يتم احتواؤه بسرعة. فمع زيادة عدد المصابين، يمكن أن تواجه المستشفيات ضغطًا إضافيًا، مما قد يؤثر على الخدمات الصحية الأخرى.
كما أن عودة الحصبة بقوة تُعيد إلى الأذهان تساؤلات حول أهمية اللقاحات ودورها في منع انتشار الأمراض المعدية. فبعد عقود من النجاح في القضاء على العديد من الأوبئة بفضل برامج التطعيم، يبدو أن التراخي في الالتزام بالتطعيمات قد يفتح الباب لعودة أمراض كان يُعتقد أنها أصبحت من الماضي.
ما الذي يمكن للأفراد فعله لحماية أنفسهم وعائلاتهم؟
لحماية نفسك وعائلتك من الحصبة، ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية:
التأكد من تلقيح جميع أفراد الأسرة، خصوصًا الأطفال الذين يجب أن يحصلوا على جرعتين من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).
تجنب التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين، والبقاء في المنزل عند الشعور بأعراض الحصبة.
غسل اليدين بشكل متكرر، والحرص على التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة.
مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أعراض الحصبة، خاصة إذا كنت على اتصال بشخص مصاب.
ختامًا.. هل ستنجح أونتاريو في احتواء تفشي الحصبة؟
مع تسجيل 572 حالة حتى الآن، فإن الوضع لا يزال تحت المراقبة، لكن هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات سريعة لمنع المزيد من الإصابات. ومع التزام السكان بالتطعيم واتخاذ الاحتياطات المناسبة، قد تتمكن المقاطعة من السيطرة على تفشي المرض قبل أن يتفاقم أكثر.
وفي ظل استمرار هذه الأزمة، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا التفشي بمثابة جرس إنذار يدفع الجميع لإعادة التفكير في أهمية التطعيم؟ أم أن الأمور ستتفاقم حتى تتحول الحصبة إلى تهديد صحي واسع النطاق؟
المزيد
1