يمثل موسم العطلات في تورنتو تحديًا قاسيًا لطالبي اللجوء والمشردين الذين يواجهون برد الشتاء القارص إلى جانب شعور عميق بالعزلة. العاملون في الملاجئ يعبرون عن حجم الصعوبات التي يعيشها هؤلاء الأشخاص في هذه الفترة التي من المفترض أن تكون مليئة بالدفء والتآلف.
يمثل موسم العطلات في تورنتو تحديًا قاسيًا لطالبي اللجوء والمشردين الذين يواجهون برد الشتاء القارص إلى جانب شعور عميق بالعزلة. العاملون في الملاجئ يعبرون عن حجم الصعوبات التي يعيشها هؤلاء الأشخاص في هذه الفترة التي من المفترض أن تكون مليئة بالدفء والتآلف.
تقول ميخالينا سيدل، مديرة الحالة في منظمة بيت لحم يونايتد:
“سواء كنت وافدًا جديدًا تعيش أول عيد ميلاد لك بعيدًا عن عائلتك، أو كنت مولودًا في كندا وتعاني من انقطاع التواصل مع أسرتك لأي سبب، فإن الشعور بالوحدة خلال هذه الأوقات يصبح قاسيًا. فكرة أنك بعيد عن المنزل تشكل عبئًا نفسيًا كبيرًا.”
وأضافت سيدل:
“الأشخاص الذين يقيمون في الملاجئ هم مثل أي شخص آخر. غالبًا ما يكونون الأكثر ضعفًا. لذلك من المهم أن نتذكر أن نعاملهم بلطف، لأننا لا نعرف ما يمرون به من تحديات.”
العبء العاطفي في موسم العطلات
توضح فالنتينا دياز، مديرة مركز فريد فيكتور بيت لحم لإيواء المشردين، أن موسم العطلات يضاعف الأعباء النفسية التي يعاني منها المشردون طوال العام.
“أن تعيش وحيدًا في الشوارع أو داخل ملاجئ مكتظة يعني أن تواجه الحياة بكل تحدياتها دون شبكة دعم حقيقية. هذا الموسم يجعل هذه العزلة تبدو أكثر وضوحًا وأكثر إيلامًا.”
وأشارت دياز إلى أن طالبي اللجوء يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان الذين يعتمدون على نظام المأوى في تورنتو حاليًا.
في وقت سابق من هذا العام، أفادت المدينة بأن عدد طالبي اللجوء في الملاجئ سيتجاوز 2500 شخص. ومع اقتراب نهاية العام، ارتفع هذا الرقم إلى حوالي 4200 شخص.
جهود الملاجئ رغم التحديات
أكدت دياز أن الملاجئ تعمل بكل طاقتها لاستيعاب العدد المتزايد من اللاجئين، موضحة:
“فتحنا لهم أسرّة جديدة لأنهم وصلوا إلى بلد جديد دون أي موارد أو دعم. حاولنا تقديم المساعدة بأفضل شكل ممكن.”
ولتعزيز الروح الإيجابية، نظمت الملاجئ فعاليات للاحتفال بموسم الأعياد، مثل الحفلات التي تضمنت ألعابًا وموسيقى وطعامًا. وأوضحت دياز:
“نسعى جاهدين لجعل الأجواء مبهجة قدر الإمكان. نحاول أن نبني شعورًا بالمجتمع والتواصل بين المقيمين حتى وإن لم يكن لديهم عائلة.”
قرارات المدينة واتهامات بالعنصرية المنهجية
لكن في ظل الجهود المبذولة من العاملين بالملاجئ، تأتي قرارات المدينة لتضيف تعقيدًا إلى الموقف. فقد أشار تقرير صادر عن أمين المظالم في تورنتو، كوامي أدو، إلى أن قرار المدينة في مايو 2023 بمنع طالبي اللجوء من استخدام أسرّة نظام الملاجئ الأساسي يُعتبر مخالفًا لسياسات المدينة ويصل إلى حد “العنصرية المنهجية”.
كشف التقرير عن رفض بعض طالبي اللجوء دخول الملاجئ رغم وجود أسرّة متاحة. كما قدم أدو توصيات لتحسين العمليات، مثل توضيح كيفية الوصول إلى الخدمات لطالبي اللجوء.
ورغم ذلك، كتب مدير المدينة بول جونسون في رد رسمي أنه يرفض نتائج التقرير ولن يتخذ أي خطوات إضافية لتنفيذ التوصيات.
الرسالة الأعمق: التعاطف هو الأساس
في خضم هذه التحديات، يبقى التعاطف مع من يعانون هو الرسالة الأهم. إذ يبرز موسم العطلات احتياجات المشردين وطالبي اللجوء إلى الدعم الإنساني، سواء كان ذلك من خلال توفير المأوى أو حتى مجرد اللطف والاحترام.
ماري جندي
المزيد
1