مع تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم استيراد بنسبة 25 بالمئة على كندا في غضون أيام، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إنه إذا كان زعيم الحزب المحافظ بيير بواليفير يرغب في الحصول على وظيفته، “فإنه أمام خيار يجب أن يتخذه”.

وأضاف ترودو خلال حديثه في زيارة لشركة لصناعة الصلب في ويندسور، أونتاريو: “إما أن يقف للقتال من أجل جميع الكنديين إلى جانب جميع رؤساء الوزراء والحكومة الفيدرالية التي تقوم بذلك، أو يختار أن يقف مع دانييل سميث، وكيفن أوليري، وفي النهاية، مع دونالد ترامب”، في إشارة إلى زيارة رئيس وزراء ألبرتا إلى مار-أ-لاجو في عطلة نهاية الأسبوع.

جاءت تعليقاته بعد أن اتهم بواليفير
ترودو في وقت سابق من يوم الخميس بتقسيم الكنديين من خلال خطة استجابته للرسوم الجمركية، عندما طُلب منه التعليق على معارضة رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، لذلك.

عقد ترودو اجتماعًا مع جميع قادة المقاطعات والأقاليم الكندية يوم الأربعاء لمناقشة خطة كندا للرد على فرض رسوم ضخمة على السلع الكندية من قبل الإدارة الأمريكية القادمة.

وخرجوا من الاجتماع الذي استمر لساعات، متحدين إلى حد كبير، ولكن ليس بالإجماع، حول الخطة التي تتضمن إبقاء جميع الخيارات على الطاولة، بما في ذلك استهداف قائمة من السلع الأمريكية بفرض رسوم جمركية انتقامية، ووقف صادرات الطاقة، والنظر في طرق لتوزيع إيرادات أي رد كندي على القطاعات المتأثرة.

بينما سعى ترودو وبقية رؤساء الوزراء إلى تعزيز تقديم جبهة موحدة تحت شعار “فريق كندا” في مواجهة التهديد الاقتصادي الضخم من ترامب، كانت سميث هي الوحيدة التي لم توافق على خطة الحكومة الفيدرالية.

رفضت سميث التوقيع على البيان المشترك الذي أصدره جميع رؤساء الوزراء الآخرين، وخرجت من الاجتماع — الذي حضرته بشكل افتراضي من عطلتها — قائلة إنها لا يمكنها دعم نهج يترك فرض الرسوم الجمركية على صادرات الطاقة إلى الولايات المتحدة على الطاولة.

وقالت سميث في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “ألبيرتا ببساطة لن توافق على الرسوم الجمركية على طاقتها أو منتجاتها الأخرى، ولا ندعم فرض حظر على صادرات هذه المنتجات نفسها.

سنتخذ أي إجراءات ضرورية لحماية سبل عيش الألبيرتيين من مثل هذه السياسات الفيدرالية المدمرة.”

ردًا على موقف سميث، قال ترودو إنه لا يلومها على دفاعها عن مقاطعتها، لكنه أشار إلى أن جميع رؤساء الوزراء الآخرين “اختاروا أن يضعوا كندا في المقام الأول”.

وأضاف ترودو: “ما يحدث لأي جزء منا يحدث لجميعنا، وسنكون هناك للرد بقوة، للقتال من أجل كندا، ولنفعل ذلك بطريقة موحدة تضمن العدالة عبر جميع الصناعات وفي جميع المناطق”.

وأكمل قائلاً: “سنواصل شرح ذلك للأمريكيين، أن فرض الرسوم الجمركية على السلع القادمة من كندا يعني ببساطة رفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين لا أحد يريد ذلك. ولكن إذا تحركت الإدارة القادمة قدماً مع هذه الرسوم الجمركية غير العادلة، فسترد كندا”.

بواليفير يتجنب الرد على خطة استجابة الرسوم الجمركية لترامب
عند سؤاله مرارًا خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس عن موقف سميث وما إذا كان مستعدًا لتقييد صادرات الطاقة، لم يوضح بيير بواليفير ما إذا كان يدعم هذا النهج.

بدلاً من ذلك، اتهم زعيم الحزب المحافظ الفيدرالي الليبراليين بـ”محاولة تقسيم المقاطعات ضد بعضها البعض، والكنديين ضد الكنديين، في لحظتنا الأكثر ضعفًا.”

وقال بواليفير إنه يعتقد أن أول شيء يجب على ترامب القيام به عندما يعود إلى المكتب البيضاوي هو “إرسال باقة كبيرة من الزهور إلى الحكومة الليبرالية في أوتاوا.”

وقال بواليفير إن ذلك يعود إلى أنهم “أجبروا” الكنديين على بيع “معظم” طاقتنا للولايات المتحدة “بأسعار مخفضة”، مما منح الأمريكيين “نفوذًا هائلًا.”

وأضاف بواليفير: “سيكون من الجميل لو كان لدينا خطوط أنابيب ومحطات تصدير يمكنها نقل طاقتنا إلى آسيا وأوروبا دون المرور عبر الولايات المتحدة نهجي سيكون عكس ذلك تمامًا. سأوافق بسرعة على مشاريع الطاقة لإرسال طاقتنا إلى باقي العالم دون الاعتماد على الأمريكيين.”

في حديثه بعد تعليقات بويليفر، أشار ترودو إلى شراء الحكومة الفيدرالية لتوسيع خط أنابيب ترانس ماونتن كمثال على وقوف دافعي الضرائب الكنديين إلى جانب ألبرتا.

قبل تعليقات بواليفير وترودو العامة، أصدرت مرشحة القيادة المحتملة للحزب الليبرالي كريستيا فريلاند تحديًا مشابهًا لبويليفر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، تسأله إذا كان “سيقف مع كندا، أم سيقف مع دانييل سميث؟”

ترودو ينشئ مجلسًا للعلاقات الكندية الأمريكية
يوم الخميس، أعلن ترودو عن إطلاق مجلس جديد للعلاقات الكندية الأمريكية، يضم 18 شخصية بارزة.

المصدر:اوكسجين كندا نيوز
المحرر :داليا يوسف

1