في اتصال هاتفي جرى يوم الثلاثاء، هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الكندي المنتخب، مارك كارني، على فوزه في الانتخابات الفيدرالية، وذلك وفقًا لما أعلنه مكتب رئيس الوزراء الكندي. وجاءت هذه المكالمة بمثابة أول تواصل مباشر بين الزعيمين منذ إعلان النتائج، حيث عبّر ترامب عن رغبته في لقاء كارني وجهًا لوجه في المستقبل القريب، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على علاقة تعاونية بين كندا والولايات المتحدة، كدولتين مستقلتين ذات سيادة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي لم يعلن حتى الآن اعترافه العلني بنتائج الانتخابات التي جرت يوم الإثنين، والتي تشير التوقعات – بحسب شبكة “جلوبال نيوز” – إلى أن حزب كارني الليبرالي سيشكل حكومة أقلية للمرة الرابعة على التوالي، فإن هذه المكالمة الهاتفية تشير إلى بداية حذرة لعلاقة جديدة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الكندية تحت قيادة كارني. الانتخابات الأخيرة، التي طغت عليها نبرة ترامب العدائية تجاه الاقتصاد الكندي وسيادته، جعلت من مسألة العلاقة الثنائية نقطة محورية في الحملة الانتخابية.
في اتصال هاتفي جرى يوم الثلاثاء، هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الكندي المنتخب، مارك كارني، على فوزه في الانتخابات الفيدرالية، وذلك وفقًا لما أعلنه مكتب رئيس الوزراء الكندي. وجاءت هذه المكالمة بمثابة أول تواصل مباشر بين الزعيمين منذ إعلان النتائج، حيث عبّر ترامب عن رغبته في لقاء كارني وجهًا لوجه في المستقبل القريب، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على علاقة تعاونية بين كندا والولايات المتحدة، كدولتين مستقلتين ذات سيادة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي لم يعلن حتى الآن اعترافه العلني بنتائج الانتخابات التي جرت يوم الإثنين، والتي تشير التوقعات – بحسب شبكة “جلوبال نيوز” – إلى أن حزب كارني الليبرالي سيشكل حكومة أقلية للمرة الرابعة على التوالي، فإن هذه المكالمة الهاتفية تشير إلى بداية حذرة لعلاقة جديدة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الكندية تحت قيادة كارني. الانتخابات الأخيرة، التي طغت عليها نبرة ترامب العدائية تجاه الاقتصاد الكندي وسيادته، جعلت من مسألة العلاقة الثنائية نقطة محورية في الحملة الانتخابية.
وأشار بيان صادر عن مكتب كارني إلى أن “الرئيس ترامب هنأ رئيس الوزراء كارني على انتخابه الأخير”، مضيفًا أن الزعيمين اتفقا على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين بما يخدم مصالح شعبيهما، واتفقا كذلك على عقد اجتماع شخصي قريب.
حتى الآن، لم يصدر البيت الأبيض أو ترامب نفسه أي بيان رسمي يلخص مضمون هذه المكالمة، وهو ما يترك هامشًا واسعًا للتكهنات حول نوايا الإدارة الأمريكية المقبلة تجاه الحكومة الكندية الجديدة.
وفي وقت سابق من نفس اليوم، قدمت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أول تهنئة علنية من جانب إدارة ترامب لكارني، في بيان قرأته على الصحفيين الذين طالبوا بتوضيح رسمي لموقف واشنطن من نتائج الانتخابات الكندية.
وقالت بروس: “لا تزال العلاقات الأمريكية الكندية من بين الأوسع والأهم في العالم. ونتطلع إلى العمل مع حكومة رئيس الوزراء كارني، خاصة في ملفات محورية مثل التجارة العادلة، مكافحة الهجرة غير الشرعية، وقف تدفق الفنتانيل والمخدرات القاتلة، ومجابهة النفوذ المتصاعد للحزب الشيوعي الصيني في نصف الكرة الغربي”.
لكن في المقابل، اختار ترامب التركيز إعلاميًا على مناسبة أخرى: مرور 100 يوم على بداية ولايته الرئاسية الثانية. وخلال توجهه إلى ميشيغان لحضور تجمع جماهيري بمناسبة هذا الإنجاز، تجاهل ترامب سؤالًا وجهه إليه أحد الصحفيين حول الانتخابات الكندية، مما يعكس درجة التوتر والفتور التي لا تزال تظلل العلاقات الثنائية.
لاحقًا، وخلال إحاطة إعلامية غير رسمية خصصت لما أُطلق عليه “الإعلام الجديد”، وجه أحد الحاضرين سؤالًا إلى السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن ما إذا كانت دعوة ترامب المتكررة لجعل كندا “الولاية الأمريكية رقم 51” مجرد نكتة سياسية أم تعبير عن نية حقيقية.
جاء رد ليفيت ساخرًا بدوره: “إن كشف ترامب للحقائق يصب في مصلحة الكنديين بلا شك”. وقد أثار ردها ضحك الحاضرين، الذين كانوا جميعًا من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدين لترامب.
الجدير بالذكر أن ترامب قد كرر هذه الدعوة الجريئة، بتحويل كندا إلى ولاية أمريكية، صباح يوم الانتخابات، كما أعاد التأكيد عليها في مقابلة مع مجلة تايم الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن هذه التصريحات لم تكن بارزة خلال الحملة الانتخابية الكندية، فإنها عادت لتتصدر العناوين مع اقتراب موعد التصويت.
من جانبه، دافع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن هذه التصريحات المثيرة للجدل، خلال مقابلة مع برنامج Meet the Press على قناة NBC، حيث أقر بأن إدارة ترامب لم تتخذ أي خطوات رسمية نحو ضم كندا، لكنه أوضح أن تصريحات الرئيس تعكس إحباطًا حقيقيًا من السياسات التجارية الكندية.
وقال روبيو: “ستُجرى انتخابات هذا الأسبوع في كندا، وسيكون لديهم قائد جديد، وسنتعامل مع هذه القيادة. هناك قضايا كثيرة سنتعاون فيها، لكننا نشعر بخيبة أمل حقيقية من طريقة تعاملهم معنا في الملف التجاري”.
وأضاف: “الرئيس عبّر مرارًا عن اعتقاده أن كندا ستكون في وضع أفضل إذا أصبحت ولاية أمريكية، وهو قال ذلك بناءً على حديث خاص مع رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، الذي أخبره – بحسب ترامب – أن كندا لا يمكنها النجاة اقتصاديًا دون تقديم تنازلات تجارية للولايات المتحدة”. ولم يعلّق ترودو على هذا الادعاء، ولم يتم التحقق منه حتى الآن.
وقد جعل الحزب الليبرالي، بقيادة كارني، من التهديدات التي تمثلها إدارة ترامب على كندا محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية. ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شركة إيبسوس خلال الحملة، رأى أغلب الناخبين أن كارني وحزبه هم الأكثر قدرة على التعامل مع هذه التحديات وحماية المصالح الكندية.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه كارني أمام أنصاره في العاصمة أوتاوا صباح الثلاثاء، أكد على ضرورة التحلي بالحذر والاستعداد للمرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل مفاوضات مرتقبة مع واشنطن حول قضايا حيوية مثل الأمن والتجارة.
قال كارني: “لقد تجاوزنا صدمة الخيانة الأمريكية، لكن لا ينبغي لنا أن ننسى الدروس المستخلصة منها. علينا أن نعتني بأنفسنا أولًا، ولكن الأهم من ذلك أن نعتني ببعضنا البعض”.
وأضاف: “عندما ألتقي الرئيس ترامب، ستكون جلستنا مخصصة لرسم مستقبل العلاقة الاقتصادية والأمنية بين بلدين مستقلين. وسنكون واضحين تمامًا بأن لدينا بدائل متعددة لبناء الازدهار بعيدًا عن الاعتماد الحصري على الولايات المتحدة”.
ويرى بعض أعضاء الحزب الليبرالي الذين فازوا في الانتخابات أن نبرة التهديد والازدراء التي استخدمها ترامب في الحديث عن كندا كانت أحد العوامل التي عززت من فرص فوزهم.
وقال دومينيك لوبلانك، الذي تولى عدة مناصب وزارية مهمة في حكومتي ترودو وكارني، آخرها وزارة التجارة الدولية، إن خطاب ترامب كان مهينًا للكنديين، وإن الرد عليه تطلّب موقفًا واضحًا من القيادة الليبرالية.
أما ميلاني جولي، التي شغلت منصب وزيرة الخارجية في عهد كل من ترودو وكارني، فقالت إنها سمعت شخصيًا خلال حملتها في دائرة أهونتسيك-كارتييرفيل في مونتريال تخوفات الناخبين من نهج ترامب، وهو ما جعلهم يطالبون بتفويض قوي لحكومة قادرة على مواجهة هذا التحدي.
قالت جولي: “أنا على قناعة بأننا نحتاج إلى تفويض قوي. هذه مسألة حيوية، لأن ترامب لا يحترم إلا من يمتلك القوة. ولهذا يجب أن نحرص على أن يكون لدينا رئيس وزراء قادر على فرض احترامه… ونحن نملك هذا الشخص الآن”.
ماري جندي
1