بعد سنوات من الهيمنة على تجارة التجزئة في كندا، يترك خليج هدسون وراءه فراغًا كبيرًا في السوق، ما يثير تساؤلات حول كيفية استغلال هذه المساحات الشاسعة التي طالما كانت من أكثر المواقع التجارية جذبًا للحركة في البلاد. رحيل هذا العملاق في عالم المتاجر يفتح أمام أصحاب العقارات فرصًا كبيرة لإعادة ابتكار مراكز التسوق المحلية بطرق جديدة وغير تقليدية.
بعد سنوات من الهيمنة على تجارة التجزئة في كندا، يترك خليج هدسون وراءه فراغًا كبيرًا في السوق، ما يثير تساؤلات حول كيفية استغلال هذه المساحات الشاسعة التي طالما كانت من أكثر المواقع التجارية جذبًا للحركة في البلاد. رحيل هذا العملاق في عالم المتاجر يفتح أمام أصحاب العقارات فرصًا كبيرة لإعادة ابتكار مراكز التسوق المحلية بطرق جديدة وغير تقليدية.
فرص جديدة لإعادة الابتكار
يتفق معظم خبراء العقارات والتجزئة على أن إغلاق أغلب متاجر “خليج هدسون” يعد بمثابة فرصة ذهبية لتحويل هذه المساحات الضخمة إلى وجهات جديدة ومتنوعة، تستجيب لاحتياجات السوق المتغيرة. كيت كامينزولي، نائبة رئيس التجزئة في شركة “سي بي آر إي” العقارية، ترى أن هذه فرصة نادرة “لإعادة اختراع مراكز التسوق”. تقول كامينزولي: “قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن هذه المساحات الواسعة التي كانت محجوزة منذ فترة طويلة، ستكون متاحة الآن لإعادة تأهيلها بما يتناسب مع متطلبات السوق الجديدة”.
يعد هذا التغيير خطوة مفصلية في صناعة العقارات التجارية في كندا، حيث من المتوقع أن تُستغل هذه الفراغات لتحويل المراكز التجارية إلى وجهات متعددة الأغراض، قد تشمل الشقق، مراكز طبية، أو حتى ملاعب للبيكلبول.
مواقع شاسعة وموقع استراتيجي
تتراوح مساحات المتاجر المغلقة بين 120,000 قدم مربع وحتى 675,700 قدم مربع، كما هو الحال في متجر “خليج هدسون” في شارع يونغ في تورنتو. هذه المساحات الهائلة تقع في أكثر المناطق ازدحامًا في البلاد، ما يجعلها مثالية لإعادة استخدامها بطرق مبتكرة. توضح كامينزولي أن هذه هي آخر المساحات الكبيرة المتاحة في السوق الكندية، وبالتالي فإن مالكي العقارات أمامهم فرصة لا تُعوَّض لتطوير مراكز تسوق جديدة تتماشى مع احتياجات العصر.
الانتقال إلى نماذج جديدة: من المتاجر إلى التجارب
رغم أن هذه الفرص مغرية، إلا أن تحويل هذه المساحات إلى وجهات جديدة يتطلب تفكيرًا خارج الصندوق. تتخيل كيت بلاك، مؤلفة كتاب “بيج مول” والمقيمة في فانكوفر، أن من بين الاحتمالات المثيرة التي قد تظهر في هذه المواقع هي إضافة ملاعب للبيكلبول أو مراكز طبية حديثة. في الوقت نفسه، تتصور كيت كامينزولي أن النشاطات الترفيهية مثل غرف الهروب أو محاكاة القيادة قد تصبح جزءًا من هذه التحولات.
قد يختلف المدى الزمني اللازم لتنفيذ هذه التغييرات، حيث يقول توران إيجيرت، الشريك الإداري في شركة “Urban Reform Realty”، إن العملية قد تستغرق سنوات عدة، نظرًا لأن المالكين قد يواجهون تحديات تتعلق بالعقود القديمة لشركة “خليج هدسون”، والتي تضع شروطًا قد لا تسمح بسهولة بإعادة تأجير هذه المساحات.
التحديات والتحولات في السوق العقاري
إحدى التحديات الكبرى التي تواجهها مراكز التسوق المحلية تكمن في تكييف هذه المساحات الكبيرة مع التوجهات الجديدة للسوق. تقول لانيتا لايتون، مستشارة في قطاع التجزئة الفاخر، إن “حجم هذه المتاجر هائل جدًا، وفي العصر الحالي، الناس لا يبحثون عن مساحات بهذا الحجم”، ما يشير إلى ضرورة تقسيم هذه المساحات لاستخدامات متعددة، كما حدث في مركز إيتون في تورنتو، حيث كانت المساحات التي كانت تشغلها متاجر نوردستروم قد تم تحويلها إلى مساحات متاجر أخرى متعددة.
إعادة تقسيم المساحات: التحديات والفرص
في بعض الحالات، قد يتعين على أصحاب العقارات إعادة تقسيم المساحات التي كانت تشغلها متاجر “خليج هدسون” لتناسب طلبات المستأجرين الجدد. تتوقع كامينزولي أن يكون هناك اهتمام كبير من الشركات التي تبحث عن المساحات المتوسطة الحجم، مثل العلامات التجارية التقليدية في قطاع البيع بالتجزئة أو مشغلي قاعات الطعام والترفيه.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن بعض مراكز التسوق، خصوصًا في المدن الصغيرة، قد تجد صعوبة في التكيف مع هذه التحولات. كما تقول كيت بلاك: “عندما يغادر متجر رئيسي مثل “خليج هدسون”، فإن ذلك قد يفتح الطريق أمام تحديات كبيرة لبقية المركز التجاري”، مشيرة إلى أن الأثر قد يمتد ليشمل حتى ساحة الطعام.
النظرة المستقبلية: فترة من التحولات الكبيرة
على الرغم من التحديات التي قد تواجهها مراكز التسوق في إعادة الابتكار، يعتقد العديد من الخبراء أن هذه التحولات ستؤدي في النهاية إلى تحسين الأداء التجاري بشكل كبير. يقول كامينزولي: “بدلاً من أن تكون هذه المساحات عبئًا، يمكن أن تكون فرصة رائعة لإعادة تعريف تجربة التسوق والترفيه في كندا”.
ماري جندي
المزيد
1