في ظل تزايد هجمات الذئاب في وسط مدينة تورنتو، تزايدت مطالبات سكان منطقة قرية ليبرتي وفورت يورك من السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات حاسمة لضمان سلامتهم وسلامة حيواناتهم الأليفة. هذه المطالب جاءت بعد مقتل اثنين من الحيوانات الأليفة في حادثين منفصلين على يد ذئاب في مناطق حضرية مأهولة بالسكان.
في ظل تزايد هجمات الذئاب في وسط مدينة تورنتو، تزايدت مطالبات سكان منطقة قرية ليبرتي وفورت يورك من السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات حاسمة لضمان سلامتهم وسلامة حيواناتهم الأليفة. هذه المطالب جاءت بعد مقتل اثنين من الحيوانات الأليفة في حادثين منفصلين على يد ذئاب في مناطق حضرية مأهولة بالسكان.
الهجوم على كلب شيواوا “تشيكو”
في يوم الجمعة 24 يناير، وقع هجوم مروع في منطقة دان ليكي واي وهاوسي ستريت عندما اقتحم ذئب هائج على كلب شيواوا يبلغ من العمر أربع سنوات. صاحبته، التي فضلت أن تظل مجهولة الاسم واكتفت بالتعريف عن نفسها باسم “نادية”، قالت إن الذئب قفز فجأة من بين الأدغال ليخطف الكلب من سترته، مما دفعها إلى الركض وراءه وهي ممسكة بحبل الكلب. في مشهد مرعب، سحب الذئب الكلب بعنف، مما دفع نادية إلى السقوط على الأرض قبل أن تتمكن من اللحاق بالذئب ومطاردته عبر الشوارع المزدحمة. وعندما انتهت المطاردة، اكتشفت أن تشيكو قد تم العثور عليه ميتًا تحت جسر شارع باثورست بعد ساعات من البحث المضني.
تجربة مشابهة لروبي كونر
في نوفمبر من العام الماضي، شهدت روبي كونر، إحدى سكان قرية ليبرتي، هجومًا مماثلًا على كلبها في نفس المنطقة. وفيما كانت تمشي مع كلبها في أحد المساحات الخضراء القريبة، تعرضت للهجوم من قبل ذئبين هاجما كلبها، مما دفعها للدفاع عنه بشراسة. ومع أنها نجحت في إبعاد الذئبين لحظيًا، إلا أن الهجوم خلف إصابات خطيرة لكلبها “أمبر”، الذي توفي بعد أسبوعين بسبب تسمم الدم الناجم عن البكتيريا التي يحملها الذئب. “أمبر كانت أفضل صديقاتي. لقد كانت بمثابة طفلة بالنسبة لي، ولا يمكنني وصف مدى حزني”، قالت كونر، التي تأثرت بشكل كبير بهذه التجربة المؤلمة.
تزايد الهجمات والقلق المتصاعد
هذه الحوادث لم تكن الوحيدة. العديد من السكان الذين شاركوا في اجتماع عقده سكان قرية ليبرتي لمناقشة الوضع أكدوا أنهم تعرضوا أو كانوا شهودًا على هجمات مماثلة في أوقات مختلفة من اليوم. على الرغم من اتباعهم للإرشادات الرسمية التي توصي بضرورة التزام كلبهم بالحبل أثناء المشي في الأماكن المزدحمة، فقد أكدوا أن الذئاب لا تميز بين الأوقات أو الأماكن، وأنهم باتوا يشعرون بأنهم ملاحَقون.
الذئاب “عدوانية” وتحتاج إلى حلول فورية
تجمع نحو 30 من سكان قرية ليبرتي في يوم الجمعة للمطالبة بتدخل حاسم من السلطات، مؤكدين أن النصائح التي تقدمها خدمات الحيوانات في تورنتو لم تعد فعالة في مواجهة هذا التهديد المتزايد. “إن الذئاب أصبحت أكثر عدوانية، وهذا يرجع إلى فقدانها لموائلها الطبيعية ومصادر غذائها. لا يمكننا الاعتماد على النصائح القديمة”، قال أحد السكان.
الضغط من أجل حلول إنسانية ولكن فعالة
في اجتماع ضم العديد من أعضاء البرلمان المحليين، بما في ذلك كريس جلوفر، عضو البرلمان عن منطقة سبادينا فورت يورك، تم التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر حسمًا. وبينما أكد جلوفر أن السياسة الحالية تمنع نقل الذئاب إلى مسافات أبعد من كيلومتر واحد، أشار إلى أن الاستثناءات قد تكون ممكنة في هذه الحالة الخاصة، خاصة وأن وجود الذئاب في المناطق الحضرية يشكل تهديدًا حقيقيًا للبشر والحيوانات الأليفة على حد سواء.
أين الحل؟
في ظل هذه التحديات، يطالب السكان بأن يتم نقل الذئاب إلى أماكن بعيدة عن مناطق السكان، مؤكدين أن وسط المدينة ليس مكانًا مناسبًا لهذه الحيوانات البرية. “هذه ليست بيئتها. هناك العديد من الأماكن حيث يمكن للذئاب أن تعيش بسلام بعيدًا عن الناس”، قالت جينيا إلكيند، إحدى السكان. وقد تم اقتراح زيادة الدوريات وتكثيف الإجراءات الأمنية لمراقبة المناطق المتضررة من الهجمات.
الخطوات المستقبلية والمخاوف المستمرة
في المستقبل القريب، يدرس مسؤولو المدينة خطة طوارئ جديدة لمواجهة هذه الأزمة. وبحسب تصريحات أوسما مالك، مستشارة سبادينا فورت يورك، فإن الخطة ستشمل اتخاذ تدابير إضافية لضمان سلامة السكان، بما في ذلك زيادة الدوريات واستخدام التكنولوجيا المتاحة لتحديد مواقع الذئاب.
في هذه الأثناء، يبقى القلق والخوف هو السائد بين السكان، الذين يشعرون بأن حياتهم وحياة حيواناتهم الأليفة مهددة بشكل مستمر. “أشعر بالخوف الشديد عندما أخرج مع كلبي الآن”، قالت إليز هوفر، إحدى السكان.
والخلاصة فبينما ينتظر سكان تورنتو حلاً لهذه المشكلة المتزايدة، فإنهم يطالبون بأن تتخذ السلطات خطوات حاسمة للحد من خطر الذئاب التي تهاجمهم وتؤثر على حياتهم اليومية.
ماري جندي
المزيد
1