مع اقتراب موعد إغلاق باب تقديم الإقرارات الضريبية في كندا، لا يزال عدد كبير من الكنديين يؤجلون هذه المهمة إلى اللحظات الأخيرة. وبينما يبدو للبعض أن “لا بأس في التأخير طالما أن هناك وقتًا”، إلا أن هذا العام تحديدًا يحمل معه ظروفًا استثنائية قد تجعل من هذا التأخير مخاطرة حقيقية.
مع اقتراب موعد إغلاق باب تقديم الإقرارات الضريبية في كندا، لا يزال عدد كبير من الكنديين يؤجلون هذه المهمة إلى اللحظات الأخيرة. وبينما يبدو للبعض أن “لا بأس في التأخير طالما أن هناك وقتًا”، إلا أن هذا العام تحديدًا يحمل معه ظروفًا استثنائية قد تجعل من هذا التأخير مخاطرة حقيقية.
ما هو الموعد النهائي لتقديم وسداد الضرائب لعام 2025؟
لأغلب المواطنين الكنديين، الموعد النهائي لتقديم الإقرار الضريبي لهذا العام هو نهاية يوم 30 أبريل، ويتوجب عليهم أيضًا سداد أي مبالغ ضريبية مستحقة في هذا التاريخ.
أما العاملون لحسابهم الخاص – سواء كانوا أفرادًا أو شركاء في علاقة قانونية – فلديهم مهلة أطول لتقديم الإقرار نفسه تمتد حتى 15 يونيو، لكن المفاجأة أن هذا الامتداد لا يشمل الدفع؛ إذ يجب عليهم أيضًا دفع الضرائب المستحقة بحلول 30 أبريل على أبعد تقدير، وإلا ستُحتسب عليهم فوائد تأخير.
لماذا يُعتبر تقديم الإقرار الضريبي في الوقت المحدد أمرًا حاسمًا؟
يوضح “دانييل توما”، وهو محاسب قانوني محترف وصاحب برنامج “GoFile”، أن الالتزام بالموعد ليس مجرد التزام شكلي، بل إن التأخير في تقديم الإقرار الضريبي قد يترتب عليه غرامات مالية ضخمة، بالإضافة إلى فوائد تُحتسب يوميًا وفقًا لنسبة تحددها وكالة الإيرادات الكندية (CRA).
ويُضيف:
“ما لا يدركه كثيرون هو أن العقوبات لا تقتصر على تأخير الدفع فقط، بل يشمل الأمر أيضًا مجرد تأخر في تقديم الإقرار نفسه، حتى لو لم تكن مدينًا بأي مبلغ.”
مخاطر الانتظار حتى اللحظة الأخيرة: أكثر من مجرد ضغط زمني
هذا العام، أدخلت وكالة الإيرادات الكندية تحديثات كبيرة على أنظمتها الإلكترونية لتحسين تجربة المستخدم ومعالجة المستندات الرقمية بسرعة وكفاءة. لكن، وكما هو الحال مع أي نظام جديد، ظهرت مشكلات تقنية غير متوقعة في النظام.
هذه الأخطاء قد تتسبب في تعطيل تحميل المستندات أو في تأخير معالجة الملفات، وهو ما يجعل الانتظار حتى اللحظة الأخيرة رهانًا خطيرًا. فإذا واجهت عطلاً تقنيًا في اللحظة الأخيرة، فلن تعفيك الوكالة من العقوبة أو الفائدة.
ويشرح توما هذا بوضوح:
“CRA تتوقع منك أن تكون قادرًا على الوصول إلى جميع الإيصالات والمستندات بشكل مستقل، حتى في حال حدوث خلل في حسابك الإلكتروني لدى الوكالة. هذا يعني أنك ستُعتبر مسؤولًا حتى لو كان الخلل من طرفهم.”
ما الذي يمكن أن يحدث إن واجهت مشكلة في تحميل مستنداتك؟
إذا لم تتمكن من تحميل مستنداتك إلكترونيًا لأي سبب – فني أو غيره – فقد يُطلب منك إدخال البيانات يدويًا. وهذا يتطلب وقتًا وجهدًا، ولا يُنصح به عندما تكون تحت ضغط الوقت.
يضيف توما:
“الوكالة تطلب منك بذل أقصى جهدك لتضمين جميع المعلومات في الإقرار حتى لو اضطررت لإدخالها يدويًا واحدة تلو الأخرى، وهذه عملية مرهقة تحت ضغط الساعة.”
الاستعداد المبكر يمنحك وقتًا للتعامل مع المفاجآت
من واقع التجربة، يشير توما إلى أن بعض الوثائق الإلكترونية قد تظهر فجأة قبل الموعد النهائي بأيام قليلة.
يقول:
“فريقي أنهى إعداد الإقرار الضريبي لأحد العملاء يوم أمس، وبعدها بيوم ظهرت مستندات إضافية لم تكن متوفرة من قبل.”
“تخيل لو كنا قد قدمنا الإقرار أمس؟ كان ذلك سيعني وجود نقص في البيانات دون علمنا.”
وبالتالي، فإن تقديم الإقرار في وقت مبكر يمنحك مساحة زمنية لمراجعة أي تغييرات أو مفاجآت تظهر في اللحظة الأخيرة، دون أن تتعرض لضغوط أو تُجبر على تقديم إقرار غير مكتمل.
هل يمكن اتخاذ خطوات احترازية إذا لم تتوفر جميع المستندات؟
نعم، في حال لم تكن متأكدًا من حصولك على جميع المستندات – خاصة إذا كنت تظن أن هناك دخلًا إضافيًا لم يُدرج بعد – يمكنك إرسال دفعة زائدة بشكل طوعي إلى CRA كنوع من التأمين.
هذه المبالغ يمكن أن تُعاد إليك لاحقًا إذا تبين أنك قد دفعت أكثر من اللازم، لكنها في الوقت نفسه تحميك من الوقوع تحت طائلة العقوبات في حال ظهور دخل إضافي في اللحظة الأخيرة.
وهناك جانب إيجابي أيضًا: استرداد الأموال
الكثير من الكنديين، خاصةً فئة الشباب، ينتظرون تقديم الضرائب لأنهم يعلمون أنهم مؤهلون لاسترداد جزء من أموالهم.
وفقًا للاستطلاعات الأخيرة، فإن العديد من الشباب يخططون لاستخدام هذه الأموال المستردة في الاستثمار أو سداد ديونهم أو تغطية نفقات أساسية. وبذلك، فإن تأخير تقديم الإقرار لا يعرّضهم فقط للغرامات، بل يؤخر أيضًا فرصة الحصول على أموال يمكن أن تكون مفيدة جدًا في وقت حساس.
خلاصة القول
أكثر من نصف الكنديين الذين يقدمون ضرائبهم يحصلون على استرداد مالي، كما يؤكد توما.
ويختم بقوله:
“تقديم الضرائب ليس مجرد واجب قانوني؛ إنه في مصلحتك المالية. إذا التزمت بالمواعيد، لا تتجنب الغرامات فقط، بل قد تسترجع مالًا يعود إليك ويخدمك في حياتك اليومية.”
لذا، إن كنت لا تزال تؤجل هذه الخطوة، فقد حان الوقت لتعيد التفكير – لأن الدقيقة الأخيرة قد تكون مكلفة جدًا هذا العام.
ماري جندي
المزيد
1