في ظل تزايد عمليات الاحتيال المصرفي وارتفاع مستوى تعقيدها، كشفت دراسة حديثة أن غالبية سكان مقاطعة كيبيك كانوا ضحايا لمحاولات احتيالية تستهدف معلوماتهم المالية. حيث أظهر استطلاع رأي أجراه بنك RBC ونُشر يوم الاثنين أن ثلاثة من بين كل خمسة أشخاص في كيبيك قد تعرضوا لمحاولة احتيال شخصية، ما يعكس واقعًا مقلقًا بشأن تزايد هذه الجرائم الإلكترونية وتطور أساليبها.
في ظل تزايد عمليات الاحتيال المصرفي وارتفاع مستوى تعقيدها، كشفت دراسة حديثة أن غالبية سكان مقاطعة كيبيك كانوا ضحايا لمحاولات احتيالية تستهدف معلوماتهم المالية. حيث أظهر استطلاع رأي أجراه بنك RBC ونُشر يوم الاثنين أن ثلاثة من بين كل خمسة أشخاص في كيبيك قد تعرضوا لمحاولة احتيال شخصية، ما يعكس واقعًا مقلقًا بشأن تزايد هذه الجرائم الإلكترونية وتطور أساليبها.
تصاعد القلق بين السكان: الاحتيال أصبح أكثر استهدافًا
أوضح الاستطلاع أن السكان يشعرون بأن عمليات الاحتيال لم تعد عشوائية كما في الماضي، بل أصبحت أكثر دقة واستهدافًا، حيث بات المحتالون يستخدمون تقنيات متقدمة وأدوات ذكية لخداع ضحاياهم. ورغم هذا الإدراك، فإن نحو ثلث المشاركين في الاستطلاع أقرّوا بأنهم لا يتمتعون بيقظة كافية عند التعامل مع المعاملات المالية الإلكترونية، ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع ضحية لهذه الجرائم.
وفي هذا السياق، صرّحت فانجا جورازي، نائبة رئيس قسم مكافحة الاحتيال في بنك RBC، قائلة:
“مع تزايد عدد عمليات الاحتيال وتطور أساليبها، لم يكن مستغربًا أن نشهد انخفاضًا في مستوى يقظة سكان كيبيك، حيث أصبح من الصعب على العديد من الأشخاص التمييز بين المراسلات الحقيقية والمزيفة.”
التصيد الاحتيالي في الصدارة: أبرز الأساليب المستخدمة في الاحتيال المصرفي
أظهرت نتائج الاستطلاع أن “التصيد الاحتيالي” يعدّ الوسيلة الأكثر انتشارًا بين المحتالين، حيث ذكر 81% من المشاركين أنهم واجهوا هذا النوع من الاحتيال. وينقسم التصيد الاحتيالي إلى نوعين رئيسيين:
التصيد الاحتيالي العام: ويعتمد على إرسال رسائل بريد إلكتروني أو نصوص خادعة إلى عدد كبير من الأشخاص في محاولة للحصول على بياناتهم المالية.
التصيد الاحتيالي الموجه: وهو أكثر خطورة، إذ يستهدف الضحية بشكل دقيق من خلال رسائل تبدو وكأنها صادرة عن جهة موثوقة، مثل البنك أو شركة معروفة، مما يزيد من احتمالية وقوع الضحية في الفخ.
الضحايا الأكثر استهدافًا: كبار السن في مرمى المحتالين
ووفقًا للاستطلاع، فإن كبار السن يشكلون الفئة الأكثر استهدافًا من قبل المحتالين، حيث أكد 81% من المشاركين أنهم لاحظوا تزايدًا في الهجمات التي تستهدف هذه الفئة، والتي غالبًا ما تكون أقل دراية بالمخاطر الرقمية، مما يجعلها هدفًا سهلاً للمحتالين.
الذكاء الاصطناعي يدخل اللعبة: القفزة الخطيرة في التزييف العميق
واحدة من أكثر النتائج إثارة للقلق في الاستطلاع كانت الارتفاع الملحوظ في عمليات التزييف العميق (Deepfake)، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع صوتية أو فيديوهات تبدو وكأنها صادرة عن أشخاص أو مؤسسات حقيقية. حيث شهدت هذه التقنية ارتفاعًا هائلًا بنسبة 23 نقطة خلال عام واحد فقط، إذ انتقلت نسبة انتشارها من 51% إلى 74%.
هذا التطور يعني أن المحتالين أصبحوا قادرين على تزييف هويات شخصيات معروفة أو حتى أفراد من العائلة لإقناع الضحايا بإرسال الأموال أو مشاركة معلوماتهم البنكية، مما يزيد من صعوبة كشف الاحتيال في كثير من الحالات.
كيف يمكن لسكان كيبيك حماية أنفسهم؟
أمام هذا التهديد المتزايد، أظهرت الدراسة أن معظم سكان كيبيك يدركون الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية صارمة للحفاظ على أمنهم المالي. حيث شددت جورازي على أهمية اليقظة المستمرة ونشر الوعي بين الأصدقاء والعائلة، مضيفة:
“المحتالون على دراية تامة بنقاط الضعف التي قد يقع فيها الناس، ويعملون بذكاء لاستغلالها. ولهذا، حتى أبسط الأخطاء يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتسبب توترًا وضغوطًا نفسية. لذا، من الضروري أن نكون على دراية بالمخاطر، ونبقى حذرين، ونشارك هذه المعلومات مع من حولنا لحمايتهم من الوقوع في الفخ.”
وفي ظل التطور السريع لأساليب الاحتيال، تبقى الحماية مسؤولية جماعية، حيث يعدّ نشر المعرفة حول هذه التهديدات أفضل وسيلة للحد من انتشارها وتقليل تأثيرها على الأفراد والمجتمع.
ماري جندي
المزيد
1