مع تزايد القلق الشعبي من أزمة المعيشة وارتفاع كلفة الحياة، يقدّم زعيم المحافظين بيير بواليفير خطة متماسكة تعتبرها قاعدته “خطة إنقاذ كندا” من السياسات الليبرالية التي يصفها بـ”الفوضوية” و”غير الواقعية”. وفي وقت يحاول فيه الليبراليون بقيادة مارك كارني استعادة زمام المبادرة بوعود متأخرة، يطرح المحافظون رؤية عملية تعالج جذور الأزمات وتضع مصلحة الكنديين أولاً.
مع تزايد القلق الشعبي من أزمة المعيشة وارتفاع كلفة الحياة، يقدّم زعيم المحافظين بيير بواليفير خطة متماسكة تعتبرها قاعدته “خطة إنقاذ كندا” من السياسات الليبرالية التي يصفها بـ”الفوضوية” و”غير الواقعية”. وفي وقت يحاول فيه الليبراليون بقيادة مارك كارني استعادة زمام المبادرة بوعود متأخرة، يطرح المحافظون رؤية عملية تعالج جذور الأزمات وتضع مصلحة الكنديين أولاً.
الضرائب والاقتصاد: تخفيضات حقيقية تعيد المال إلى جيوب المواطنين
يعد بواليفير بخفض ضريبة الدخل من 15% إلى 12.75%، وهو ما يراه خطوة ضرورية في ظل ارتفاع التضخم واستنزاف القوة الشرائية للطبقة المتوسطة. كما يقترح إعفاء أرباح رأس المال من الضرائب في حال أعيد استثمارها داخل البلاد، لتشجيع إعادة توطين الأموال وتحفيز الإنتاج بدلاً من الاستهلاك المُفرِط المدفوع بالديون.
في المقابل، يقترح الليبراليون تخفيضًا طفيفًا في الضريبة إلى 14% فقط، ويواصلون نهج الإنفاق الحكومي المتضخم الذي ساهم في ارتفاع الأسعار والفوائد، وفقًا لما يؤكده بواليفير.
ملف السكن: مواجهة البيروقراطية بدل إغراق السوق بالدعم
في ظل أزمة سكن خانقة، يرى المحافظون أن الحل لا يكمن في المزيد من الإنفاق، بل في مواجهة البيروقراطية المحلية. ولهذا، يتعهد بواليفير بإلغاء ضريبة المبيعات على المنازل حتى 1.3 مليون دولار، وربط التمويل الفيدرالي للبلديات بسرعة إصدار تصاريح البناء. كما يخطط لتحويل المباني الحكومية غير المستغلة إلى وحدات سكنية.
أما الليبراليون، فيقترحون دعمًا محدودًا عبر إلغاء الضرائب على المنازل التي تقل عن مليون دولار، دون التطرق للسبب الحقيقي خلف الأزمة: بطء البناء، وتشجيع المضاربة العقارية.
السياسة الخارجية: بواليفير يدافع عن سيادة كندا في مواجهة الصين ويتضامن مع إسرائيل
يتخذ بواليفير موقفًا حازمًا من الصين، داعيًا إلى تقليص الاعتماد الاقتصادي عليها، ووقف تسلل نفوذها إلى المؤسسات الكندية. كما يقدّم دعمًا لا لبس فيه لإسرائيل، معتبرًا أن كندا يجب أن تظل حليفًا ثابتًا في الدفاع عن الديمقراطية.
في المقابل، يقدّم مارك كارني مواقف مترددة، منتقدًا الحليف الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، ورافضًا وصف الصين بأنها تهديد رئيسي، ما يثير قلق من يرون أن القيادة الليبرالية تتخلى عن ثوابت السياسة الكندية الخارجية.
ضريبة الكربون: المحافظون يعدون بإلغائها بالكامل
في وقت يئن فيه الكنديون تحت عبء فواتير الطاقة، يقدّم المحافظون وعدًا واضحًا: إلغاء كامل لضريبة الكربون التي فرضها الليبراليون. ويؤكد بواليفير أن الكنديين ليسوا بحاجة إلى عقوبات مالية لتغيير سلوكهم، بل إلى سياسات تشجع الابتكار وتوسيع قطاع الطاقة دون تدمير دخل الأسر.
الليبراليون، من جانبهم، يقترحون إلغاء الضريبة فقط عن الوقود للمستهلكين، مع الإبقاء على تسعير الانبعاثات، وهي سياسة يعتبرها المحافظون “غير كافية ومبهمة”.
الهجرة: ربط الأرقام بالواقع وليس بالأمنيات
يؤيد المحافظون الهجرة كجزء من هوية كندا، لكنهم يشددون على ضرورة ربط أعداد الوافدين بقدرة البلاد على استيعابهم من حيث السكن والخدمات. ويعتبر بواليفير أن خطة مارك كارني تفتقر للواقعية وتستند إلى “أفكار طوباوية” مثل مبادرة القرن، التي تسعى إلى مضاعفة عدد سكان كندا دون خطة واضحة.
الأولويات الاجتماعية: إعادة التوازن بين الفيدرالية والمقاطعات
يعارض المحافظون التوسع في برامج الرعاية الفيدرالية مثل التأمين الدوائي ورعاية الأسنان، ويعتبرون أنها تتجاوز صلاحيات المقاطعات. بدلاً من ذلك، يقترح بواليفير إعفاء كبار السن من ضرائب الدخل حتى 34 ألف دولار سنويًا، ويدعو إلى نهج يعتمد على الكفاءة والمسؤولية المالية.
ماري جندي
المزيد
1