في مشهد انتخابي غير مسبوق يشبه حالة الطوارئ الديمقراطية، يخوض زعيم المحافظين الكنديين بيير بواليفير واحدًا من أعقد وأغرب التحديات الانتخابية في تاريخ البلاد، حيث فُرضت عليه مواجهة غير عادلة ضد 90 مرشحًا آخرين في دائرته الانتخابية “كارلتون” في أوتاوا.
العدد الصادم للمرشحين لم يكن صدفة ولا نتاج تنافس سياسي حقيقي، بل نتيجة حملة منظمة أطلقتها مجموعة احتجاجية تُسمى “لجنة أطول اقتراع”، هدفها الوحيد ليس تقديم بدائل سياسية، بل تشتيت الأصوات وضرب التوازن الديمقراطي في أكثر الدوائر حساسية في كندا. الدائرة التي تمثّل القاعدة الانتخابية لبواليفير، الذي بات يُنظر إليه كخطر وجودي على النخبة السياسية التقليدية.
في مشهد انتخابي غير مسبوق يشبه حالة الطوارئ الديمقراطية، يخوض زعيم المحافظين الكنديين بيير بواليفير واحدًا من أعقد وأغرب التحديات الانتخابية في تاريخ البلاد، حيث فُرضت عليه مواجهة غير عادلة ضد 90 مرشحًا آخرين في دائرته الانتخابية “كارلتون” في أوتاوا.
العدد الصادم للمرشحين لم يكن صدفة ولا نتاج تنافس سياسي حقيقي، بل نتيجة حملة منظمة أطلقتها مجموعة احتجاجية تُسمى “لجنة أطول اقتراع”، هدفها الوحيد ليس تقديم بدائل سياسية، بل تشتيت الأصوات وضرب التوازن الديمقراطي في أكثر الدوائر حساسية في كندا. الدائرة التي تمثّل القاعدة الانتخابية لبواليفير، الذي بات يُنظر إليه كخطر وجودي على النخبة السياسية التقليدية.
المجموعة التي تُعارض نظام التصويت الحالي، قررت أن تجعل من كارلتون “مختبرًا لتجربتها”، فقامت بدفع عشرات المرشحين المستقلين للترشح، رغم أنهم لا يملكون أي برنامج سياسي أو قاعدة دعم شعبية حقيقية. الهدف، وبكل وضوح، هو عرقلة فوز بيير بواليفير عبر التضليل، وتأخير عملية التصويت، وزيادة فرص الأخطاء، وحتى التسبب ببطاقات اقتراع باطلة.
لجنة الانتخابات الكندية اعترفت ضمنيًا بفوضى هذا المخطط، عندما أعلنت أن بطاقة الاقتراع في كارلتون ستكون أكبر من المعتاد، وتتضمن عمودين كاملين من الأسماء المرتبة أبجديًا، ما تطلب استخدام صناديق اقتراع جديدة، وقوالب برايل معدّلة، وتدريب خاص لعناصر الاقتراع لضمان طيّ الورقة بطريقة تحافظ على السرية.
ورغم هذه التحديات، لم يتراجع بواليفير. بل على العكس، ما حدث كشف حجم القلق الذي تُسببه رؤيته الإصلاحية داخل أروقة النظام القائم. إذ أنه بينما يواجه هو تسوناميًا مصطنعًا من 90 مرشحًا في دائرته، نجد أن خصمه الليبرالي الأبرز مارك كارني يخوض سباقًا مريحًا ضد أربعة منافسين فقط في نيبيان. وكأن النظام يسعى لتعبيد طريق كارني، وعرقلة طريق بواليفير بكل وسيلة ممكنة.
ورغم كل هذه المعوقات، شهدت الأيام الأخيرة من الاقتراع المبكر إقبالًا شعبيًا قياسيًا، في إشارة إلى أن الكنديين لا يُمكن خداعهم بسهولة، وأن محاولات تمييع العملية الانتخابية قد تأتي بنتائج عكسية. إذ سجّلت لجنة الانتخابات الكندية رقمًا قياسيًا جديدًا بمشاركة 7.3 مليون ناخب مبكر، بزيادة بلغت 25% مقارنة بانتخابات 2021.
في النهاية، ما يحدث في كارلتون ليس مجرد “حدث محلي” عابر. إنه يعكس معركة على روح الديمقراطية في كندا. معركة بين من يريد تغييرًا حقيقيًا بقيادة بواليفير، ومن يسعى لإبقاء اللعبة في يد القلة عبر تحايل انتخابي سافر.
إذا كان وجود 90 مرشحًا ضد مرشح واحد لا يعني شيئًا، فهو يعني أنهم يخشون صوته، ويخشون أن يسمعه الشعب.
ماري جندي
1