قال الكاتب جراهام جرين ذات مرة: “من أجل أن تظل إنسانًا، عليك أن تنحاز إلى أحد الجانبين”.
اختار زعيم حزب المحافظين بيير بواليفير جانبًا – اليهود والدولة اليهودية والديمقراطية الغربية.
على تل البرلمان، أدان بواليفير الإنهيار الجليدي لمعاداة السامية، والتي قال عنها “لم نشهد مثلها من قبل في هذا البلد”. واستشهد زعيم المحافظين بـ “قصف المعابد اليهودية بالقنابل الحارقة، والاحتجاجات البغيضة والإبادة الجماعية، والهتافات أمام الشركات والمنازل والمستشفيات اليهودية”، و- هذا الأسبوع- حرق العلم الكندي، وهتافات “الموت لكندا” التي أطلقتها منظمة صامدون، وهي منظمة غير ربحية مسجلة فيدراليًا يصفها بواليفير بحق بأنها منظمة مؤيدة للإرهاب.
و ذكر بواليفير: “دعونا نوحد شعبنا… دعونا نؤمن حدودنا. دعونا نمنع الإرهابيين من دخول بلادنا”. “دعونا ندافع عن الحق مرة أخرى، ونقف مع حلفائنا ضد الإرهاب، ومن أجل اللياقة. دعونا نعيد إلى الوطن البلد الذي عرفناه وما زلنا نحبه”.
قارن ذلك بضعف عمدة تورنتو أوليفيا تشاو، التي غابت هذا الأسبوع بشكل ملحوظ عن حفل تورنتو لإحياء ذكرى الأحداث الرهيبة التي وقعت في 7 أكتوبر 2023. كان هناك رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد وعشرات السياسيين من جميع المستويات. لكن ليس تشاو.
ولقد أشارت تشاو، وهي عمدة منطقة يعيش فيها نصف يهود كندا البالغ عددهم 400 ألف نسمة، إلى وسائل الإعلام حرفياً بأن الدعوات العديدة التي أرسلت إليها انتهت بطريقة ما إلى مجلد البريد العشوائي الخاص بأحد الأشخاص. وعندما لم تنجح هذه المحاولة لأن أعضاء مجلس تورنتو ذكروها بالحدث شخصياً أيضاً قالت تشاو إنها لم تذهب لأنها كانت متعبة ، ولم تكن وزيرة الخارجية ميلاني جولي أفضل حالاً. ففي يوم الاثنين، طلب بواليفير من جولي مرتين إدانة الهتافات المعادية للسامية والإبادة الجماعية التي نسمعها بانتظام في شوارعنا. ولكنها لم تفعل. ثم اتهمها بواليفير بحق بالاسترضاء لحماس وأمثالها.
ولعل زعيم الحزب الديمقراطي الجديد السابق توماس مولكير قدم تفسيراً لنهج جولي الجبان تجاه إسرائيل، والذي جعل جولي أكثر انتقاداً للدولة اليهودية مقارنة بأعدائها القتلة. في مقال كتبه وصف مولكير سؤال جولي عن مزاعم جنوب أفريقيا التي لا أساس لها من الصحة بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في حربها مع حماس.
ونقل مولكير عن جولي قولها: “توماس، هل رأيت التركيبة السكانية لدائرتي الانتخابية؟”، وهو ما يشير على ما يبدو إلى 22 ألف شخص يعتبرون أنفسهم مسلمين في دائرة جولي الانتخابية في منطقة مونتريال في أهونتسيك-كارتييرفيل. وقال مولكير إن رد فعلها “أذهلني”.
ولكي لا يتفوق عليه أحد، كان جاستن ترودو غير ملتزم بالدعوة التي أطلقها بواليفير ــ وكل جماعة يهودية رئيسية، وقادة متعددون على كافة المستويات ــ لحظر منظمة صامدون لارتباطها بكيانات إرهابية مدرجة في القائمة. ومنظمة صامدون، التي تتخذ من فانكوفر مقراً لها ومنحها حزب ترودو الليبرالي وضعاً غير ربحي، محظورة في ألمانيا وتعتبر جماعة إرهابية في إسرائيل، وقد صنفها البرلمان الهولندي هذا الأسبوع كجماعة إرهابية. وقد اعترفت قياداتها علناً بارتباطها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الإرهابية والنظام الإيراني الخارج عن القانون.
كما روى تيري جلافين من بوست ميديا، فقد أرسلت حكومة ترودو ملف صامدون إلى البيروقراطية، لإجراء مراجعة “عاجلة”. وهو ما يعني، في حديث ترودو، أنه قد يتم اتخاذ قرار في وقت ما قبل نهاية هذا العقد.
هذا الأسبوع، عندما طالبتنا اللياقة بأن نتذكر 1200 رجل وامرأة وطفل رضيع ذبحتهم حماس وغزة ــ و250 إسرائيليا اختطفوا، و100 امرأة وفتاة اغتصبهن الإرهابيون كان لزاما على القادة أن يظهروا لنا الزعامة. وكان لزاما عليهم أن يختاروا الجانبين: ضد الإرهاب ومعاداة السامية، ومن أجل اللياقة والديمقراطية.
المصدر : اوكسجين كندا نيوز
المحرر : رامى بطرس
المزيد
1