في عالم اليوم المتسارع، أصبح من الشائع أن يكون لدى كثير من الناس مصادر دخل إضافية خارج وظائفهم الأساسية. البعض يبدع في بيع أعماله اليدوية على منصات مثل Etsy، وآخرون يفضلون استغلال ساعات الليل في توصيل الطلبات عبر تطبيقات مثل Uber Eats. وقد تكون من الذين يرعون الحيوانات الأليفة نهاية الأسبوع، أو يقدمون دروساً خصوصية للأطفال بعد انتهاء اليوم الدراسي.
ومهما اختلف نوع العمل الجانبي الذي تمارسه، فإن هناك قاسماً مشتركاً واحداً يجمع بين جميع العاملين لحسابهم الخاص أو أصحاب الأعمال الصغيرة: الضرائب. ومع اقتراب موعد تقديم الإقرارات الضريبية في كندا، يحذر الخبراء من أن تجاهل بعض التفاصيل – حتى الصغيرة منها – قد تكون له عواقب غير محمودة.
في عالم اليوم المتسارع، أصبح من الشائع أن يكون لدى كثير من الناس مصادر دخل إضافية خارج وظائفهم الأساسية. البعض يبدع في بيع أعماله اليدوية على منصات مثل Etsy، وآخرون يفضلون استغلال ساعات الليل في توصيل الطلبات عبر تطبيقات مثل Uber Eats. وقد تكون من الذين يرعون الحيوانات الأليفة نهاية الأسبوع، أو يقدمون دروساً خصوصية للأطفال بعد انتهاء اليوم الدراسي.
ومهما اختلف نوع العمل الجانبي الذي تمارسه، فإن هناك قاسماً مشتركاً واحداً يجمع بين جميع العاملين لحسابهم الخاص أو أصحاب الأعمال الصغيرة: الضرائب. ومع اقتراب موعد تقديم الإقرارات الضريبية في كندا، يحذر الخبراء من أن تجاهل بعض التفاصيل – حتى الصغيرة منها – قد تكون له عواقب غير محمودة.
لا تخف من الأرقام الصغيرة… فكل شيء محسوب
يؤكد “يانيك ليماي”، خبير الضرائب في شركة H&R Block Canada، أن الكثير من أصحاب الأعمال الجانبية يقعون ضحية لمفاهيم خاطئة عند الحديث عن الضرائب. واحدة من أكثر هذه المفاهيم شيوعاً تتعلق بمقدار الدخل الذي يجب الإفصاح عنه في الإقرار الضريبي. ويقول ليماي بوضوح: “ليس هناك حد أدنى للدخل الذي يجب الإبلاغ عنه. حتى لو حققت دولاراً واحداً فقط، يجب أن يتم التصريح به”.
قد يبدو الأمر مبالغاً فيه للبعض، لكن الحقيقة أن عدم الإبلاغ عن كل مصادر الدخل – حتى وإن كانت صغيرة – يمكن أن يُعد جريمة جنائية، وقد يؤدي إلى فرض غرامات كبيرة أو حتى الملاحقة القانونية.
مواعيد مهمة يجب ألا تنساها
الموعد النهائي لتقديم الإقرارات الضريبية للأفراد هو 30 أبريل.
أما إذا كنت تعمل لحسابك الخاص أو إذا كان شريكك كذلك، فإن لديك مهلة حتى 16 يونيو لتقديم الإقرار.
ولكن: يجب سداد أي ضرائب مستحقة قبل 30 أبريل، حتى لو كنت من أصحاب الأعمال الحرة. التأخير يعني تراكم فوائد وغرامات.
وتحذر “وكالة الإيرادات الكندية” (CRA) من أن التأخير في تقديم الإقرار أو سداد المبالغ المستحقة يمكن أن يؤدي إلى فرض فائدة على الأرصدة غير المدفوعة، بل وقد تفرض غرامات إضافية، خاصة عند الإبلاغ المتأخر أو عدم الدقة في الأرقام.
أخطاء شائعة يرتكبها أصحاب الأعمال الجانبية
بحسب “بينيلوبي غراهام”، خبيرة التمويل الشخصي في RateHub، فإن الخطأين الأكبر اللذين يقع فيهما من لديهم أعمال جانبية هما:
الإبلاغ عن أرقام غير صحيحة.
التأخير في تقديم الإقرار.
والسبب؟ الخوف من الخطأ نفسه. كثير من الناس يشعرون بالقلق من إدخال أرقام غير دقيقة، فيؤجلون المهمة مراراً حتى يجدوا أنفسهم أمام الموعد النهائي بلا استعداد كافٍ.
وتضيف غراهام أن طبيعة الضرائب على الدخل الناتج من العمل الحر أكثر تعقيدًا، لأن الأمر لا يقتصر على حساب الدخل فقط، بل يشمل أيضًا تتبع النفقات التي يمكن خصمها، وحساب صافي الربح، ومن ثم حساب الضريبة عليه.
وعلى عكس الموظفين في الشركات، لا يحصل العاملون لحسابهم الخاص على نموذج T4 الذي يلخّص دخلك السنوي. لذلك تقع المسؤولية بالكامل على عاتقك في تتبع كل قرش دخلته وكل مصروف أنفقته لأغراض العمل.
المحاسبة ليست موسمية.. بل ممارسة مستمرة
من الأخطاء المتكررة أن يعتقد البعض أن المحاسبة مهمة تُؤجل إلى موسم الضرائب فقط. بينما الواقع هو أن تتبع الإيرادات والمصروفات يجب أن يكون عادة متواصلة على مدار السنة، لتسهيل عملية تقديم الإقرار وتفادي المفاجآت.
والأمر لا يقتصر على جهودك الشخصية فقط. هناك أيضًا تغيير مهم هذا العام على صعيد اللوائح التنظيمية.
جديد هذا العام: قواعد صارمة لمنصات العمل الرقمي
بدءًا من هذا العام، أصبح لزامًا على منصات رقمية مثل DoorDash، وEtsy، وAirbnb أن تجمع وتقدم تقارير مفصلة إلى وكالة الإيرادات الكندية عن جميع العاملين لديها تقريبًا – سواء كانوا سائقين أو بائعين أو مضيفين.
تشمل هذه التقارير معلومات مثل:
الاسم والعنوان
الرسوم التي تحصل عليها المنصة
مواقع العقارات المؤجّرة (في حالة Airbnb)
تفاصيل المدفوعات
ورغم أن العاملين ليسوا مطالبين بفعل شيء مختلف على صعيد الإجراءات، فإن التغيير الكبير يكمن في أن CRA الآن تملك المعلومات الكافية لمطابقة ما تبلّغ عنه مع ما ورد في تقارير هذه المنصات.
بمعنى آخر: لم يعد هناك مجال لتجاهل أي دخل، لأن الضرائب “تعرف” بالفعل!
العمل الحر… خيار أم ضرورة؟
بحسب إحصاءات هيئة الإحصاء الكندية، فإن أكثر من 2.6 مليون كندي اعتبروا أنفسهم عاملين لحسابهم الخاص في عام 2023، ما يعادل 13.2% من السكان العاملين.
ويقول “فرانسيسكو ريمولينو”، المدير في شركة ريمولينو آند أسوشيتس، إن الارتفاع في عدد العاملين لحسابهم الخاص مرتبط بشكل وثيق بالضغوط الاقتصادية المتزايدة، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة الحصول على سكن ميسور.
ويضيف: “الناس باتوا يبحثون عن طرق إبداعية لزيادة دخلهم. ولكن، بمجرد أن تبدأ في كسب دخل إضافي، قد تجد نفسك فجأة في شريحة ضريبية أعلى – وهذا ما قد يؤدي إلى مفاجآت غير سارة عند حساب الضريبة النهائية”.
وهذا التحدي يواجهه عدد متزايد من الناس: دخول إضافية تؤدي إلى ضرائب أعلى، وغالبًا إلى تأخير أو تعثر في السداد، ليس بسبب التقاعس، بل بسبب قلة المعرفة.
نصيحة للمبتدئين: لا تخف من طلب المساعدة
بالنسبة لمن دخلوا مؤخرًا عالم العمل الحر أو أصحاب الأعمال الجانبية، تؤكد غراهام أن الاستعانة بمحاسب محترف أو استخدام برامج ضريبية موثوقة هو خيار ذكي، وليس اعترافًا بالفشل.
وتقول: “الحصول على القليل من المساعدة يمكن أن يوفر عليك الكثير من المتاعب لاحقًا. خاصة في ما يتعلق بمسألة خصم النفقات – والتي قد يكون لها تأثير كبير على صافي الدخل الذي تخضع عليه للضريبة”.
فإذا كنت تمارس عملاً جانبياً – صغيرًا كان أو كبيرًا – لا تنتظر اللحظة الأخيرة لتكتشف ما يجب عليك فعله بشأن الضرائب. خُذ زمام المبادرة، اجمع معلوماتك، تتبّع دخلك ونفقاتك، ولا تتردد في طلب المشورة.
فالضرائب، رغم تعقيدها، لا يجب أن تكون كابوسًا… بل خطوة ضرورية على طريق إدارة عملك بثقة واحترافية.
هل ترغب أن أعدّ لك نسخة مختصرة أو منشورًا لهذا النص يمكن استخدامه على وسائل التواصل الاجتماعي؟
ماري جندي
المزيد
1