في خطوة تهدف إلى دعم المؤسسات الخيرية وتعزيز التبرعات المجتمعية، أعلنت الحكومة الفيدرالية في كندا، عبر بيان صحفي صدر يوم الاثنين، عن تمديد الموعد النهائي للتبرعات الخيرية التي يمكن المطالبة بها في الإقرارات الضريبية حتى نهاية شهر فبراير المقبل.

وأكد البيان الصادر عن وزارة المالية أن الحكومة تعتزم تعديل قانون ضريبة الدخل ليشمل هذا التمديد، مما يجعل التبرعات المؤهلة للخصم الضريبي في السنة الضريبية 2024 قابلة للتقديم حتى تاريخ 28 فبراير 2025.

تأثير توقف خدمات البريد الكندي
أوضحت الحكومة أن هذا القرار جاء استجابة مباشرة للتداعيات الناجمة عن توقف خدمات البريد الكندي لمدة أربعة أسابيع، الذي أثّر بشكل ملحوظ على الحملات الخيرية. وقال البيان إن التمديد يهدف إلى:

منح المتبرعين وقتًا إضافيًا لضمان وصول مساهماتهم إلى الجهات المستفيدة ومعالجتها.
تمكين المؤسسات الخيرية من مواصلة تقديم خدماتها الأساسية للمجتمعات التي تعتمد على دعمها.
تشريع جديد في الطريق
وأفادت وزارة المالية أن الحكومة تعتزم تقديم التشريع الخاص بهذا التمديد مطلع العام المقبل، ليكون جزءًا من استراتيجيتها لضمان استمرارية الدعم المالي للمؤسسات الخيرية.

تصريحات وزير المالية
في سياق متصل، قال وزير المالية الكندي، دومينيك لوبلانك، إن هذا التمديد يعكس تفهّم الحكومة للتحديات التي واجهتها المؤسسات الخيرية نتيجة إضراب البريد الكندي. وأضاف:

“سيمنح هذا التمديد المزيد من الوقت للجمعيات الخيرية لاستلام ومعالجة التبرعات، مما يضمن استمرارها في تقديم خدماتها الحيوية التي تعتمد عليها مجتمعاتنا”.

مطالب رؤساء الوزراء الكنديين
لم يأتِ هذا الإعلان بمعزل عن الجهود المشتركة؛ فقد جاءت الخطوة بعد مناشدة قوية من رؤساء الوزراء في الأقاليم الكندية، الذين دعوا الحكومة الفيدرالية إلى اتخاذ إجراء عاجل لمعالجة التأثيرات السلبية للإضراب.

وفي رسالة رسمية أرسلها رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، إلى رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بصفته رئيسًا لمجلس الاتحاد، أكد فيها الحاجة إلى تمديد الموعد النهائي، مشيرًا إلى أن العديد من المؤسسات الخيرية عانت من انخفاض كبير في التبرعات البريدية بسبب توقف خدمات البريد.

تراجع التبرعات وتأثير الإضراب
من بين الشواهد على تأثير الإضراب، كشفت منظمة جيش الخلاص الأسبوع الماضي أن التبرعات الخاصة بموسم الأعياد انخفضت بنسبة 50% مقارنة بالسنوات السابقة. وأرجعت المنظمة هذا الانخفاض إلى تأخر وصول التبرعات البريدية بسبب الإضراب، الذي استمر لمدة شهر منذ منتصف نوفمبر.

رسالة أمل للمؤسسات الخيرية والمجتمعات
يعكس هذا القرار التزام الحكومة الفيدرالية بدعم المؤسسات الخيرية وضمان استمرارية خدماتها الأساسية، خاصة في ظل الظروف الطارئة. كما أنه يمثل فرصة للمتبرعين لتعزيز مساهماتهم مع العلم بأن الوقت الإضافي سيُحدث فرقًا في دعم الفئات الأكثر احتياجًا.

مع اقتراب العام الجديد، يبقى الأمل كبيرًا بأن يُترجم هذا التمديد إلى موجة من التبرعات التي تُمكّن المؤسسات الخيرية من تحقيق رسالتها الإنسانية ومواجهة التحديات التي فرضتها الظروف الأخيرة.

ماري جندي