في ظل الارتفاع المستمر للأسعار على مدار السنوات الأخيرة، أصبح العديد من الكنديين يبحثون عن طرق للحد من مصاريفهم، خاصة تلك التي يمكن التحكم فيها. ومع ازدياد التكاليف، أصبح أكثر من نصف الكنديين يقللون من تناول الطعام في المطاعم، بحسب مسح أجرته شركة Ipsos العام الماضي.

ورغم أن تقليص النفقات قد يبدو سهلاً على الورق، إلا أن تنفيذه في الواقع، خاصة للأشخاص ذوي الجداول الزمنية المزدحمة، يمثل تحدياً حقيقياً. هنا يأتي دور تحضير الوجبات، وهي الطريقة المثلى لتحضير وجبات مغذية في وقت مبكر يمكن إعادة تسخينها بسهولة سواء في الميكروويف أثناء العمل أو في الفرن بعد يوم طويل.

فوائد تحضير الوجبات: إن تحضير الوجبات لا يقتصر فقط على تقليل فاتورة البقالة، بل يساعد أيضاً على تقليل هدر الطعام، ولكن فقط إذا تم ذلك بشكل مدروس. ففي غياب التخطيط الصحيح، قد ينتهي الأمر بتناول وجبات غير مرغوبة لعدة أيام أو إلقاء الطعام في سلة المهملات.

التخطيط البطيء هو الحل: تُوصي آبي لانجر، أخصائية التغذية المسجلة وصاحبة شركة “آبي لانجر نيوترشن” في تورنتو، بالبدء ببطء. وتوضح أن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس هو محاولة تحضير كميات كبيرة من الوجبات دفعة واحدة، ما يؤدي إلى هدر الطعام بسبب قلة الخبرة في التخطيط.

وتنصح لانجر بالبدء بوجبتين فقط من أصل ثلاث وجبات خلال الأسبوع في البداية، ثم مع مرور الوقت، يمكن توسيع هذا النطاق تدريجياً.

ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين: من السهل أن تشعر بالضغط بسبب الصور المثالية للوجبات التي ينشرها مدونو الطعام على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن لانجر تحذر من محاولة تقليد الآخرين دون أخذ احتياجاتك الخاصة بعين الاعتبار. تقول: “من غير المفيد أن تضع توقعات على نفسك بناءً على أنماط حياة الآخرين. يجب أن تكتشف ما يناسبك، وإلا فإن عملية تحضير الوجبات لن تكون مستدامة.”

استخدام الأدوات المتاحة: قد تغريك الصور على الإنترنت لشراء العديد من حاويات تخزين الطعام المتخصصة، ولكن قبل القيام بذلك، تنصح لانجر بمراجعة الأدوات والحاويات المتوفرة لديك بالفعل في المنزل. “لا يجب أن يكون تحضير الوجبات معقداً، ويمكنك استخدام الأدوات التي لديك بالفعل لتحقيق ذلك.”

الوجبات التي تظل طازجة لفترة أطول: مع مرور الوقت، ستكتشف أن بعض الوصفات أكثر ملاءمة لتحضير الوجبات. على سبيل المثال، الأطباق التي تحتوي على صلصات مثل اللازانيا أو التوفو المتبل مع الخضار والأرز تكون مثالية لأنها تظل طازجة لفترة أطول. كما تشيد لانجر بسلطة الفاصوليا الكثيفة التي انتشرت مؤخرًا على منصات مثل TikTok، حيث يسهل تحضيرها، وتصبح أكثر لذة عندما تُنقع في الثلاجة لعدة أيام.

تجنب هدر الطعام مع التخزين الذكي: تقدم دلائل التغذية الكندية نصائح عملية لتقليل الفاقد الغذائي، بدءًا من استخدام المكونات الموجودة في المنزل للتخطيط للوجبات. ويوصي دليل الغذاء الكندي أيضاً بمراجعة جدولك الأسبوعي لتحديد عدد الوجبات المطلوبة، والتخطيط لرحلة التسوق بناءً على العروض الخاصة والخصومات، مع الالتزام بقائمة التسوق لتجنب الإفراط في الإنفاق.

كما تُشجع لانجر على تخزين الأطعمة المجمدة في الفريزر، مثل صلصة البولونيز أو اللازانيا أو اللحم المفروم. “المجمد هو أفضل صديق لك”، تقول لانجر. هذه الطريقة لا تساهم فقط في تجنب هدر الطعام بل أيضاً توفر المال.

التحضير المسبق يُجنبك ضغوط الوقت: إذا كان لديك وقت محدود، يمكنك تحضير بعض المكونات الأساسية مسبقًا، مثل تقطيع الخضروات أو تتبيل البروتين. وتوضح لانجر أنه من المفيد تحضير “الأطعمة البسيطة”، مثل المعكرونة والخضروات المشوية أو البطاطس أو الأرز مع الخضار النيئة. هذه المكونات يمكن مزجها بسهولة لتكوين وجبات متنوعة دون الحاجة إلى تحضير طعام معقد كل يوم.

في الختام: إن تحضير الوجبات هو أكثر من مجرد وسيلة لتوفير المال؛ إنه نهج ذكي لمنع هدر الطعام وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة لديك. مع التخطيط الدقيق، ستتمكن من تحضير وجبات لذيذة، صحية، ومتنوعة تدوم طوال الأسبوع، دون الشعور بالإرهاق أو الفوضى.

ماري جندي