في خطوة مثيرة للاهتمام تحمل في طيّاتها أبعادًا اقتصادية وصحية مهمة، أطلق مكتب المنافسة الفيدرالي في كندا تحقيقًا رسميًا في شركة Express Scripts Canada (ESC)، وهي واحدة من أكبر اللاعبين في مجال إدارة استحقاقات الصيدليات (Pharmacy Benefit Management – PBM) في البلاد، وذلك بعد شكاوى جدية قدمتها مجموعة من الصيادلة تتهم الشركة بممارسات مناهضة للمنافسة.
الشركة، التي تتخذ من ميسيسوجا مقرًا لها، تُعد أكبر شركة في كندا تُقدّم خدمات معالجة مطالبات التأمين لصالح الصيدليات وشركات التأمين الصحي على حد سواء. تلعب ESC دور الوسيط الحيوي بين الصيدليات وشركات التأمين، من خلال تمكين الصيدلي من تقديم مطالبة إلكترونية مباشرة باسم المريض، الأمر الذي يُعفي المرضى من عبء الدفع الفوري أو التواصل المعقد مع شركات التأمين.
وليس هذا فحسب، بل تدير Express Scripts Canada أيضًا أربع صيدليات بريدية منتشرة في البلاد، تقدم الأدوية عبر الشحن المباشر للمرضى، ما يُضفي عليها مزيدًا من السيطرة على سلسلة التوزيع وسوق الدواء.
في خطوة مثيرة للاهتمام تحمل في طيّاتها أبعادًا اقتصادية وصحية مهمة، أطلق مكتب المنافسة الفيدرالي في كندا تحقيقًا رسميًا في شركة Express Scripts Canada (ESC)، وهي واحدة من أكبر اللاعبين في مجال إدارة استحقاقات الصيدليات (Pharmacy Benefit Management – PBM) في البلاد، وذلك بعد شكاوى جدية قدمتها مجموعة من الصيادلة تتهم الشركة بممارسات مناهضة للمنافسة.
الشركة، التي تتخذ من ميسيسوجا مقرًا لها، تُعد أكبر شركة في كندا تُقدّم خدمات معالجة مطالبات التأمين لصالح الصيدليات وشركات التأمين الصحي على حد سواء. تلعب ESC دور الوسيط الحيوي بين الصيدليات وشركات التأمين، من خلال تمكين الصيدلي من تقديم مطالبة إلكترونية مباشرة باسم المريض، الأمر الذي يُعفي المرضى من عبء الدفع الفوري أو التواصل المعقد مع شركات التأمين.
وليس هذا فحسب، بل تدير Express Scripts Canada أيضًا أربع صيدليات بريدية منتشرة في البلاد، تقدم الأدوية عبر الشحن المباشر للمرضى، ما يُضفي عليها مزيدًا من السيطرة على سلسلة التوزيع وسوق الدواء.
تصاعد التوتر: رسوم جديدة تُشعل الجدل
بدأت الانتقادات تتصاعد في العام الماضي، عندما قررت الشركة فرض رسوم خدمة جديدة وإلزامية على الصيدليات في مختلف أنحاء كندا. هذه الخطوة أثارت غضب جمعية الصيادلة الكندية (CPhA)، التي سارعت بتقديم شكوى رسمية إلى مكتب المنافسة، تتهم فيها ESC باستغلال موقعها المهيمن لفرض شروط مجحفة واتفاقيات غير متوازنة على الصيدليات المستقلة وسلاسل الصيدليات، دون منحهم مساحة حقيقية للتفاوض أو الاختيار.
وقالت الجمعية في بيانها:
“بفرض شروط تعاقدية صارمة على الصيدليات، تقوم شركة ESC بتقييد الخيارات المتاحة في خدمات الرعاية الصحية، وتُقلّص من قدرة المواطنين الكنديين على الوصول إلى تلك الخدمات. وهذا لا يُقوّض المنافسة فحسب، بل يُهدد جوهر مبادئ العدالة والمساواة في النظام الصحي الكندي.”
أبعاد القضية ومصالح كبرى في الخلفية
الجدير بالذكر أن ESC ليست شركة محلية فقط، بل هي شركة تابعة لعملاق التأمين الصحي الأمريكي Express Scripts، المملوك بدوره من قبل مجموعة Cigna، وهي مجموعة عالمية ضخمة تعمل في قطاع الرعاية الصحية وتسعى لتحقيق الأرباح. هذا الارتباط الدولي يثير تساؤلات حول مدى تأثير الشركات متعددة الجنسيات على السياسات الصحية الكندية، لا سيّما عندما تتعارض مصالحها مع المبادئ العامة للنظام الصحي الكندي الذي يفتخر بطابعه الشامل والعادل.
المحكمة تتحرك.. والتحقيق يأخذ منحى رسميًا
في تطور جديد، أعلن مكتب المنافسة أنه حصل على أمر من محكمة اتحادية يُخوّله بمواصلة تحقيقه، مع التركيز على مزاعم توجيه المرضى من قبل ESC إلى صيدليات معينة قد تملكها أو ترتبط بها، إضافة إلى تحقيق أرباح مفرطة على حساب صيدليات التجزئة الأخرى والمنافسين في السوق. ويُلزم القرار القضائي شركة ESC بتقديم مجموعة من السجلات والمستندات، إلى جانب الإدلاء بشهادات شفوية لممثليها أمام الجهات المختصة.
مع ذلك، أوضح مكتب المنافسة في بيانه أن:
“الحصول على أمر المحكمة لا يُعد دليلًا على ارتكاب مخالفات. التحقيق لا يزال في مراحله المبكرة ولا توجد استنتاجات حاسمة حتى الآن.”
دعم واسع من قطاع الصيدلة
من جانبها، رحبت جمعية الصيادلة الكندية بالتحقيق، واعتبرته خطوة ضرورية نحو تحقيق قدر أكبر من الشفافية والمساءلة في قطاع حساس وحيوي مثل الرعاية الدوائية.
وقالت جويل ووكر، نائبة رئيس الجمعية، في بيان رسمي:
“لقد سُمح لشركات إدارة استحقاقات الصيدليات أن تعمل دون رقابة حقيقية لفترة طويلة جدًا. نحن لا نقدم هذه الشكوى نيابة عن مؤسسة، بل نيابة عن أكثر من 40 ألف صيدلي في ما يزيد عن 12 ألف صيدلية في كندا، يعملون يوميًا في الخطوط الأمامية لتقديم الرعاية الصحية.”
وأضافت:
“التحقيق يبعث برسالة قوية مفادها أن السلطات الكندية على استعداد أخيرًا لمراجعة الممارسات التي قد تُقوّض المنافسة وتُحدّ من وصول المرضى إلى الرعاية. ونحن نعتبر أنفسنا فخورين بأن نكون جزءًا من هذا المسار.”
ما القادم؟
في وقت يترقب فيه الكنديون، ولا سيما أصحاب الصيدليات المستقلة، نتائج هذا التحقيق، تبقى الأسئلة الكبرى قائمة:
هل ستُفضي التحقيقات إلى إصلاحات تنظيمية تُعيد التوازن إلى العلاقة بين الصيدليات وشركات إدارة المنافع؟
وهل ستؤدي إلى كبح جماح الشركات الكبيرة التي تملك القدرة على التحكم بسلاسة في سلاسل الإمداد والتمويل الدوائي؟
ما هو مؤكد في الوقت الراهن، أن ملف Express Scripts Canada سيكون محط أنظار وسائل الإعلام وصناع القرار والمهنيين الصحيين على حد سواء خلال الفترة المقبلة، لما له من تبعات مباشرة على عدالة النظام الصحي، والتنافسية في السوق، وحقوق المرضى ومقدمي الخدمات في كندا.
ماري جندي
1