في تطور مفاجئ له تداعيات كبيرة على صناعة السيارات في كندا، أعلنت شركة ستيلانتيس (Stellantis) عن إغلاق مصنعها لتجميع السيارات في مدينة وندسور لمدة أسبوعين، وذلك بالتزامن مع القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على السيارات المستوردة.
في تطور مفاجئ له تداعيات كبيرة على صناعة السيارات في كندا، أعلنت شركة ستيلانتيس (Stellantis) عن إغلاق مصنعها لتجميع السيارات في مدينة وندسور لمدة أسبوعين، وذلك بالتزامن مع القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على السيارات المستوردة.
إشعار الإغلاق وتأثير القرار الأمريكي
أكدت نقابة Unifor Local 444، التي تمثل العمال في مصنع وندسور، أنها تلقت إخطارًا رسميًا من إدارة ستيلانتيس يفيد بتوقف الإنتاج في المصنع ابتداءً من 7 أبريل. وعلى الرغم من وجود عدة عوامل أثرت على هذا القرار، إلا أن النقابة أشارت إلى أن الدافع الأساسي لهذا الإغلاق هو إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المركبات المصنّعة خارج الولايات المتحدة، وهو القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ بحلول منتصف ليل الأربعاء.
حالة من عدم اليقين تجتاح قطاع السيارات
أثار هذا التطور قلقًا واسعًا في أوساط العاملين في قطاع السيارات بكندا، حيث أكدت نقابة Unifor Local 444 في بيانها أن هذا القرار الأمريكي خلق حالة من عدم اليقين، ليس فقط لمصنع وندسور، ولكن أيضًا للمنشآت الصناعية الأخرى التابعة لستيلانتيس في الولايات المتحدة والمكسيك. وأوضحت النقابة أنها تتابع الوضع عن كثب وستعمل على تقييم تأثير هذه الإجراءات على مستقبل الصناعة المحلية والوظائف المرتبطة بها.
تداعيات أوسع في صناعة السيارات
يأتي هذا الإغلاق بعد أسابيع قليلة من إعلان ستيلانتيس عن إيقاف إنتاج الجيل الجديد من سيارة Jeep Compass SUV الكهربائية في مصنعها بمدينة برامبتون. وقد أرجعت الشركة هذا القرار إلى الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الإنتاجية في ظل بيئة سوقية متقلبة تشهد تغيرات سريعة، بما في ذلك التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية الجديدة.
وكان مصنع برامبتون قد أُغلق منذ أوائل عام 2024 للتحضير لخط الإنتاج الجديد، وكان يضم قبل إيقافه حوالي 3000 موظف، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن مستقبل العمالة في هذا القطاع.
قلق متزايد بشأن تأثير القرار على الموردين المحليين
أعربت رئيسة نقابة Unifor، لانا باين، عن قلقها العميق إزاء التأثيرات الجانبية التي قد تترتب على هذا الإغلاق، خاصة فيما يتعلق بشركات توريد قطع الغيار المحلية التي تعتمد على استمرارية إنتاج السيارات في مصانع مثل وندسور وبرامبتون. فهذه الشركات تشكل جزءًا أساسيًا من سلسلة التوريد لصناعة السيارات في كندا، وأي توقف مفاجئ في الإنتاج قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق.
من هي ستيلانتيس؟
جدير بالذكر أن شركة ستيلانتيس تأسست عام 2021 بعد اندماج مجموعة فيات كرايسلر الأمريكية الإيطالية مع مجموعة بي إس إيه الفرنسية، مما جعلها واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم. وتضم محفظتها علامات تجارية شهيرة مثل دودج، جيب، كرايسلر، بيجو، وسيتروين، ولها حضور قوي في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا.
ما التالي؟
مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ، باتت صناعة السيارات في كندا تواجه تحديات غير مسبوقة قد تؤثر بشكل جذري على الإنتاج والوظائف والاستثمارات المستقبلية. في الوقت الراهن، يترقب العمال والمصنعون ما إذا كانت هناك مفاوضات أو حلول سياسية قد تخفف من آثار هذا القرار، أم أن قطاع السيارات الكندي سيضطر إلى التكيف مع واقع جديد مليء بالتحديات.
ماري جندي
المزيد
1