في خطوة جريئة تعكس ثقة قيادية واستعدادًا حقيقيًا للتغيير، أطلق زعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، حملته الانتخابية قبل حتى أن يتم حل البرلمان، ليؤكد أنه الرجل المناسب لقيادة كندا نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستقلالية. ومن مدينة غاتينو، كشف بواليفير عن رؤيته الطموحة لوضع “كندا أولًا”، والتصدي للتحديات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها سنوات حكم الليبراليين.
في خطوة جريئة تعكس ثقة قيادية واستعدادًا حقيقيًا للتغيير، أطلق زعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، حملته الانتخابية قبل حتى أن يتم حل البرلمان، ليؤكد أنه الرجل المناسب لقيادة كندا نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستقلالية. ومن مدينة غاتينو، كشف بواليفير عن رؤيته الطموحة لوضع “كندا أولًا”، والتصدي للتحديات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها سنوات حكم الليبراليين.
رؤية جديدة: كندا في المقدمة بعد “عقود ضائعة”
في كلمته الافتتاحية، لم يتردد بواليفير في انتقاد ما وصفه بـ**”العقود الضائعة”** تحت حكم الليبراليين، الذين لم يتمكنوا من حماية الاقتصاد الكندي أو توفير حياة كريمة للمواطنين. وأكد أن حكومته ستتبنى سياسات قوية تجعل كندا قادرة على الوقوف في وجه دونالد ترامب من موقع قوة، بدلاً من أن تكون دولة تابعة ومتأثرة بقرارات الجار الأميركي.
تفكيك إرث الليبراليين: كارني ليس إلا امتدادًا لترودو
منذ البداية، سعى بواليفير إلى توضيح أن مارك كارني، الزعيم الجديد للحزب الليبرالي، ليس سوى نسخة جديدة من جاستن ترودو، بل وذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن كارني كان المستشار الاقتصادي لترودو وأن الفريق الليبرالي الذي يطمح للبقاء في السلطة هو نفسه الفريق الذي تسبب في تدهور الاقتصاد وإغراق الكنديين في أزمة معيشية خانقة.
أجندة المحافظين: حلول حقيقية لمشاكل حقيقية
ركز بواليفير على مجموعة من القضايا التي تشكل أساس رؤيته لنهضة كندا، ومنها:
خفض معدلات الهجرة بشكل مدروس لضمان فرص عمل عادلة للكنديين.
تعزيز أمن الحدود لحماية السيادة الكندية من التدفقات غير الشرعية.
مكافحة الجريمة من خلال تشديد العقوبات ودعم أجهزة الأمن.
دعم قطاع الطاقة والوقود الأحفوري لضمان استقلال كندا في مجال الموارد الطبيعية، وخلق فرص عمل جديدة.
التعامل مع ترامب: موقف قوي وليس تبعية
مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية في 28 أبريل، يواجه الكنديون واقعًا جديدًا تفرضه السياسات الأميركية، خاصة مع استمرار ترامب في فرض رسوم جمركية عالية والتهديد بإجراءات تؤثر على الاقتصاد الكندي. لكن بواليفير، على عكس الحكومات السابقة، لا يرى في هذا الأمر تحديًا لا يمكن تجاوزه، بل فرصة لكندا لإثبات قوتها.
وردًا على مزاعم بأن خطابه يشبه خطاب ترامب، أكد بواليفير:
“عندما أقول إنني سأخفض الضرائب، فهذا لصالح الكنديين. عندما أتحدث عن استغلال مواردنا الطبيعية، فهذا لخدمة اقتصادنا وليس لخدمة الأميركيين.”
“كندا أولًا”: سياسة مستقلة لا تقليد أعمى
يرفع المحافظون شعار “كندا أولًا”، وهو توجه يعكس رغبة حقيقية في إعادة الاستقلال الاقتصادي للبلاد، وليس مجرد تقليد لنهج ترامب. الفارق هنا هو أن بواليفير يريد توجيه هذه السياسة لخدمة الكنديين أولًا، سواء عبر خلق وظائف جديدة، أو تعزيز قطاع التصنيع، أو استغلال الثروات الطبيعية لزيادة صادرات البلاد إلى أوروبا وآسيا بدلًا من الاعتماد على الولايات المتحدة.
استعادة الزخم المحافظ في مواجهة الليبراليين
بعد فترة طويلة من تصدّر نوايا التصويت، شهد حزب المحافظين تراجعًا طفيفًا بعد دخول مارك كارني إلى المشهد السياسي، لكن لا يزال الحزب متقدمًا بفارق 3% على الليبراليين، وفق استطلاع أجراه مركز Abacus Data، حيث حصل المحافظون على 39% من نوايا التصويت، مقابل 36% لليبراليين.
وفي حين أن المحافظين يواجهون تحديات في كيبيك، حيث حصلوا على 18% من نوايا التصويت، إلا أن الأداء القوي للحزب على المستوى الوطني يعزز فرصهم في تشكيل الحكومة المقبلة، خاصة وأن نتائج تحليل 338Canada تشير إلى أن المحافظين قد يحصلون على 131 مقعدًا، وهو رقم يمكن أن يرتفع مع استمرار الحملة الانتخابية بقوة.
خيار واضح للمستقبل: بواليفير هو القائد الذي تحتاجه كندا
في ظل حالة الغضب الشعبي من فشل السياسات الليبرالية، ومع تصاعد التحديات الاقتصادية والتجارية، يبرز بيير بواليفير كالقائد الوحيد القادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بكل ثقة. فهو ليس مجرد سياسي تقليدي، بل زعيم يمتلك رؤية واضحة وسياسات قوية تضع مصلحة الكنديين فوق كل اعتبار.
ومع اقتراب يوم الانتخابات، يبقى السؤال: هل سيختار الكنديون الاستمرار في الفشل مع الليبراليين، أم سيمنحون بواليفير الفرصة لتصحيح المسار ووضع كندا على طريق القوة والاستقلال؟
ماري جندي
المزيد
1