في ظل التصاعد المستمر للتهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كندا، إلى جانب تزايد الاعتقالات على الحدود، يشعر العديد من الكنديين بالإحباط الشديد مما دفعهم إلى تقليص زياراتهم إلى الولايات المتحدة بشكل ملحوظ. ومن بين هؤلاء، كان الزوجان ديانا وريك بيلمي من كالجاري، اللذان كانا قد خططا للقيام برحلة بحرية إلى البحر الكاريبي، انطلاقًا من مدينة هيوستن الأمريكية، قبل أن يقرروا تغيير خططهم بسبب الأجواء السياسية والاقتصادية المشحونة.
في ظل التصاعد المستمر للتهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كندا، إلى جانب تزايد الاعتقالات على الحدود، يشعر العديد من الكنديين بالإحباط الشديد مما دفعهم إلى تقليص زياراتهم إلى الولايات المتحدة بشكل ملحوظ. ومن بين هؤلاء، كان الزوجان ديانا وريك بيلمي من كالجاري، اللذان كانا قد خططا للقيام برحلة بحرية إلى البحر الكاريبي، انطلاقًا من مدينة هيوستن الأمريكية، قبل أن يقرروا تغيير خططهم بسبب الأجواء السياسية والاقتصادية المشحونة.
الزوجان، اللذان كانا يخططان لزيارة مدينة لوريل في ولاية ميسيسيبي، حيث يزوران أحد برامجهما المفضلة على قناة “HGTV”، قررا بدلاً من ذلك قضاء عطلتهم على طول سواحل المحيط الهادئ في المكسيك. وكان هذا القرار ناتجًا عن تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وكندا بسبب الحرب التجارية التي شنها ترامب على كندا، بالإضافة إلى الإهانات المستمرة التي يوجهها لبلدهم، والقصص المتداولة عن ضباط الحدود الأمريكيين الذين يفتشون هواتف المسافرين ويحتجزونهم لأسباب بسيطة.
وكانت ديانا بيلمي قد أعربت عن دهشتها من شعورها براحة أكبر في السفر إلى المكسيك مقارنة بالولايات المتحدة، وقالت: “لم أتخيل أبدًا أنني سأسمع نفسي أقول ذلك”.
تسببت هجمات ترامب المستمرة على الاقتصاد الكندي وتهديداته بضم كندا إلى الولايات المتحدة كولاية 51 في تصاعد الغضب الكندي. وقد أثّر ذلك بشكل ملحوظ على حركة السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة، حيث ألغى العديد من الكنديين رحلاتهم، في خطوة تعكس تأثير هذه السياسات عليهم. هذا الاتجاه كان له أيضًا تأثير على الانتخابات الكندية القادمة، حيث سجل الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني تقدمًا ملحوظًا في استطلاعات الرأي بعد أن كان متأخرًا بفارق كبير.
في العام الماضي، كانت الولايات المتحدة الوجهة السياحية الأكثر شعبية بالنسبة للكنديين، حيث استقبلت البلاد أكثر من 20 مليون زيارة من كندا، مما ساهم بشكل كبير في الاقتصاد الأمريكي. ولكن منذ تولي ترامب منصبه، شهدت أعداد الزوار انخفاضًا كبيرًا. ففي الشهر الماضي، انخفض عدد العبور عبر الحدود البرية بين كندا والولايات المتحدة بمقدار 910 آلاف شخص مقارنة بشهر مارس 2024، أي بتراجع تجاوز 22%. كما أظهرت بيانات شركة طيران كندا أن حجوزات الرحلات الجوية بين البلدين تراجعت بنسبة 10% للفترة ما بين أبريل وسبتمبر.
ورغم ذلك، قلل ترامب من أهمية هذا التراجع في السياحة، قائلًا: “ربما يكون هناك قليل من القومية، لكن الأمر ليس ذا أهمية كبيرة”.
منذ بداية ولايته الثانية، انتشرت تقارير واسعة النطاق حول ممارسات قمعية في المعابر الحدودية الأمريكية، حيث تم إيقاف سياح واحتجازهم لأسابيع في مراكز احتجاز المهاجرين، قبل السماح لهم بالعودة إلى بلدانهم على نفقتهم الخاصة. وكانت إحدى هذه الحوادث تشمل الممثلة ورائدة الأعمال الكندية جاسمين موني، التي تم توقيفها في 3 مارس/آذار في سان دييغو رغم حيازتها تأشيرة عمل أمريكية. وبعد 12 يومًا من الاحتجاز، تم الإفراج عنها.
وقد أثارت هذه الحوادث قلقًا واسعًا في كندا، حيث عبّر رئيس وزراء كولومبيا البريطانية، ديفيد إيبي، عن استيائه من الوضع، قائلًا: “من المؤكد أن هذا يعزز القلق الذي يشعر به العديد من الكنديين بشأن علاقتنا مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي”.
أصبحت هذه المخاوف أيضًا موضوعًا ساخنًا في الأوساط الأكاديمية. فقد حذرت الجمعية الكندية لأساتذة الجامعات، التي تمثل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الكندية، من السفر غير الضروري إلى الولايات المتحدة بسبب الوضع السياسي الراهن، مشيرة إلى أن الكنديين، خاصة أولئك الذين يعبرون عن آراء معارضة لإدارة ترامب، قد يواجهون صعوبات عند عبور الحدود.
وفي الوقت نفسه، أعرب العديد من الكنديين عن مخاوفهم الشخصية من تعرضهم للتفتيش عند الحدود. فقد ذكر مايك ساور، مدير مركز للشرطة المجتمعية في فانكوفر، أنه هو وشريكه لا يرغبان في السفر إلى الولايات المتحدة حاليًا بسبب سياسات ترامب، وخاصة القلق بشأن التفتيش على هواتفهم المحمولة. وقال ساور: “أعتقد أن الأمر يعتمد على أي حرس حدود سيعترض على ذلك وأيهم لن يعترض”.
وبالنسبة لآخرين، مثل ديترا ويلسون، التي كانت تزور ديترويت بشكل متكرر سابقًا، فقد أصبح السفر إلى الولايات المتحدة أمرًا مقلقًا. وأعرب زوجها بن ويلسون عن قلقه أيضًا، قائلًا: “لماذا أرغب في الذهاب إذا كنت سأتعرض للإيقاف عند الحدود بسبب هاتفي؟”.
مخاوف السفر هذه انعكست بشكل مباشر على قطاع السياحة. ففي ولاية كاليفورنيا، التي تمثل وجهة شهيرة للكنديين، أعلن الحاكم جافين نيوسوم عن حملة إعلانية تهدف إلى جذب الزوار الكنديين للعودة إلى الولاية، في أعقاب انخفاض بنسبة 12% في عدد السياح من كندا. وفي الوقت نفسه، شهدت وكالات السفر الكندية تراجعًا حادًا في حجوزات الرحلات إلى الولايات المتحدة، حيث ذكر ماكنزي ماكميلان، مستشار في وكالة السفر “ذا ترافل جروب”، أن حجوزات السفر قد انخفضت بنسبة 90%.
تُظهر هذه التطورات بوضوح أن العلاقة بين كندا والولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب قد أثرت بشكل ملحوظ على حركة السياحة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه العلاقات والتأثيرات المستمرة على الاقتصاد والسياحة في كلا البلدين.
ماري جندي
المزيد
1