تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وموقع اكس والمعروف سابقاً باسم تويتر تعليقات حول الشعور العام في كندا بأن رئيس الوزراء جاستن ترودو، وحكومته الليبرالية، يحاولان استخدام تكتيكات انتخابية غير نزيهة لاستمالة الناخبين في اللحظات الأخيرة.
وعبر العديد من الكنديين عن استيائهم من السياسات التي يطرحها ترودو، معتبرين أنها ليست إلا “رشاوى انتخابية فاشلة” تهدف إلى تحسين صورة الحكومة، دون أن تحمل حلولاً حقيقية للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وموقع اكس والمعروف سابقاً باسم تويتر تعليقات حول الشعور العام في كندا بأن رئيس الوزراء جاستن ترودو، وحكومته الليبرالية، يحاولان استخدام تكتيكات انتخابية غير نزيهة لاستمالة الناخبين في اللحظات الأخيرة.
وعبر العديد من الكنديين عن استيائهم من السياسات التي يطرحها ترودو، معتبرين أنها ليست إلا “رشاوى انتخابية فاشلة” تهدف إلى تحسين صورة الحكومة، دون أن تحمل حلولاً حقيقية للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.
هذه السياسات، مثل التخفيضات الضريبية المؤقتة وتقديم مكافآت مالية للمواطنين، يتم النظر إليها من قبل الكثيرين على أنها محاولات يائسة لكسب تأييد الناخبين قبيل الانتخابات، في وقتٍ تتزايد فيه أرقام استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع كبير في شعبية الحكومة. تساءل الكنديون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما إذا كانت هذه الخطوات هي مجرد حلول سطحية فقط وتهدف إلى التلاعب بالناخبين ؟؟
ومنذ أن تولى جاستن ترودو رئاسة الحكومة الكندية، وهو يواجه تحديات سياسية كبيرة، لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن فشل سياساته الاقتصادية قد بلغ ذروته، ما دفعه للجوء إلى خطوات يراها كثيرون بمثابة محاولات فاشلة لكسب الدعم الانتخابي بأي ثمن. الحكومة الليبرالية الكندية كشفت مؤخرًا عن تخفيضات ضريبية مؤقتة على ضريبة السلع والخدمات (GST) وضريبة السلع والخدمات المنسقة (HST) لمدة شهرين، إضافة إلى تقديم 250 دولارًا كنديًا لكل عامل كحافز مالي. خطوة، وإن كانت تهدف إلى تخفيف العبء المالي عن المواطنين، إلا أنها لم تكن سوى محاولة يائسة لتحسين صورة الحكومة أمام الكنديين، خاصة في وقت تشهد فيه أرقام استطلاعات الرأي تراجعًا كبيرًا لشعبية ترودو.
لكن العديد من المراقبين، سواء من المحللين السياسيين أو نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، يرون في هذه الخطوة أكثر من مجرد مساعدة اقتصادية. بل إنهم يعتبرونها محاولة صريحة ورشوة انتخابية هدفها التأثير على الناخبين في اللحظات الأخيرة. فالبعض يرى أن تقديم 250 دولارًا لكل عامل ليس إلا طُعمًا انتخابيًا، يعكس سعي الحكومة للحصول على الدعم الشعبي عبر تقديم مكافآت مالية قصيرة الأمد، في محاولة لتحسين وضعها في استطلاعات الرأي المتأخرة.
وفي الوقت الذي كانت فيه كندا تحتاج إلى حلول اقتصادية مستدامة لمعالجة التحديات الكبيرة التي يواجهها المواطنون، مثل ارتفاع تكاليف الحياة وزيادة الضرائب، يرى الكثير من الكنديين أن هذه التدابير ليست سوى مسكنات مؤقتة لا تعالج الجذور الحقيقية للمشاكل الاقتصادية. بل إن بعض النقاد أشاروا إلى أن إلغاء ضريبة الكربون كان سيكون خيارًا أكثر فعالية، حيث إنها تمثل عبئًا كبيرًا على المواطنين الكنديين في وقت يعانون فيه من صعوبة الحياة اليومية. لماذا لا تلغي الحكومة هذه الضريبة التي تواصل زيادتها على أسعار الوقود والطاقة، بدلاً من تقديم حلول جزئية لا تتعدى أن تكون “تخفيضات ضريبية وقتية”؟
لكن ربما كانت أكثر التصريحات إثارة للجدل تلك التي أدلى بها ترودو أثناء إحدى رحلاته الدولية، حيث ألقى محاضرة على الكنديين حول ضرورة إعطاء الأولوية لدفع ضريبة الكربون، حتى وإن كان ذلك على حساب توفير الطعام لأطفالهم. هذا التصريح لم يكن فقط بعيدًا عن الواقع، بل أثار استياءًا واسعًا بين المواطنين، الذين اعتبروا أن ترودو يعيش في عالم منفصل عن معاناتهم اليومية. كيف لرئيس حكومة أن يقترح أن يُضحي الكنديون بأبسط احتياجاتهم الأساسية من أجل دعم ضريبة على الكربون، التي يُعتقد أنها ترفع من تكاليف المعيشة وتؤثر سلبًا على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع؟
وسط هذه الفوضى السياسية والاقتصادية، لا شك أن هناك سؤالًا يطرح نفسه: هل أصبحت حكومة ترودو وحكوماته الإقليمية عاجزة عن تقديم حلول حقيقية، وتقتصر فقط على تكتيكات انتخابية تهدف إلى تحسين صورتها في اللحظات الأخيرة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه العديد من الكنديين، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو في النقاشات العامة، حيث يبدو أن الصورة التي يحاول ترودو رسمها لن تكون كافية لإخفاء الحقيقة: أن الكثير من الكنديين باتوا يشعرون بأنهم كانوا ضحايا لسياسات غير فعالة وعروض انتخابية فارغة.
ماري جندي
المزيد
1