شهدت مدينة ريجينا، عاصمة مقاطعة ساسكاتشوان الكندية، تغييرات جذرية في سياستها المتعلقة برفع الأعلام بعد أن أثار قرار سابق بشأن العلم الفلسطيني موجة من الجدل والنقاش. هذه القضية بدأت منذ الصيف الماضي، عندما قررت رئيسة البلدية المنتهية ولايتها، ساندرا ماسترز، إلغاء فعالية رفع العلم الفلسطيني، ما دفع مجلس المدينة لإعادة النظر في السياسات المنظمة لهذا النوع من الأحداث.
شهدت مدينة ريجينا، عاصمة مقاطعة ساسكاتشوان الكندية، تغييرات جذرية في سياستها المتعلقة برفع الأعلام بعد أن أثار قرار سابق بشأن العلم الفلسطيني موجة من الجدل والنقاش. هذه القضية بدأت منذ الصيف الماضي، عندما قررت رئيسة البلدية المنتهية ولايتها، ساندرا ماسترز، إلغاء فعالية رفع العلم الفلسطيني، ما دفع مجلس المدينة لإعادة النظر في السياسات المنظمة لهذا النوع من الأحداث.
السياسة الجديدة: ضوابط صارمة على رفع الأعلام
وفقًا للتعديلات الجديدة، لن يُسمح برفع الأعلام في ساحة مبنى البلدية أو قاعة المجلس إلا لأعلام كندا، وساسكاتشوان، وعلم الاتحاد، وعلم مدينة ريجينا، بالإضافة إلى أعلام معاهدة 4 وأمة الميتيس. هذه السياسة تستثني جميع الأعلام التي تمثل دولًا أخرى أو قضايا دولية.
ومع ذلك، هناك استثناءات محدودة. ففي حال زيارة شخصية رسمية رفيعة المستوى من دولة تربطها علاقات دبلوماسية مع كندا، سيتم رفع علم الدولة كلفتة احترام خلال الزيارة. بالإضافة إلى ذلك، تم التصويت على استثناء خاص يتعلق بالأعلام التي تُرفع ضمن برامج المدن الشقيقة.
استمرارية دعم المنظمات غير الربحية والجمعيات الخيرية
رغم القيود المفروضة على الأعلام الدولية، لا تزال السياسة تسمح برفع الأعلام الخاصة بالمجموعات غير الربحية والجمعيات الخيرية والفعاليات المحلية، مما يعكس التزام المدينة بدعم الأنشطة التي تخدم المجتمع.
تطورات الجدال حول العلم الفلسطيني
أثارت مجموعة كانت تخطط لرفع العلم الفلسطيني في نوفمبر 2024 انتقادات واسعة لقرار إلغاء الحدث. ووصفت المجموعة القرار بأنه يعكس انحيازًا واضحًا، مشيرة إلى أن العلم الإسرائيلي تم رفعه سابقًا في 13 و14 مايو 2024 تكريمًا لاحتفالات الاستقلال الإسرائيلي.
في المقابل، أعرب مركز إسرائيل والشؤون اليهودية (CIJA) عن دعمه لقرار رئيسة البلدية. وقال جوستافو زينتنر، نائب رئيس المركز لمنطقتي مانيتوبا وساسكاتشوان، عبر منشور على منصة X (تويتر سابقًا): “نحن نقدر استجابة العمدة السريعة وعلاقاتها العملية القوية مع إدارة المدينة”.
قرارات مشابهة في مدن كندية أخرى
لم يكن الجدل حول رفع الأعلام محصورًا في ريجينا فقط؛ بل شهدت مدن كندية أخرى مواجهات مشابهة. ففي مايو 2024، قررت مدينة أوتاوا إلغاء احتفال يوم استقلال إسرائيل في مبنى البلدية، بينما اكتفت برفع العلم دون إقامة فعالية. وفي تورنتو، رفضت رئيسة البلدية أوليفيا تشاو حضور حدث مماثل، ووصفت الاحتفالية بأنها مثيرة للانقسام.
أصدرت مدينة تورنتو توجيهات جديدة بشأن رفع الأعلام، مؤكدة أنها سترفع فقط أعلام الدول التي تعترف بها الشؤون العالمية الكندية، إضافة إلى أعلام المنظمات غير الربحية والخيرية.
تبعات القرار وتأثيراته
تبرز هذه التغيرات في السياسات كاستجابة مباشرة للتوترات المتزايدة حول القضايا الدولية المثيرة للجدل، حيث تسعى المدن الكندية إلى إيجاد توازن بين حرية التعبير والحفاظ على الحياد السياسي في الأماكن العامة. بالنسبة لريجينا، يبدو أن القرار يهدف إلى تقليل المخاطر المرتبطة بإثارة الانقسامات داخل المجتمع المحلي.
بينما يظل الجدل قائمًا، فإن مثل هذه السياسات تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المدن الكندية في التعامل مع القضايا الحساسة التي تحمل أبعادًا دولية.
ماري جندي
المزيد
1