في أحدث مؤلفاته، تناول كونراد بلاك، أحد أبرز رجال الأعمال والممولين في كندا لمدة تزيد عن 40 عامًا، قضايا اقتصادية وسياسية حساسة، معلقًا على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسببت في زعزعة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا. في كتابه، قال بلاك إن التهديدات التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية كانت بمثابة “فضيحة” من جهة، ولكنها في الوقت نفسه تمثل “فرصة” كبيرة بالنسبة لكندا.
بلاك، الذي يعتبر من كبار ناشري الصحف في العالم، أوضح أن هذه الرسوم كانت بمثابة هجوم غير مبرر ضد كندا، حيث أشار ترامب إلى أن فرض الرسوم الجمركية يأتي نتيجة لما وصفه بـ”الجهود غير الكافية من جانب كندا والمكسيك” لمنع تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة. وأضاف بلاك أن هذا الهجوم غير عادل، مؤكدًا أن كندا ليست مسؤولة عن المشاكل المرتبطة بالهجرة غير الشرعية التي تواجهها الولايات المتحدة، ولا عن تفشي المخدرات القاتلة مثل الفنتانيل التي تهدد حياة الأمريكيين. في هذا السياق، أشار بلاك إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في سياسة سلف ترامب، التي سمحت لملايين من المهاجرين غير الشرعيين بالدخول إلى الولايات المتحدة، بينهم العديد من المجرمين الذين يحملون معهم كميات هائلة من المخدرات.
في أحدث مؤلفاته، تناول كونراد بلاك، أحد أبرز رجال الأعمال والممولين في كندا لمدة تزيد عن 40 عامًا، قضايا اقتصادية وسياسية حساسة، معلقًا على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسببت في زعزعة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا. في كتابه، قال بلاك إن التهديدات التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية كانت بمثابة “فضيحة” من جهة، ولكنها في الوقت نفسه تمثل “فرصة” كبيرة بالنسبة لكندا.
بلاك، الذي يعتبر من كبار ناشري الصحف في العالم، أوضح أن هذه الرسوم كانت بمثابة هجوم غير مبرر ضد كندا، حيث أشار ترامب إلى أن فرض الرسوم الجمركية يأتي نتيجة لما وصفه بـ”الجهود غير الكافية من جانب كندا والمكسيك” لمنع تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة. وأضاف بلاك أن هذا الهجوم غير عادل، مؤكدًا أن كندا ليست مسؤولة عن المشاكل المرتبطة بالهجرة غير الشرعية التي تواجهها الولايات المتحدة، ولا عن تفشي المخدرات القاتلة مثل الفنتانيل التي تهدد حياة الأمريكيين. في هذا السياق، أشار بلاك إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في سياسة سلف ترامب، التي سمحت لملايين من المهاجرين غير الشرعيين بالدخول إلى الولايات المتحدة، بينهم العديد من المجرمين الذين يحملون معهم كميات هائلة من المخدرات.
كما لفت بلاك الانتباه إلى أن المكسيك، بالتعاون مع الصين، قد أساءت استخدام اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA)، حيث كانت تشجع الشركات الأمريكية على إغلاق مصانعها في الولايات المتحدة ونقلها إلى المكسيك للاستفادة من العمالة الرخيصة والإعفاءات الضريبية. في الوقت ذاته، كانت هذه الشركات تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة، في مسعى لاستغلال الثغرات الاقتصادية في النظام التجاري. وشدد بلاك على أن التصرفات المكسيكية كانت استفزازية، مما يجعل فرض رسوم جمركية على المكسيك أمرًا مبررًا.
بالرغم من أن كندا كانت تمثل نسبة صغيرة جدًا من الوافدين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة مقارنة بالمكسيك، أوضح بلاك أن هناك تفرقة غير عادلة بين معاملة كندا والمكسيك. وعلى الرغم من أن كندا لم تكن مسؤولة عن الانتهاكات التجارية الضخمة التي ارتكبتها المكسيك والصين، إلا أن الحكومة الأميركية تتعامل مع كندا والمكسيك بالطريقة نفسها، وهو ما جعل الكنديين يشعرون بالغضب والإحباط.
وأشار بلاك إلى أن العلاقات بين كندا والولايات المتحدة كانت دائمًا مستقرة منذ نهاية حرب عام 1812، وأن كندا كانت دومًا حليفًا موثوقًا للولايات المتحدة في العديد من القضايا المهمة. وأوضح أن العالم يراقب الآن هذه التطورات، وسيثير قرار الولايات المتحدة اتخاذ خطوات عدائية ضد حليف موثوق مثل كندا العديد من التساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة كحليف.
أما بالنسبة لكندا، فقد أشار بلاك إلى أن هناك شكوى أكبر تتعلق بتدفق الأسلحة النارية غير القانونية إلى كندا عبر الحدود مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تدفق الأشخاص غير القانونيين إلى كندا هربًا من سياسة ترامب الصارمة في الترحيل. في رأيه، من المفترض أن تلتزم كل دولة بالحفاظ على حدودها، وهو ما يبرر أن تكون كندا جزءًا من هذه المعادلة.
بالرغم من أن بلاك كان يتوقع أن ترامب قد يطلق حربًا تجارية حقيقية ضد كندا، إلا أنه اعتبر أن تهديدات الرسوم الجمركية هي في الواقع فرصة لكندا. فبعد أن خرجت كندا من تحت المظلة الإمبراطورية البريطانية، كانت البلاد دومًا في ظل الولايات المتحدة. ومع توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة في عهد رئيس الوزراء الكندي بريان مولروني، تمكنت كندا من إثبات قدرتها على المنافسة مع الولايات المتحدة اقتصاديًا. لكن رغم هذه النجاحات، فإن الحكومة الفيدرالية الحالية أساءت إدارة اقتصاد كندا، ما أدى إلى خسارة أكثر من 300 مليار دولار من الاستثمارات الصافية.
وأوضح بلاك أن كندا لديها الآن الفرصة لتأكيد وجودها كدولة مستقلة وقوية، وتوسيع أسباب وجودها المبررة على الساحة العالمية. وأضاف أنه مع تأكيد قوة اقتصادها وجيشها، يجب على كندا أن تستغل الفرصة لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى غير الولايات المتحدة وتوسيع تحالفاتها التجارية.
في نهاية المطاف، أكد بلاك أن كندا يجب أن تكون مستعدة للتعامل مع التهديدات من الولايات المتحدة بشكل حازم، حتى لو تم التراجع عن فرض الرسوم الجمركية. فقد أشار إلى ضرورة أن تكون كندا مستعدة للرد بالمثل إذا كان ذلك ضروريًا، وتوجيه رسائل قوية إلى الولايات المتحدة والعالم بأن كندا ليست مجرد أداة ضغط اقتصادية.
ختامًا، أعرب بلاك عن أمله في أن يكون الخلاف بين كندا والولايات المتحدة قصير الأمد، وأن يتم إيجاد حل ودي لهذه الأزمة. لكن الأهم، في رأيه، هو أن كندا يجب أن تبقى قوية ومستقلة، وألا تسمح لأي طرف بالاستهانة بها.
ماري جندي
1
1