في مقالها الأخير، الذي نُشر في تورنتو صن، ناقشت الصحفية الشهيرة سو آن ليفي، الحائزة على لقب “أفضل كاتب أخبار”، الوضع الاقتصادي الكندي وواقع سياسات الحكومة الليبرالية. ليفي، التي اشتهرت بدفاعها المستمر عن الفئات الضعيفة في المجتمع مثل الفقراء والمشردين وكبار السن، وصفت الوضع الحالي بالكارثي، مشيرة إلى اللامبالاة التي تتسم بها الحكومة الليبرالية وعدم كفاءتها في التعامل مع القضايا الحساسة التي تهم الكنديين.
في مقالها الأخير، الذي نُشر في تورنتو صن، ناقشت الصحفية الشهيرة سو آن ليفي، الحائزة على لقب “أفضل كاتب أخبار”، الوضع الاقتصادي الكندي وواقع سياسات الحكومة الليبرالية. ليفي، التي اشتهرت بدفاعها المستمر عن الفئات الضعيفة في المجتمع مثل الفقراء والمشردين وكبار السن، وصفت الوضع الحالي بالكارثي، مشيرة إلى اللامبالاة التي تتسم بها الحكومة الليبرالية وعدم كفاءتها في التعامل مع القضايا الحساسة التي تهم الكنديين.
عجز الحكومة وتداعياته على الاقتصاد:
افتتحت ليفي مقالها بالإشارة إلى تداعيات انخفاض الدولار الكندي إلى مستوى 1.48 دولار كندي مقابل الدولار الأمريكي، مما يُعتبر إشارة واضحة على الفوضى الاقتصادية التي يعاني منها البلد. ووصفت الوضع كعلامة سوداء على الاقتصاد الكندي الذي يبدو أنه يتجه نحو مزيد من الاضطرابات. كما تناولت في المقال فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية اعتباراً من يوم الثلاثاء، وهو ما ترى ليفي أنه نتيجة لتهاون الحكومة الكندية في التعامل مع عدة قضايا شائكة.
القضايا الداخلية وتأثيراتها على العلاقات مع الولايات المتحدة:
على الرغم من التحذيرات المستمرة بشأن تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات، مثل الفنتانيل، عبر الحدود الكندية إلى الولايات المتحدة، لم تظهر الحكومة أي استعداد جاد لمعالجة هذه الأزمات. ليفي تساءلت عما إذا كان الأمر يعود إلى “الأنا” أو “عدم الكفاءة” أو “التجاهل المتعمد” للقضايا الهامة. هذه اللامبالاة جعلت الكنديين في وضع حرج أمام تصعيد التوترات مع جارتهم الجنوبية.
التأثيرات الاقتصادية والجمركية:
أكدت ليفي أن هذه الرسوم الجمركية سترتد سلبًا على الكنديين، حيث سيتحمل تجار التجزئة والمصنعون في الولايات المتحدة تكاليف ضخمة نتيجة لهذه الرسوم. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى عزوف الولايات المتحدة عن شراء السلع الكندية، مما سيدفعهم للبحث عن بدائل أرخص. من خلال هذه الكلمات، أشارت ليفي إلى أن الرئيس ترامب ربما يفكر في ضمان وظائف وسلع أمريكية أكثر، وهو ما يعتبره أمراً منطقيًا لمن يهتم بمصلحة بلاده على حساب العلاقات الدولية.
اللاجئون والمهاجرون:
لكن أكبر القضايا التي سلطت ليفي الضوء عليها كانت تدفق المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء إلى كندا، وخاصة القادمين من غزة. حيث ذكرت أن وزير الهجرة الكندي، مارك ميلر، قد احتفل مؤخراً بوصول آلاف الأسر من غزة إلى كندا، مع تقديم مساعدات مالية لهم. تساءلت ليفي عن مصداقية فحص هؤلاء اللاجئين، مشيرة إلى أن العديد منهم قد لا يكونون مواطنين كنديين ولا يستحقون المساعدة التي يقدمها المسؤولون الحكوميون. كما انتقدت الحكومة لفتحها المجال للاجئين الذين قد يكونون على صلة بجماعات متطرفة، مثل حماس، مما يزيد من المخاوف الأمنية في البلاد.
الأزمات السياسية والاقتصادية:
من ناحية أخرى، لم تسلم الطبقة السياسية الكندية من نقد ليفي، التي اعتبرت أن السياسيين الكنديين، مثل رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد ورئيس الوزراء جاستن ترودو، كانوا يصرون على خوض معارك سياسية بدلاً من التعامل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد. وأشارت إلى أن فورد، الذي دعا إلى انتخابات مبكرة، كان يحاول استغلال الأوضاع السياسية لصالحه بدلاً من معالجة مشاكل البلاد مباشرة. أما بالنسبة لترودو، فقد اتهمته ليفي بعدم التصرف بشكل فعال تجاه التحديات الاقتصادية، حيث أرجأ جلسات البرلمان ولم يبذل جهدًا حقيقيًا للتعامل مع التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
الخلاصة:
ختمت ليفي مقالها بملاحظة مريرة عن واقع السياسة الكندية، حيث أكدت أن الشعب الكندي قد يواجه أيامًا أصعب في المستقبل مع ارتفاع الأسعار بسبب القرارات الحكومية غير المدروسة. وأضافت أن العديد من الكنديين يعيشون في حالة من السبات السياسي، وأنهم قد يستيقظون على تداعيات هذه السياسات عندما تبدأ الأوضاع الاقتصادية في التأزم.
ماري جندي
المزيد
1