كشفت هيئة الانتخابات الكندية عن حقائق مثيرة تتعلق بالتفاوت السكاني الكبير بين مختلف الدوائر الانتخابية الفيدرالية في البلاد، وهو تفاوت قد يصل إلى ما يقرب من 90 ألف ناخب بين دائرة وأخرى. هذه الفروقات اللافتة تسلط الضوء مجددًا على التحديات المتكررة في كيفية تمثيل السكان تمثيلًا عادلًا ومتساويًا في البرلمان الكندي، خصوصًا مع نمو سكاني غير متوازن بين المناطق الحضرية والريفية.

في إشعار قانوني صدر بتاريخ 22 أبريل/نيسان، قدّم ستيفان بيرو، كبير مسؤولي الانتخابات في كندا، تحديثًا مفصلًا لما يُعرف بـ”عدد الأسماء الواردة في قوائم الناخبين المُعدّلة لكل دائرة انتخابية”. وتضمن هذا الإشعار قائمة رسمية جديدة تم الحصول عليها من قِبل مراسل موقع بلاكلوك، قبل أيام قليلة فقط من الانتخابات المرتقبة في 28 أبريل.

وبالرجوع إلى هذه البيانات، نجد أن الفجوة السكانية بين بعض الدوائر مثيرة للانتباه بالفعل. فعلى سبيل المثال، تُعتبر دائرة لابرادور أقل الدوائر من حيث عدد الناخبين، إذ تضم فقط 19,893 ناخبًا مسجلًا، بينما تقع في الطرف الآخر من الطيف الديمغرافي دائرة نياجرا ساوث في أونتاريو، التي تضم 112,960 ناخبًا، ما يخلق فارقًا يناهز الـ 93,000 ناخب بين الدائرتين.

وإذا وسّعنا نطاق المقارنة، نجد أن الدوائر الأربع ذات أقل كثافة سكانية إلى جانب لابرادور هي:

نونافوت: 21,316 ناخبًا.

ديسنيثي – ميسينيبي – نهر تشرشل في ساسكاتشوان: 24,072 ناخبًا.

شارلوت تاون: 27,662 ناخبًا.

الأقاليم الشمالية الغربية: 29,943 ناخبًا.

أما من الجهة الأخرى، أي من حيث الدوائر ذات الكثافة السكانية الأكبر، فنجد:

نورث آيلاند – باول ريفر في كولومبيا البريطانية: 108,653 ناخبًا.

إسيكس في أونتاريو: 109,373 ناخبًا.

كورتيناي – ألبرني في كولومبيا البريطانية: 107,295 ناخبًا.

كينغستون والجزر في أونتاريو: 106,661 ناخبًا.

إعادة ترسيم الحدود الانتخابية: محاولة لتصحيح التفاوت
عادةً ما يتم إعادة ترسيم حدود الدوائر الانتخابية الفيدرالية في كندا كل عشر سنوات، بهدف الحفاظ على نوع من التوازن في التمثيل السكاني بين مختلف الدوائر. وتتراوح الأرقام القياسية المعتمدة لتوزيع الناخبين بين 80,000 و115,000 ناخب لكل دائرة. ومع ذلك، تُستثنى من هذه القاعدة بعض المناطق النائية أو ذات الكثافة السكانية المنخفضة، مراعاةً لخصوصياتها الجغرافية والخدمية.

وجرى آخر تعديل لترسيم الحدود بناءً على تقديرات هيئة الإحصاء الكندية في 1 يوليو 2021، حيث بلغ عدد سكان كندا حينها نحو 38.2 مليون نسمة. إلا أن هذه الأرقام لم تبقَ على حالها، إذ ارتفع عدد السكان مع مرور الوقت – خصوصًا نتيجة الزيادة في مستويات الهجرة – ليُقدّر عدد سكان البلاد بحلول عام 2025 بنحو 41.6 مليون نسمة، ما يعني زيادة ضخمة خلال فترة قصيرة.

تمثيل زائد للمناطق الريفية: مفارقة دستورية؟
تاريخيًا، لطالما تمتع سكان المناطق الريفية في كندا بتمثيل زائد نسبيًا في مجلس العموم، مقارنةً بالمناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية. وتشير وثيقة صادرة عن اللجنة الملكية للإصلاح الانتخابي بعنوان: “رسم الخريطة: المساواة وفعالية التصويت في إصلاح حدود الدوائر الانتخابية الكندية” إلى أن هذا التوجه لا ينبع من الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لحجج ومسوغات تقول إن تمثيل المناطق النائية يتطلب جهدًا أكبر من البرلمانيين لتوفير الخدمات، نظرًا لاتساع الجغرافيا وقلة المرافق.

أكبر مجلس عموم في تاريخ كندا
وفي الانتخابات المقبلة يوم 28 أبريل، سيشهد الكنديون حدثًا غير مسبوق في تاريخهم السياسي، حيث سيصوّتون لاختيار أكبر عدد من أعضاء مجلس العموم على الإطلاق، بإجمالي 343 عضوًا، بعد أن كان العدد 338 عضوًا في البرلمان المنحل مؤخرًا.

ويجري توزيع المقاعد الجديدة على النحو التالي:

122 مقعدًا لأونتاريو.

78 مقعدًا لكيبيك.

43 مقعدًا لكولومبيا البريطانية.

37 مقعدًا لألبرتا.

14 مقعدًا لكل من ساسكاتشوان ومانيتوبا.

11 مقعدًا لنوفا سكوشا.

10 مقاعد لنيو برونزويك.

7 مقاعد لنيوفاوندلاند ولابرادور.

4 مقاعد لجزيرة الأمير إدوارد.

مقعد واحد فقط لكل من: يوكون، الأقاليم الشمالية الغربية، ونونافوت.