شهدت شركة تسلا تراجعًا حادًا في مبيعات سياراتها الكهربائية داخل السوق الأوروبية، حيث انخفضت بنسبة 49% خلال أول شهرين من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وذلك وفقًا لبيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية. يأتي هذا الانخفاض في وقت يشهد فيه سوق السيارات الكهربائية نموًا مستمرًا، ما يثير تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الكبير في مبيعات الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية.
شهدت شركة تسلا تراجعًا حادًا في مبيعات سياراتها الكهربائية داخل السوق الأوروبية، حيث انخفضت بنسبة 49% خلال أول شهرين من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وذلك وفقًا لبيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية. يأتي هذا الانخفاض في وقت يشهد فيه سوق السيارات الكهربائية نموًا مستمرًا، ما يثير تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الكبير في مبيعات الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية.
أسباب التراجع: الطرازات القديمة وردود الفعل السلبية تجاه إيلون ماسك
يرجع بعض المحللين هذا التراجع إلى عدة عوامل، من بينها عدم تحديث مجموعة السيارات التي تقدمها تسلا، حيث أصبحت بعض طرازاتها تبدو قديمة بالمقارنة مع الطرازات الحديثة التي تطرحها الشركات المنافسة. كما أن الجدل المثار حول الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، قد ساهم في عزوف بعض العملاء عن شراء سيارات تسلا.
في أوروبا، أثارت تصريحات ماسك الأخيرة، التي أعرب فيها عن دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف خلال الانتخابات الوطنية الشهر الماضي، موجة من الانتقادات والإدانات الواسعة، سواء من السياسيين أو وسائل الإعلام أو حتى من الجمهور العام. هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، حيث انعكست بشكل مباشر على صورة تسلا في السوق الأوروبية، وهو ما أثر على قرارات المستهلكين بشأن شراء سياراتها.
تصاعد المنافسة ونجاح بي واي دي الصينية
بالتزامن مع تراجع مبيعات تسلا، تشهد السوق الأوروبية منافسة شرسة مع دخول شركات عملاقة مجال السيارات الكهربائية بقوة، وعلى رأسها الشركة الصينية “بي واي دي”. فقد أعلنت “بي واي دي” يوم الثلاثاء عن تحقيق إيرادات قياسية بلغت 777.1 مليار يوان (أي ما يعادل 107 مليارات دولار) خلال عام 2024، مدفوعة بارتفاع مبيعاتها من السيارات الكهربائية والهجينة بنسبة 40%.
ولم تكتفِ “بي واي دي” بالتفوق من حيث المبيعات فقط، بل كشفت مؤخرًا عن تطويرها لنظام شحن فائق السرعة للمركبات الكهربائية، حيث يدعي الخبراء أنه يضاهي في سرعته عملية ملء خزان الوقود التقليدي، ما يمنحها ميزة تنافسية إضافية أمام تسلا وغيرها من الشركات.
الأرقام تعكس الأزمة: تسلا تخسر حصتها السوقية
بحسب البيانات الرسمية، بلغت مبيعات تسلا في شهري يناير وفبراير من هذا العام 19,046 سيارة فقط، مقارنةً بـ 37,311 سيارة في نفس الفترة من عام 2024، مما يؤكد التراجع الحاد في أداء الشركة داخل أوروبا. وعلى النقيض من ذلك، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات ارتفاعًا عامًا بنسبة 28.4% في السوق الأوروبية، ما يدل على أن المشكلة ليست في تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، بل في انخفاض جاذبية سيارات تسلا تحديدًا.
تداعيات سياسية واحتجاجات ضد تسلا في أمريكا وأوروبا
لم تقتصر تداعيات تصريحات ماسك على السوق الأوروبية فحسب، بل امتدت إلى الولايات المتحدة، حيث كانت سيارات تسلا ووكلاؤها هدفًا للاحتجاجات بسبب دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، فضلًا عن دوره في تقديم المشورة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تقليص حجم الحكومة الفيدرالية الأمريكية بشكل كبير.
هذا الغضب السياسي والاجتماعي أدى إلى خلق صورة سلبية حول الشركة في أوساط بعض المستهلكين، مما دفعهم للبحث عن بدائل أخرى في سوق السيارات الكهربائية.
انخفاض عالمي في مبيعات تسلا واستدعاءات متكررة لـ Cybertruck
لا تقتصر مشاكل تسلا على السوق الأوروبية فقط، إذ تعاني الشركة من تراجع عالمي في مبيعاتها. فقد أعلنت تسلا في يناير عن أول انخفاض سنوي في المبيعات منذ أكثر من 12 عامًا، وهو مؤشر مقلق لمستقبل الشركة وسط المنافسة الشديدة.
وفي الوقت نفسه، تواجه تسلا مشكلات فنية مع شاحنتها الكهربائية الجديدة “سايبرترك”، والتي تعرضت لعدة عمليات استدعاء منذ بدء تسليمها للعملاء. ففي الأسبوع الماضي، استدعت الشركة جميع المركبات تقريبًا من هذا الطراز بسبب خلل قد يؤدي إلى تطاير الألواح الجانبية المثبتة بالقرب من الزجاج الأمامي أثناء القيادة، مما يشكل خطرًا محتملاً على السلامة.
يُذكر أن هذا هو الاستدعاء الثامن لسيارة Cybertruck منذ إطلاقها، وهو ما يثير تساؤلات حول جودة تصنيع هذا الطراز ومدى قدرة تسلا على حل المشكلات التقنية التي تواجهها.
مستقبل غامض أمام تسلا
بينما تستمر سوق السيارات الكهربائية في النمو، تواجه تسلا تحديات متزايدة تهدد هيمنتها السابقة على القطاع. فمع تصاعد المنافسة، وردود الفعل السلبية تجاه إيلون ماسك، والمشكلات التقنية المتكررة، أصبح مستقبل الشركة أكثر غموضًا. يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع تسلا استعادة ثقة المستهلكين وتحقيق انتعاش في مبيعاتها، أم أنها ستواصل التراجع لصالح الشركات الناشئة والمنافسين الأقوياء؟
ماري جندي
المزيد
1